المشاركات

عرض المشاركات من 2007

إعتراف

صورة
كانت تحس بكل شيء .. فهي لم تنس أبدا في أي يوم أنها إمرأه .. ينبئها إحساسها بما سيكون مستترا وراء إلحاحه بأن يتركا الأولاد عند أمها ويسافرا ليقضيا ليلة واحدة في ذلك الفندق المطل على البحر .. تعلل بأنه يشتاق إليها بعيدا عن الأولاد .. يريد أن يسترجع بعضا من أيام لم تمكث طويلا ورحلت .. وافقته وهي بكل كيانها ترفض ذلك السفر وتتمنى بداخلها ألا يأتي ذلك اليوم . وما أن أصبحا وحدهما في غرفة الفندق .. بدا وكأنه يسترجع جميع حركاته الصبيانية كما كان في الماضي .. كان يبدو وأنه في قمة اللهفه كي يلتهمها .. تركته يتصرف كيفما يشاء وهي تنتظر ما كانت تتوقعه .. إحتضنها في الفراش بشده .. وضع رأسه على صدرها .. أغمض عينيه .. بدأ في حديثه وكأنه يتعلم نطق الكلام لأول مره .. أخبرها بأنه يريد أن يعترف لها بشيء ما .. لقد أحب إمرأة أخرى غيرها . أمسكت بوجهه بكلتا يديها كي تزيح رأسه عن صدرها لتنظر إليه .. لكنه تشبث بها أكثر .. كان أقوى منها وظل مختبئا برأسه على صدرها .. إستكمل حديثه .. أخبرها بأن تلك المرأه ليست أجمل منها ولا أفضل منها .. وليست عاهره ولا طائشه .. فقط كانت متوافقه معه في امور عمليه اكثر منها.. أخبرها

أنا وجحا والعيد

جاء جحا بعامل بناء ليبني له بيتا في أرض جديدة .. فأخذ العامل يتجول في الأرض ويقول لجحا: هنا نبني غرفة للنوم .. وهنا غرفة للطعام .. وهنا غرفة للضيوف .. وبينما هو يتجول ويشرح إذ خرج منه ريح ذو صوت عظيم .. فقال له جحا: وهنا نبني حماما . هههههه .. أنا قلت بس أعطر الجو قبل ما أبدأ البوست .. مساء الخير عليكم جميعا .. وكل سنة وإنتم طيبين .. العيد بعد كام يوم وإن شاء الله ده هيكون أول عيد من سنين طويله أنزل أحضره في مصر .. هو صحيح الحاجة مراتي سبقتني هناك من يومين وجابتلي إكتئاب من كمية المشاكل اللي هي واجهتها هناك .. وبرضه صحيح إني بدأت أتردد في النزول أصلا .. لكن لازم أنزل علشان لازم بنتي الصغيرة تعرف الفرق بين الخروف والكلب .. لازم أجيبلها خروف .. مش ممكن يعني وهي في كي جي وان وما تعرفش من الحيوانات كلها غير القطة والكلب .. ما يصحش . سبحان الله .. عدت سنة بسرعة البرق .. زي اليومين دول كنت أنا والحاجة مراتي بنؤدي مناسك الحج .. فاكرين الموضوعين دول: لبيك اللهم لبيك .. و عدنا ولله الحمد ؟ كان معايا مجموعة من الأطباء المصريين اللي كانوا فعلا مفخرة لينا كلنا .. أدب وأخلاق وعلم .. وفوق كل ده فيه

رسالة قصيرة

صورة
لا يدري تماما ماذا يحدث له هذه الأيام .. يعيش – أو هكذا يدعي – دون أن يعي تماما ما يدور حوله .. ينظر إلى تلك الوجوه المتعلقة به وهو يتحدث عن فلسفته في إدارة مشروعه الجديد .. يرى في عيونهم نظرات الإعجاب وكأنه كائن فضائي هبط عليهم فجأة دون موعد .. يتنبه إلى أن هناك رسالة قصيرة قد وصلته على هاتفه المحمول .. لا يلتفت إليها .. كان وكأنه يقرر أنه لم يعد هناك أي شيء يهم .. فكل تركيزه منصب على المحاضرة التي يلقيها بحماس . ينتهي من حديثه ويهم الجميع بالإنصراف .. يلتفت أخيرا إلى هاتفه من باب الفضول .. يجد رسالة من شخص مجهول نصها: أحبك .. إشتقت إليك كثيرا، يبتسم إبتسامه واسعة .. تتحول الإبتسامة إلى ضحكة خفية .. لا يصدق أن هناك شخص ما قد يهتم به ويشتاق إليه .. لابد وأنها رسالة وقد وصلته عن طريق الخطأ .. كما أنه لم ينشر بعد رقم هاتفه المحمول الجديد . يسرح بخياله للحظات .. هل من الممكن أن تكون هي؟ لطالما حلم بأن يسمع صوتها ولو بكلمة واحدة قبل الرحيل .. كان يدعوا الله أن يلقاها ولو لدقيقة واحدة ولو عند أبوب المطار .. دار بخلده بأن يتصل بهذا الرقم الغريب كي يتأكد من هوية من أرسل تلك الرسالة .. لكنه ف

واحد إتنين .. برج القاهرة فين

صورة
الصورة الأولى بتوضح إن برج دبي اللي إرتفاعه هيكون 818 متر هو الأعلى في العالم سنة 2008 بعد إنتهاء الإنشاءات .. وأنا شخصيا زرت الموقع أكتر من مرة . الصورة التانية بتوضح إيه هي الأبراج المزمع إنشاؤها قريبا .. وهي بالترتيب برج مبارك بمدينة الحرير بالكويت وإرتفاعه 1000 متر برج البرج بدبي وإرتفاعه 1050 متر برج الميل بجده وإرتفاعه 1600 متر بس .. البوست خلص على كده .. وأنا مش قصدي حاجة بعنوان البوست خالص

من روائع قلة الأدب العربي

أفتكر إن أول ما طلع الدش والريسيفر .. كان ليه سمعة كده مش كويسة .. كانوا بيقولوا إنه بيجيب حاجات قبيحة وقليلة الأدب ولامؤاخذة .. وكنت كل ما أسمع إن فيه حد ركب دش ألاقيه يحلف ويقول لي: بس أنا مش من الناس إياهم يا مراكبي .. أنا والله العظيم ركبت النايل سات بس .. ومن كتر ما الجملة دي إتكررت قدامي كتير .. جه عندي شعور إن النايل سات ده حاجة كده وكأنك داخل مسجد .. ولازم تقلع الجزمة برة على الباب قبل ما تشغل التليفزيون وحاجات كده . لحد ما جه اليوم اللي قررت فيه إني أركب الدش ده أنا كمان .. وطبعا لأني من أهل التقوى والصلاح أصريت على النايل سات بس زيي زي الإخوة الأفاضل إياهم بالظبط .. وأول ما إشتغل التليفزيون لقيت النايل سات ده إيه .. ولعة ولعة ولعة .. وأذكر إن لم تخني الذاكرة إن أول لقطة شفتها كانت لجزء عريان من صدر مغنية مش عايز أقول إسمها وكانت بترقص وتقول: أخاصمك آه .. أسيبك لا .. ما علينا .. أرزاق . ومرة من سنتين كان عندي مدير أمريكي .. لقيته بيشتكيلي ويقوللي: المدير الأمريكي: أنا زهقت قوي من الدش المركزي اللي عندنا في العمارة .. مليان قنوات كتيرة مالهاش لازمة المراكبي: أيوة .. علشان ظابطي

منزل وسيارة وأشياء أخرى

صورة
كان لا يعرف في هذه الدنيا غير منزل واحد لا يتغير ولا يظن أنه سيتغير .. كان أقصى ما حدث فيه هو إزالة ذلك الطلاء الجيري القديم وإستبداله بدهانات أخرى جديدة وبعضا من أوراق الحائط .. لكن المنزل ظل كما هو بذكرياته وحنينه وإحتوائه له في كل الأوقات .. كان يعرف أيضا جميع وسائل المواصلات التي تؤدي إلى ذلك المنزل من أي مكان .. وكان إحتياجه إلى سيارة ما يعد شبه معدوم .. كان ذلك عندما كانت الأماكن التي يرتادها كلها قريبة ولا تبعد عن منزله إلا كيلومترات قليلة . وقبل زواجه بيوم واحد .. أذكره وهو في حالة دهشة شديدة عندما كان يرتب أغراضه الخاصة في منزل الزوجيه .. لم يكن معتادا على ذلك المنزل الجديد أبدا .. رغم أن كل شيء فيه كان جديدا ومنمقا .. رغم أن من ستسكنه معه في الغد هي تلك التي إختارها لكي تشاركه عمره القادم .. لكنه ذلك الحنين إلى منزله القديم الذي لم يكن يظن أنه سيتغير في يوم ما .. إنه الخوف من التغيير .. حب الإعتياد .. أذكر أيضا أنه بدأ يفكر في إحتياجه إلى سيارة .. لم تزل الأماكن قريبة .. لكن المتطلبات إختلفت كثيرا بعد ذلك اليوم .. كل شيء أصبح غريبا في ذلك اليوم . على بعد آلاف الكيلومترات .. أ

حالة إنتظار

صورة
قدر لي أن أكون إمرأة .. هذا كل شيء .. لا لم يكن هذا كل شيء .. لكم أحببت جنسي هذا كثيرا .. لم أكن أرى أية غضاضة لكوني إمرأة .. ولم أخجل يوما من كوني أنثى بتكويني وشكلي وأحاسيسي .. لكنه ذلك المجتمع الذي لم ينضج بعد رغم مرور تلك القرون الطوال .. ذلك المجتمع الذي ينصب سياجا كريها حول المرأة .. يجعلها وكأنها شيئا نخجل منه ولابد من إخفائه .. يجعلها عيبا وعبئا بل وعارا أحيانا .. أعرف أن للرجال دور عظيم في كل ذلك .. لكنني في قرارة نفسي ألعن كل بنات جنسي اللاتي عضدن من تلك المعاملة المتدنية عبر الأزمان .. أحتقر كل أم دأبت على تنشئة إبنائها على ذلك .. سواء كانوا ذكورا أو إناثا .. لا يهم .. فالنتائج تظل واحدة في النهاية . حلمت طويلا بالهروب من ذلك السياج اللعين .. أن أكون كما أريد .. أن يعاملني الناس كإنسانه دون النظر إلى كوني أنثى .. كنت اريد أن أسير دون أن أحس بنظراتهم تخترقني .. كنت أتمنى أن أخرج من منزلي بحرية دون الحاجة إلى أن يصطحبني من يظن أنه يحميني .. أكره أن يلازمني الإحساس بأنني دائما فريسة .. أن أكون دائمة الحرص والحيطة والحذر .. أن أعيش دائمة التوتر والإنفعال دون مبرر واضح وصريح . أخ

كفاءة كفاءة

سيداتي آنساتي سادتي (طبعا باين إن سيداتي إتقالت بنفس مفتوحة .. وآنساتي إتقالت بنفس مفتوحه قوي .. وسادتي تأدية واجب وخلاص) نحب نشرح لكم النهاردة نموذج من النماذج الحسابية اللي درسناها في كلية الهندسة الله يرحمها ويرحم أيامها .. والنموذج ده بيبين طريقة حساب الكفاءة العامة .. يعني إيه؟ شوفوا معايا . بيقولوا إن لو عندك إتنين موظفين شغالين في مكتب في مصلحة حكومية وكل واحد منهم بيشتغل بكفاءة 90% (الشر برة وبعيد) يبقى الكفاءة العامة للمكتب كله تتحسب إزاي؟ الكفاءة العامة هي حاصل ضرب كفاءة الإتنين الموظفين يعني 90% × 90% = 81% .. مفاجأة مش كدة؟ . طيب لو عندنا 3 موظفين في المكتب إياه .. وكل واحد كفاءته هي 90% برضه .. يبقى الكفاءة العامة للمكتب ده كام؟ هي حاصل ضرب كفاءة التلاتة موظفين يعني 90% × 90% × 90% = 73% .. شوفتوا الرقم صغر إزاي؟ . طيب لو عندنا 4 موظفين في المكتب اللي زهقنا منه ده .. وكل واحد كفاءته هي 90% برضه .. يبقى الكفاءة العامة للمكتب ده كام؟ هي حاصل ضرب كفاءة الأربعة موظفين يعني 90% مضروبة في بعضها 4 مرات = 66%.. أصغر وأصغر . طيب لو عندنا 5 موظفين .. وكل واحد كفاءته هي 90% برضه ..

وراء كل رجل عظيم إمرأة

صورة
وراء كل رجل عظيم إمرأة .. لطالما سمع تلك الجملة الساحرة عبر قراءاته وسمعه ومقابلاته .. يعلم أنها جملة ذات معنى واحد لدي الجميع .. أن تكون هناك إمرأة ما تساعده وتعضده وتخفف من ضغوطه لكي تدفعه دفعا إلى النجاح تلو الآخر .. لكن ما يدركه هو وحده دون الآخرين .. أنه قد يوجد أيضا وراء كل رجل عظيم إمرأة .. يريد أن ينساها . لازلت أذكره منذ سنوات بعيده وهو يتجرع البيرة كأسا وراء الأخرى بينما يقبض بيده الأخرى على الأرجيلة بقبضة من حديد .. ينفث همومه مع كل شهيق وزفير عبر دخانها المتأجج .. صورت له الأفلام والمسلسلات أن ذلك قد يؤدي به ذات يوم إلى أن ينساها .. لكن دون جدوى .. لم يكن ذلك سوى وهما كما كان نسيانها وهما آخر . لم يمكث هكذا طويلا .. كانت نقطة فارقة في حياته يوم أن إستبدل البيرة والأرجيلة بشيء آخر أهم .. إستغرق في عمله حتى ملأ عليه نهاره وليله .. كان يعمل بجد وعزيمة كي ينساها .. وكلما ألحت عليه صورتها في أي شيء أو تذكرت أذناه صوتها الملائكي الساحر .. كلما إستغرق في عمله أكثر وأكثر .. كان عمله بالنسبة له كالخمور والمخدرات تماما . يعلم أن الجميع يتحدثون عنه وعن نجاحاته طوال الوقت .. يستمتع كل

كبر الجي .. وروق الدي

بعد نشر البوست اللي قبل اللي فات لقيت الحاجة مراتي بتقول لي: إنت مش تبطل بقى تنكد على الناس؟ كل مرة كده تكتب عن مشاكل البلد وتدوس على الجروح ؟ مش تكتب حاجة تخلي الناس تفرفش كده؟ وطبعا أنا بصفتي راجل البيت وكلمتي هي اللي بتمشي دايما ..قصدي بتمشي أحيانا .. هي ما بتمشيش أصلا علشان عندها كساح .. قررت إني أكتب موضوع خفيف .. وعلى رأي الواد إياه في فيلم مرجان أحمد مرجان .. هأكبر الجي .. وأروق الدي .. ونحب ننوه للسادة المستمعين اللي مش متابعين أحداث الدوري المصري .. إن "الجي" هي إختصار لكلمة الجمجة .. و"الدي" هي إختصار لكلمة الدماغ .. والله أعلم .. وممكن تغطوني وتصوتوا لو عايزين . ومادام نويت المرة دي أكبر الجي وأروق الدي .. يبقى هي دي الفرصة الوحيدة اللي هأقدر أعرض فيها آخر أبحاثي اللغوية اللي لا هتقدم ولا هتأخر زي كلام الناس بتاع جورج وسوف .. والبحث ده عنوانه هو ظاهرة البخل الجماعي .. واللي خلاني أعمل البحث ده هو مجموعة من الأصدقاء المصريين اللي بينتموا لمدينة ساحلية شهيرة مش عايز أقول إسمها .. لكن هما وروني النجوم في عز المغرب بسبب البخل بتاعهم .. وبخل إيه بقى .. من الن

رمضان كريم

صورة

لامؤاخذة .. تخطيط إستراتيجي

من اولها ياجماعة كده بالصلاة عالنبي .. اللي عنده سكر أو ضغط ما يكملش قراية علشان ماحدش يقول ما حذرتناش ليه وحاجات كده .. أصل أنا النهاردة نفسي أتكلم عن موضوع قبيح إسمه التخطيط الإستراتيجي ولا مؤاخذة . وعلشان أبسط الموضوع قوي أحب في البداية أشرح حاجة مهمة جدا جدا فيه ناس كتير ما تعرفهاش .. وهي إن أي فرد بيكون ليه إستهلاك من كل المواد اللي خلقها ربنا .. يعني كل واحد فيكم بيستهلك كمية معينة من الحديد والأسمنت والخشب والنحاس وأسلاك الكهربا .. زي بالظبط ما بتستهلكوا الأكل والمياة والملابس .. طبعا واحد ييجي ويقولي يا كابتن مراكبي .. إزاي بس بناكل حديد وأسمنت؟ إنت كبرت وخرفت والا إيه؟ أقول له إنت جيت للي هايفيدك .. ركز معايا وشوف . مش أي حد في الدنيا بييجي عليه يوم ويتنيل على عينه؟ آسف .. قصدي يتجوز على عينه؟ يعني هيحتاج شقة .. والشقة يعني حديد وأسمنت وألومونيوم .. خشب وسيرامبك وحنفيات .. سراير ودواليب وترابيزات وكراسي .. لمبات وملايات ومخدات .. تليفزيون وتلاجة وغسالة .. نزود على كده إننا محتاجين مدن جديدة تساعنا .. وطرق ومجاري وكهربا .. مدارس وسينيمات وكازينوهات .. مصايف ومستشفيات ووسائل مو

طفل آخر جديد

صورة
بعد أن ترددت كثيرا .. أدارت قرص الهاتف لتتصل بزوجها في مكتبه لكنها لم تجده .. فكرت ثانية ثم قررت أن تتصل به على هاتفه المحمول .. وبعد فاصل من الرنين الطويل جاء صوته مقتضبا كعادته معها في تلك الأيام الأخيرة .. كان يبدو من طبيعة الأصوات التي تأتي إليها عبر الهاتف أنه في مطعم ما تحوطه الموسيقى الهادئة .. يبدو وكأنه مكان يتجمع فيه العاشقون . سألته عن ذلك المكان الذي هو فيه .. لكنه تهرب من الإجابة .. كانت تعلم أنه سيتهرب منها .. لابد وأنه مع تلك الموظفة الجديدة التي وظفها لديه مؤخرا ثم تعلق بها .. هكذا أخبرتها زوجة شريكه في العمل منذ شهرين .. استجمعت شجاعتها وفاجأته بسؤالها عن تلك الموظفة .. أجابها ببرود وثبات بأنها بالفعل بصحبته الآن في ذلك المطعم . تماسكت قليلا ثم أخبرته بأن ابنه الصغير يريد أن يحادثه .. أعطت السماعة للصغير .. تحدث الصغير بصوت ضعيف ليقول: أبي .. أريدك بسرعة .. فأنا مريض وأريدك أن تصحبني إلى الطبيب .. فالوقت متأخر الآن . وبعد مرور أقل من نصف ساعة .. حضر الزوج بسرعة ولهفة .. احتضن الصغير وحمله إلى الخارج ليذهب به إلى الطبيب .. وبعد أن خرجا .. دخلت إلى غرفتها .. أخذت تمشط من

ظرفني تعرفني

حبيت أطمنكم قبل ما أسافر من مصروقلت أزف إليكم خبر سعيد وهو إني خلصت كل الأوراق الرسمية المطلوبة مني بسهولة ويسر وسلاسة في البول .. قصدي سلاسة في الإجراءات .. حققت النجاح الرائع ده في الوقت القصير جدا ده رغم الروتين والبطء الموجودين في كل المصالح الحكومية .. كل ده وما إحتاجتش الحكومة الإلكترونية في أي حاجة .. وده لأني طبقت نصيحة الأعداء قبل الأصدقاء ومشيت على مبدأ معروف جدا وهو: ظرفني تعرفني . ولكي تعم الفائدة .. حلوة تعم دي؟ حبيت أوضح المعنى اللغوي للمبدأ السلكاوي ده .. وكمان إيه الكلمات المترادفة اللي بتدي نفس المعنى علشان الكل يبقى فاهم وواعي ومصحصح للموضوع ده .. وخصوصا إنه بقى مصدر مهم من مصادر الدخل القومي .. وعلشان كمان الزملاء اللي مسافرين بره يفهموها من أول مرة يتعرضوا ليها وما يبقاش شكلهم وحش وكأنهم جايين من كوكب آخر . وكلمة ظرفني مصدرها هو إنك تحط فلوس في ظرف وتديها لحد ما تعرفوش لكنه مسئول عن معاملة رسمية .. وبعد ما يستلم منك الظرف هتلاقي إنكم سبحان الله تعرفوا بعض من زمان وتلاقيه حريص إنه يقضيلك مصلحتك بسرعة حتى لو قانونا ما تمشيش .. الظرف ده بقى تطور شكله مع الزمن وبقى أحيا

عيناها وشفتاها

صورة
كان يحبها بجنون لدرجة لم نعهدها في أحد من قبل .. كان لا يرى سواها إذا نظر إلى أي شيء .. كان لا يتنفس إلا عبيرها .. كانت كل الأصوات هو صوتها .. كانت هي كل الأشياء .. وبالرغم من ذلك كان يرى أن لديها سحرا خاصا إستودعته الحياة في عينيها وشفتيها .. كانت عندما يلقاها تسحره عيناها .. وكانت عندما تتحدث يراقب شفتيها .. كانت عيناه تجول بين عينيها وشفتيها في شغف ودأب ودون كلل .. كان يحس بأنهما مأوى الحب والحنان في هذا الكون . ظل هكذا إلى أن فرقتهما الأيام وسار كل منهما في طريقه .. لكنه لم ينس أبدا تلك العيون وتلك الشفاة .. إلى أن أحب مرة أخرى .. لم يدري لماذا إنجذب إليها لأول وهلة .. إلى أن إكتشف أن لديها نفس العيون التي أحبها من قبل .. نفس السحر الخاص الذي طالما أسره .. لكنها لا تملك نفس الشفاة التي عشقها .. وربما كان ذلك هو السبب في فراقهما بعد ذلك .. ربما أحب عينيها ولم يحبها هي نفسها . لم يكن أمرا مدهشا بعد ذلك أن يترك حبيبته الثالثة التي كان يتغزل في شفتيها كل يوم .. فقد كانت شفتاها تشبه نفس الشفاة التي سحرته قبل ذلك .. لكنها لم تكن تحمل نفس العيون التي كان يبحث عنها .. كان نوعا من الجنون ب

مصر مراة أبويا

جاي من بلاد بره وكان معانا أجانب كتير على الطيارة .. نافخ صدري بقى وأنا نازل في مطار بلدي .. وأول ما خرجنا لصالة الوصول .. إخص .. لقيت الموكيت مبقع ومتوسخ وكأن الكلب عامل عليه بي بي .. كنت مكسوف جدا من الأجانب اللي كانوا معانا .. وصدري اللي كان منفوخ على 28 بقى زي الكاوتش اللي عايز شامبر .. ياللا مش مشكلة .. بلدي ووحشاني . وقفني الباشمهندس بتاع الجمارك وكأنه إكتشف مهرب مخدرات .. سألني: إيه اللي معاك ده؟ قلت له فيديو وسعره جوة الإعفاء الجمركي المسموح به .. طبعا رأسه وألف شوز إنه لازم يتجمرك .. ليه؟ قال علشان أنا بأسافر كتير وجيت مصر مرتين السنة دي والإعفاء ده صالح لزيارة واحدة! ما لاقيتش حل غير إني أقلب عالوش بتاع اللمبي في فيلم بوحه لقيتهم سمحولي بالمرور على طول .. ده غير إن اللي كان معايا أصلا ما كانش فيديو .. ده كان ميكروييف .. ياللا مش مشكلة .. بلدي ووحشاني . الشخص اللي كان مستنيني بره لقيته حافي من غير عربية .. ليه؟ قال إن النظام الجديد هو إننا ننزل كل الشنط ونطلعها في أوتوبيس .. ويمشي بينا الأوتوبيس ده لحد أماكن إنتظار السيارات البعيد وهناك ننزل الشنط تاني .. فاصل كده من التعذيب

أحبب من شئت فإنك مفارقه

صورة
وقفت مبهورا وأنا غير مصدق لما أراه .. كان هذا هو شعوري بعد لحظات قليلة من رحيل أفراد الشركة التي جاءت لتشتري أثاث منزلي في الكويت .. كان المنزل خاليا تماما كما كان عندما استأجرته منذ ثلاثة أعوام ونصف .. أجدني أتذكر قول الله تعالى: كما بدأنا أول خلق نعيده .. وسبحان الله . أنزل إلى الشارع وأقود سيارتي التي سأتخلص منها أيضا بعد أيام قليلة .. أمر في طريقي بالصدفة على بعض الأماكن التي اعتدت أن أرتادها لأغراض مختلفة .. أحب كل تلك الأماكن .. أتذكر كل من فيها من نماذج بشرية اعتدت عليها .. ثم أمر بعد قليل على تقاطع الطريق الدائري الرابع مع طريق رقم 30 وأتذكر ذلك الحادث المروع الذي أتى على نصف سيارتي التي كانت لدي منذ ثلاثة أعوام .. أذكر أنني خسرت السيارة ونقودا كثيرة ووقتا طويلا ضائعا في مخفر الشرطة بالإضافة إلى حالة نفسية سيئة .. لكنني خرجت منها سالما ولله الحمد . أتذكر كل لحظات الضيق والهوان والانكسار التي مرت علي .. ثم أبتسم وأنا أتذكر كل لحظات التفوق والنجاح .. أتذكر يوم أن ضاقت بي الأرض ثم أتى الإنقاذ الإلهي بما يشبه المعجزات .. أدركت أنه كل شيء ممكن في هذا الكون .. المهم هو اليقين بالله

عايز أرقص تانجو

صورة
الوقت: الصبح بالليل بعد العشاء على طول .. المكان: الصالة .. الأولاد بيلعبوا وبيتفرجوا على التليفزيون وبيتخانقوا في نفس الوقت .. والحاجة مراتي قاعدة بتحشي ورق عنب على ترابيزة السفرة .. حسيت إن الوقت مناسب علشان أكلمها في موضوع شاعري.. قربت منها وسحبت كرسي وقعدت جنبها .. وبصوت هادي كده زي اللي عامل عمله قولتلها . المراكبي: كنت عايز أقول لك حاجة قطع كلامي البنت الوسطانبة اللي طلعت من تحت الأرض فجأة: ماما .. ماما .. جعانة وعايزة تعمليلي بيض محمر الحاجة: إستني شوية مش شايفاني مشغولة .. لما أخلص اللي في إيدي مشيت البنت من غير أي تعليق .. الحاجة بتكمل عمل المحشي المراكبي تاني: كنت عايز أقولك حاجة .. إيه رأيك نروح نآخد دروس في التانجو؟ ولسة الحاجة هتبدأ تجمع الكلام في دماغها .. طلعت البنت الصغيرة من تحت الترابيزة وقالت: ماما .. ماما .. عايزة أعمل بي بي الحاجة: روحي إعملي لوحدك .. إنتي كبرتي دلوقت .. أسيب اللي في إيدي علشان أعمل لك بي بي؟ مشيت البنت ناحية الحمام الصغير.. الحاجة بتكمل عمل المحشي المراكبي: كنت بأقولك إيه رأيك نروح نآخد دروس في التانجو؟ البنت الصغيرة: ماما .. حد يفتح لي نور الحما

مها

صورة
لم أكن أتوقع أن يكون ذلك الحدث السعيد هو بداية لشهور طويلة من الخلاف مع زوجتي .. فبعد ساعات قليلة من ولادة ابنتنا الجديدة .. كنت قد قررت أن أسميها .. مها .. أما زوجتي فقد كانت تريدني أن أختار اسما بين ثلاثة أسماء اختارتهم هي بنفسها .. لكنني كنت مصرا للغاية على أن أختار .. مها . لم تستنج زوجتي من إصراري على ذلك الاسم سوى أنني كنت أحب في الماضي فتاة ما تدعى أيضا مها .. هذا ما تخيلته هي وصدقته تماما .. قالت لي أنني لا أريد أن أنسى فتاتي المزعومة تلك .. ولذلك السبب أصر على أن أسمي ابنتنا على اسمها كي أظل أذكرها دائما .. عبثا حاولت أن أقنعها بأن ذلك هراء بلا شك .. فما دفعني لاختيار ذلك الاسم هو شدة جمال معناه .. ورقة حروفه .. وسهولة نطقه .. إنه اسم رائع بالفعل .. لكن دون جدوى . كانت زوجتي تكره مها الصغيرة وتبغضها .. اختزلت فكرة فتاتي الافتراضية في تلك الطفلة الرضيعة المسكينة .. كانت تتركها تبكي كثيرا وتجوع كثيرا .. كانت وكأنها تعاقبني أنا وفتاتي الخيالية بأن تهمل في رعايتها لمها الصغيرة . وبعد طول عناء .. جاءني الفرج عندما اتصل بي صديق دراستي تليفونيا ذات يوم ليزف إلي بأن زوجته قد وضعت بنت

وإحنا نايمين

في سنة 1997 أوبعدها بشوية صحي الشعب المصري على خبر إن فيه مهرجان سياحة وتسوق في دبي وحاجات غريبة كده .. بعدها بشوية بدأت الناس تتكلم عن دبي وعن جمالها وعن تقدمها وعن التبادل التجاري الضخم اللي هناك وكأن دبي دي إكتشاف جديد أو كأنها بلد طلعت من تحت الأرض فجأة .. لكن الحقيقة غير كده خالص .. الحقيقة هي إنهم شغالين بيبنوا في بلدهم من أكتر من خمسة وعشرين سنة وإحنا كنا نايميين .. أنا عارف إن رقم 25 سنة ده رقم سحري بالنسبة لكم .. لكن خلينا في موضوعنا دلوقت . يعني تصدقوا مثلا إن ميناء جبل علي اللي هو أكبر ميناء صناعي في العالم تم افتتاحه سنة 1979 وكان فيه 67 رصيف للسفن العملاقة؟ وكان قبلها بسنة واحدة بس لسه مخلصين مشروع توسعة ميناء راشد اللي وصلوه لخمسة وتلاتين رصيف؟ وإنهم في سنة 1979 تم افتتاح مصنع الألومونيوم الأكبر في العالم؟ وإن طيران الإمارات إشتغلت سنة 1985؟ طبعا كلنا كنا فاكرين إن الحاجات دي كلها لسه معموله قريب جدا . في ال 25 سنة السحريين اللي فاتوا لو بصينا على مستوى العالم هنلاقي إن دبي بقت هي الأولى في تجارة إعادة التصدير وعندهم أكبر مصنع ألومونيوم وأعلى فندق وأعلى ناطحة سحاب وأكبر م

أحييكم من إستاد القاهرة بالكويت

صورة
مراسلينكم بالكويت المراكبي وأولادة بيحيوكم من إستاد القاهرة بالكويت من وسط عشرتاشر طماشرألف متفرج مصري بيشجعوا منتخبنا في مباراته الودية مع منتخب الكويت .. إحنا بعون الله رجولة وكفاءة وجدعنة ومحافظين على كل أصول التشجيع المصري الأصيل وعلى كل الشتايم الكلاسيكية الخاصة بالصحافة والحكام .. وبعون الله هزينا الملعب جامد وفرقتنا كسبت الماتش واحد واحد .. وأنا وأولادي من موقعنا هنا بنقول لكم إننا بجد بجد حسينا لمدة ساعتين وكإننا في مصر .. ساعتين بس .. مش عارف ليه ماتشات الكورة ما بتطولش أكتر من كده؟

في الذكرى السنوية العاشرة

صورة
في الذكرى السنوية العاشرة لجوازي .. بأقعد أفكر في حاجات كتير قوي .. ياترى لو رجع بيا الزمن عشر سنين لورا وما كنتش إتجوزت .. مش كان زماني دلوقت بأصحى الصبح متأخر شوية بدل الميعاد السخيف اللي بأضطر أنزل فيه مع الأولاد الصبح علشان باص المدرسة اللي بييجي الساعة ستة ده؟ مش كان زماني بأروح البيت بعد الشغل وأنتخ وأنام بدل ما أقعد أذاكر للأولاد ساعتين بسرعة علشان هيناموا بدري؟ مش كان زماني ما بأروحش السوق كل إسبوع مرتين علشان أشتري طلبات البيت اللي ما بتخلصش؟ أو أفضل كل صيف وكل شتا وكل عيد ألف المحلات كعب داير على شراء ملابس الأولاد وأحتار في المقاسات والألوان والأذواق .. والأسعار؟ . مش كان زماني أقدر أنزل عالقهوة وأقعد مع أصحابي في أي وقت وفي أي يوم زي ما أنا عايز من غير ما أقعد أمهد إسبوع للخروجة دي؟ مش كان زماني أقدر أفتح قناة ميلودي براحتي وأبوس الواوا وأتفرج على الباشمهندسة نانسي عجرم و الباشمهندسة روبي والباشمهندسة كارول سماحة من غير ما أكون خايف من أي قصف جوي بالحلل والأطباق؟ مش كان زماني بأخش البيت وما ألاقيش الأولاد بيقولولي إتأخرت ليه وكنت فين .. والحاجة أمهم ساكتة ولا كأنها مسلطاهم

أمل

صورة
لم يكن المنزل الذي تربى فيه صديقي وهو صغير إلا مكان يستخدمه هو وإخوته كمخزن للأثاث الزائد عن حاجاتهم .. وهو لم يكن يذهب إلى ذلك المنزل إلا على فترات متباعدة جدا .. إلى أن كان ذلك اليوم الذي ذهب فيه إلى المنزل لكي يودع بعضا من الأثاث الزائد .. وقبل أن يصعد إلى المنزل وجد حافلة مدرسية تقترب منه.. يا للعجب .. إنها حافلة تتبع نفس المدرسة التي كان فيها وهو صغير .. إنها صدفة شديدة الغرابة .. لكنها منحته الكثير من الذكريات . كان ذلك منذ زمن بعيد عندما تعلق قلبه بالفتاة التي تقطن ذلك المنزل الكائن بآخر الشارع الذي يسكن هو فيه .. كانت تجلس معه على نفس المقعد في المدرسة .. لكنه لم يكن يكتفي بذلك .. فقد كان لا يشبع من صحبتها أبدا .. كان عندما يصعد إلى حافلة المدرسة .. يجلس في المقعد الواسع خلف السائق ولا يسمح لأحد أبدا أن يجلس بجواره إلى أن تأتي فتاته لتجلس بجواره .. كان حبا بريئا وخجولا .. فقد كانت بكرا في مشاعرها .. حالمة في نظراتها .. خجولة في ردود أفعالها .. وهو لم يكن قد نال الزمان من صفائه بعد .. كانت أياما رقيقة وهادئة . أغلق باب سيارته وهرول مسرعا وتوقف أمام الحافلة .. توجه إلى سائقها و

إلحق التاج قبل ما أمسحه

السنة دي حسب الأبراج الصينية المفروض إنها تكون سنة الحلوف لكن في الحقيقة هي قلبت معانا بالعكس وبقت سنة التاج .. وأفتكر إننا أول ما بدأنا التدوين كان المدونين عايزين يتعرفوا أكتر على بعضهم علشان كده إخترعوا حكاية التاج دي .. لكن بعد كده الظاهر والله أعلم إن فيه حد بيتربص بالمدونين .. حلوة يتربص دي؟ حد كده عمال يألف كل يوم تاج ويزحلقه على المدونين علشان يدحلبهم ويآخد منهم معلومات بطريقة سهلة بدل الطريقة الحكومية إياها اللي إنتوا عارفينها طبعا .. وطبعا إخواننا المدونين يروحوا بحسن نية يمرروا لزملائهم نفس التاج زي ما هو بالظبط ونقعد نلف وراء بعض لحد ما إنشغلنا عن التدوين نفسه ولدرجة إني فكرت أعمل مدونة جديدة للتيجان بس .. لكن عموما أنا أحب أطمنكم بإني جمعت معلومات عن اللي بيألف تاج كل يوم ده وقدرت تقريبا أحدد إنه بيقعد على قهوة متفرعة من شارع شريف . وبالمناسبة السعيدة دي أحب أطلع من التلاجة كل التيجان اللي جات لي من إخواننا المدونين بحسن نية .. وعلشان أنا عارف إنهم كتير جدا ياريت تلحقوا تقرأوهم بسرعة علشان هأمسحهم قبل ما الواد بتاع قهوة شارع شريف يلحق يجمع معلومات عني .. وياريت كمان لو أ

مصر أم الدنيا مرة تانية

من إسبوعين أو أكتر سمعت في الراديو الصبح إن أمير دبي وهو في نفس الوقت رئيس الوزراء في دولة الإمارات هيعمل مؤتمر صحفي علشان يعرض خطة الوزارة اللي إستغرق إعدادها أكتر من 6 شهور بواسطة العديد من الخبراء .. والخطة دي بيتعهد بيها إنه هيقضي على البيروقراطية والتعقيد الإداري .. إلخ .. طبعا أنا ماصدقتش وداني .. لأن إذا كان سموه شايف إن حكومة الإمارات فيها كل المشاكل دي .. أمال اللي عندنا إحنا في مصر يبقى إسمه إيه عالصبح؟ . ولمعلوماتكم .. دبي دي النفط فيها قليل مش زي بقية إمارات ودول الخليج .. وممكن تلاقوا إن مصر مثلا عندها بترول أكتر من دبي .. ده غير إن جو مصر أحلى من جو دبي .. وعندنا كمية آثار مهولة مش موجود منها واحد على المليون في دبي .. وعندنا شعب مليان مهندسين وأطباء وعلماء وفنيين في كل التخصصات مش موجودين في دبي .. أمال فيه إيه؟ وهما سبقونا اقتصاديا وإعلاميا قوي كده إزاي؟ . أفتكر لما رحت دبي لأول مرة .. لفت نظري كتاب من تأليف أمير دبي كاتب فيه إن اللي وصلوا ليه في دبي ما هو إلا البداية .. وإن اللي نفسه يوصل ليه لسة بدري قوي عليه .. وكل اللي إحنا شايفينه في دبي ده ما هو إلا إستعداد لأسرع

سيارة حمراء

صورة
بدأ في قيادة سيارته الزرقاء المميزة متجها إلى منزله بعد يوم طويل من العمل الشاق .. وأثناء قيادته لسيارته لمح بجواره سيارة حمراء مميزة تشبه سيارتها تماما .. التفت إليها برأسه لكنه تفاجأ بأن من تقودها ليست فتاته .. أدار رأسه في خجل وانتبه إلى الطريق مرة أخرى .. أخذ يفكر فيها وتمنى لو كانت هي .. اشتاق إليها كثيرا جدا . بعد قليل لمح سيارة حمراء أخرى كسيارتها تماما .. لكنه لم يلتفت إليها منعا لأي إحراج قد يسببه لنفسه .. واستمر في طريقه .. وبعد برهة من الزمن لمح سيارة حمراء مشابهة مرة أخرى .. لم يلتفت إليها لكنه يزداد شوقا كلما لمح سيارة تشبه سيارتها .. إلى أن توقف في إشارة مرورية .. فلمح بجواره سيارة أخرى حمراء كسيارتها .. لم يستطع أن يسيطر على نفسه هذه المرة .. التفت إليها فتفاجأ بأن قائدتها أيضا تلتفت إليه في نفس اللحظة وبنفس النظرة الباحثة المشتاقة .. لم تكن هي التي يبحث عنها .. ابتسم إليها لا إراديا .. وابتسمت هي الأخرى دون أن تشعر .. لقد أدرك أنها تبحث أيضا عن فتاها ذو السيارة الزرقاء

من ميدان التحرير لكندا

صورة
حد فيكوا ممكن يصدق الحكاية دي؟ تصدقوا إن كان عندي ميعاد مع واحد صاحبي في ميدان التحرير في مصر .. لكن إضطرينا إننا نغير مكان اللقاء ده لمكان أبعد شوية .. فين؟ عند موقف الترماي الأحمر اللي جنب محطة القطر بتاعة تورونتو .. أيوة بجد .. تورونتو في كندا . صاحبي ده أعرفه من أولى ثانوي .. يعني من سنة 1986 .. وكل أسراره ماحدش في الدنيا كان يعرفها غيري .. نخرج مع بعض ونسافر مع بعض ونعاكس بنات مع بعض .. وكنا عيال متخلفين عقليا من اللي بيقروا كتب ليل نهار .. كان نفسنا نكون علماء في الفيزيا أوالميكانيكا .. هبل بعيد عنكم .. دخلنا كلية الهندسة مع بعض .. وإتخرجنا مع بعض .. وإفترقنا من 9 سنين .. أنا كنت شايف إن مصر ليها مستقبل كبير في التسعينيات .. وهو كان شايف إن مصر مستقبلها مش قد كدة .. أنا إخترت مصر .. وهو هاجر لإنجلترا وبعدها كندا .. هو طلع صح .. وأنا اللي طلعت باصص تحت رجلي . كان ميعادنا نتقابل سنة 2003 أو سنة 2004 .. حقيقي مش فاكر .. كل اللي فاكره إننا إتفقنا إننا نتقابل بعد 10 سنين من التخرج علشان نشوف كل واحد وصل لإيه في الدنيا .. وطبعا ماقدرناش نتقابل لأن كل واحد فينا كان في بلد بعيدة .. ولولا

نورت مصر

صورة
قبل ما أحكيلكم عن اللي عملته في كندا أحب أقول لكم إني قضيت 72 ساعة في مصر .. أيوه بجد .. الزيارة دي فكرتني بالواد حمؤه صاحبي اللي بقى له 9 سنين برة مصر لما كان عايز ييجي يفرج مراته الخواجايه على مصر الحضارة .. مصر الأصالة .. مصر اليوم في عيد .. قلت ماشي ربنا يسترها معانا بعون الله .. وأول ما وصل مصر إتصل بيا وقال لي تعالى خدنا الهرم .. قلت عينيا .. رحت لقيته لابس بدلة ومراته لابسه فستان سواريه من الفساتين إياها .. لابسين كده ليه يا إخواننا؟ قالوا علشان رايحيين مكان مهيب زي الهرم! أخدت الواد حمؤه على جنب وقولت له: وله .. خشوا جوه وإلبسوا كاجوال .. الدنيا هناك تراب وعفرة .. ولو كنت محرج من مراتك قولها إحنا يمكن نشارك في التنقيب عن آثار الملك شلح ولا حاجة ويمكن نتبهدل . المهم لبسوا كاجوال ورجعوا لي تاني .. أخدت الواد حمؤه على جنب تاني علشان أشرح له آداب زيارة الأهرام: شوف يا حمؤه يا أخويا .. أولا .. من الفضايح اللي هنا إن الأجانب ليهم سعر دخول غير المصريين .. علشان كده لازم تفهم مراتك إننا لما نيجي نقطع التذاكر .. لو الراجل كلمها أي كلمة علشان يعرف هي خواجاية ولا مصرية .. ترد عليه وتقو

العتبة امريكا عتبة عتبة

مراسلكم وممثلكم في أمريكا البلد .. المراكبي .. بيحييكوا وبيقولكم تعالوا خدوني من هنا علشان ما أفضحكوش أكتر من كده .. النهاردة الصبح خرجت من الفندق علشان أركب الأوتوبيس اللي موفره لينا المؤتمر .. لقيت زحمة كبيرة وناس كتيرة مستنية الأوتوبيس وقال إيه واقفين طابور .. هأو .. فجأة لمحت الأوتوبيس وهو بيقرب من بعيد .. قلبي هفهف لأيام زمان وفي ثواني إسترجعت في دماغي كل خبرتي القديمة في ركوب الأوتوبيسات في مصر .. رجعت ورا بعيد عن المحطة .. قصدي بعيد عن باب الفندق .. وأول ما الأوتوبيس قرب .. لقيت نفسي بجري جنب الأوتوبيس وماسك في الباب .. السواق إبن ال .. هو كان واحدة ست أصلا .. ما فتحتش الباب إلا لما وقف الأوتوبيس .. منتهى الغلاسة .. وهوب .. نطة واحدة كنت نطيت سلالم الأوتوبيس كلها وبقيت جواه .. فجأة لقيت كل الطابور إياه بيصقف لي صقفة جامدة قوي قوي .. حسيت كأني في مولد السيدة زينب بعد ما فكيت السلاسل الحديد اللي عشرة ربطوها حواليا .. وده اللي خلاني أكتشفت المشروع السياحي اللي لازم أعمله في مصر: رحلات سفاري لمحطة الأوتوبيس في موقف العتبة .. بإذن الله السياح هايشوفوا هناك اللي عمرهم ما شافوه في أجدع

أم الدنيا

إنت عارف إنتم إيه مشكلتكم في مصر؟ مشكلتكم إنكم لسه فاكرين إنكم أحسن ناس في الدنيا وإنكم بس اللي بتفهموا في العالم ده .. مظبوط كلامي ده يا باشمهندس ولا لأ؟ . الجملة دي قالها لي مهندس عربي عالمي قدير وإحنا بنناقش مشروع برج عالي جدا في قطر خلال الأسبوع اللي فات.. الجملة دي فكرتني بنفسي لما رحت أمريكا أول مرة من 6 سنين .. كنت رايح وأنا شايف إني مسافر من أم الدنيا وكنت دايما بسأل نفسي: إزاي لسة فيه ناس بتهاجر لأمريكا وأوروبا أو تروح تشتغل في الخليج العربي مثلا وتسيب أم الدنيا .. إزاي؟ . رحت أمريكا وهناك اكتشفت قد إيه إن الاقتصاد المصري ضئيل جدا جدا بالنسبة للعالم الخارجي .. كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي .. ومش كده وبس .. ده أمريكا أصلا مش لوحدها في العالم ده .. ده فيه اقتصاد قوي جدا كمان في دول كتيرة تانية زي جنوب شرق آسيا وأوروبا واستراليا والخليج العربي والهند وغيرها كتير .. وياريت الكلام ده في الإقتصاد وبس .. ده كمان في السياحة والصحة والتعليم والإعلام ... إلخ .. لفيت بعد كده بلاد تانيه وإتأكدت من المعلومة دي: أم الدنيا ما بقتش أم الدنيا زي زمان .. وأغلب أولادها مش عارفين حاجة عن اللي بيحصل

نظرة

صورة
اصطحب ابنته الصغرى لكي يشتري لها بعض الأدوات المدرسية من متجر كبير ومشهور.. وبعد أن اختارا ما يريدانه .. وقف في طابور طويل أمام موظف الخزانة لكي يدفع النقود .. وفي أثناء انتظاره الطويل .. نظر على يمينه بالصدفة ليفاجأ بفتاة جميلة ممشوقة القوام .. كانت تعمل في نفس المتجر وتقوم بترتيب بعض الأغراض .. كانت ترتدي ملابس قصيرة جدا .. وتضع على عينيها نظارة شمسية .. أخذ يدقق في وجهها وشعرها وساقيها الرائعتين اللتان لا يسترها أي شيء . أدار وجهه نحو الطابور ليرى هل اقترب من الخزانة أم لا .. يبدو أنه سينتظر وقتا طويلا آخر .. التفت إلى يمينه مرة أخرى كي ينظر إليها ثانية .. وجهها وشعرها وساقيها الرائعتين .. ثم التفت يسارا ليفاجأ بعيونه وهي تلتقي بعيون ضابط الأمن الذي يحرس المتجر .. كان الضابط يلمحه وهو يطيل النظر إلى ساقيها .. يا للإحراج .. إنه موقف مخجل جدا . فكر قليلا مع نفسه .. لماذا يحس بكل هذا الحرج من ضابط الأمن .. بينما لم يستح من الله عز وجل الذي يراه حتى لو لم يره ذلك الضابط؟ لماذا يستحي من البشر ولا يستح من رب البشر؟ ألا يعد ذلك شرك بالله؟ . أفاق من تفكيره مع نفسه ليجد أنه قد وصل إلى موظف ا

الهلابؤة والهلاهؤة

صورة
مساء الخيييير . النهاردة أحب أشرح لكم نظرية هندسية عبقرية لوذعية من إختراع العبد لله .. مش كده وبس .. دي معترف بيها ومعمول بيها في مصر اليومين دول .. وهي نظرية الهلابؤة والهلاهؤة .. أيوة إسمها كده مستغربين ليه؟ وعلشان أنا راجل عملي وما بأحبش اللت والعجن .. هأخش في المعاميق وهأشرحلكم النظرية دي بمثال محلول .. بس نصحصح كده مع بعضينا وخدوا نفس .. مساء الخير . نتخيل مثلا إننا هانسأل العشر جدعان اللي قاعدين معانا عالقهوة علشان نشوف إذا كانوا هايشربوا معسل سلوم ولا معسل زغلول ولامؤاخذه .. بعد ما كل واحد قال عايز يشرب إيه .. طلع إن فيه تلاتة عايزين معسل سلوم .. وسبعة عايزين معسل زغلول .. ماشي لحد كده؟ طيب . الواد القهوجي راح علشان يجيب الطلبات لقى نفسه نسي الطلبات كانت إيه بالظبط .. بس هو كان فاكر إن السلوم كان أقل من الزغلول بكتير .. راح قال للواد التاني: روح نزل هناك عند الجدعان أربعة شيشة سلوم وسته زغلول اللي حصل ده إسمه: الهلابؤه .. يعني الواد إفترض كده أي أرقام لكن اللي إفترضه كان قريب من الحقيقة إلى حد كبير ومجموعهم برضه يطلع عشرة .. جابها كده بالهلابؤة . أما النظام التاني فهو إن الوا

لست لي وحدي

صورة
كانا حديث الجميع بلا استثناء .. فقد كان كل من حوليهما يتعجب .. كيف لهذا الحب أن يربط بين قلبيهما وهما على ذلك التناقض الكبير في جميع الطباع؟ بل كيف التقيا من الأساس وخصوصا أن كلاهما يعمل في مجال أبعد ما يكون عن الآخر؟ أتكون هذه أسرار الحب التي لم يكشفها أحد بعد؟ أيكون للحب ذلك السحر الأثير؟ يبدو ذلك .. ولا تفسير سوى ذلك . فهو .. أستاذ جامعي شاب .. عاش خارج البلاد أعواما طويلة لإتمام دراساته العليا العديدة .. لم ير خلالها الوطن سوى مرة واحدة عندما زوجوه ابنة عمه التي لم يتوافق معها أبدا .. وعادت بمفردها مطلقة بعد شهور قليلة .. ليعش هو وحيدا خارج الوطن أعواما طويلة .. وأعواما أخرى حتى بعد أن عاد . وهي .. مطربة ناشئة .. عانت طويلا كي يتعرف عليها الجمهور .. وقد وهبت نفسها للفن .. ومنحت إحساسها لما تغنيه .. ولم تسمح لأي شخص أن يدخل في قلبها كي لا يتقسم ذلك الإحساس بين الفن وبين الحبيب . كان جادا وملتزما .. لم يكن في حياته أي ترفيه على الإطلاق .. تعرف عليها فعاد كل المرح إلى روحه .. غيرت من حياته الكئيبة المنغلقة الصارمة .. حركت فيه كل ما نسيه من أحاسيس مرهفة ومشاعر لم يكن يعلم أنها لا تزال