المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٠٨

متى يأتي الغد؟

كان أبي يعتقد بأن العصر الذي عاش فيه شبابه في فترة الستينيات من القرن الماضي هو أسوأ العصور على الإطلاق .. قال لي أبي ذات يوم: ما أسوأ أن يكون الشعب أسيرا في وطنه .. غريبا على أرضه .. سجينا في صدره .. لكن أبي كان دائما يحلم بغد أفضل سيأتي فيما بعد . أدركت أن أبي قد غير من قناعاته تلك حينما حانت لحظة المواجهة بيننا منذ سنوات .. إنها تلك اللحظة التي أخبرته فيها بأنني قد قررت الرحيل .. فقد قال لي يومها: أرى أن الرحيل أفضل .. فلا تعد يا بني .. وقد آلمني ذلك كثيرا . يخبرني إبني بأنه قد قرر أن يعيش في إحدى الدول الغربية بعد سنوات قليلة .. يريد أن يسافر للدراسة ثم العمل والتجنس والحياة هناك .. لقد أدرك إبني بسرعة غريبة أن الغد الذي كان ينتظره أبي قد لا يأتي . على الهامش . منذ أيام كنت أسعى بين الصفا والمروة .. لمحت في الجهة المقابلة أن هناك رجل يسعى أيضا وهو يحوط به العديد من رجال الأمن .. وعندما إقترب مني ذلك الموكب إذا بي أتفاجأ بأنني أعرف هذا الرجل .. فهو أحد وزراء البترول والطاقة في عالمنا العربي .. أحد من باعوا البترول والغاز إلى الشقيقة إسرائيل .. إلتقت عيناي بعيون ذلك الرجل .. أعلم أن

الكأس العاشرة

صورة
كل ما يشغله فقط هو أن يمهله القدر لكي تكون حسناته هي الأكثر عددا من سيئاته .. لا يريد أن يكون مصيره النهائي إلى النار بعد الموت .. يقول لي ذلك بصوت عال وهو ممسك بكأس الخمر الخامسة في ليلتنا تلك .. يقسم لي بعد أن تجرع الكأس كاملة بأنه لن يتذوق الخمور مجددا .. يهوي بالكأس بمنتهى القوة على المنضدة المقابلة .. ينكفئ بوجهه عليها .. يبكي .. تنهمر الدموع من عينيه .. يطلب من الله تعالى المغفرة .. ينتحب طويلا حتى أشفق عليه .. ثم يرفع رأسه وينظر إلى النادل .. يطلب الكأس السادسة .. يخيل إلى أن النادل كان وقد أعد تلك الكأس مسبقا . أحس بيد بضة تحرك وجهي نحو اليمين .. تبا .. نفس الفتاة التي تجالسني في كل يوم .. تظن أنها تسعدني بملامساتها الوقحة التي لا تهدأ .. لا أدري هل تحس بأنني أشمئز منها أم لا؟ فبرغم بياضها الناصع وإهتمامها بنفسها وشعرها وتلك الملابس الجميلة والمثيرة .. إلا أنني أحس بأنني أجالس صندوقا للقمامة .. كدت أتقيأ وهي تقبلني . نجحت في أن أشيح وجهي بعيدا عنها .. نظرت إلي صديقي مرة أخرى .. يبكي بكاء أشد من المرة السابقة .. يخشى أن يقبض الله روحه وهو على حاله تلك حيث سيئاته تفوق حسناته عدد

في الذكرى السنوية الحادية عشرة

صورة
في الذكرى السنوية الحادية عشرة لجوازي .. بأقعد أفكر في حاجات كتير قوي .. ياترى لو رجع بيا الزمن حداشر سنة لورا وما كنتش إتجوزت .. مش كان زماني بأروح البيت بعد الشغل وأنتخ وأنام بدل ما أقعد أذاكر للأولاد ساعتين بسرعة علشان هيناموا بدري؟ مش كان زماني ما بأروحش السوق كل إسبوع مرتين علشان أشتري طلبات البيت اللي ما بتخلصش؟ أو أفضل كل صيف وكل شتا وكل عيد ألف المحلات كعب داير على شراء ملابس الأولاد وأحتار في المقاسات والألوان والأذواق .. والأسعار؟ . مش كان زماني أقدر أنزل عالقهوة وأقعد مع أصحابي في أي وقت وفي أي يوم زي ما أنا عايز من غير ما أقعد أمهد إسبوع للخروجة دي؟ مش كان زماني أقدر أفتح قناة ميلودي براحتي وأبوس الواوا وأتفرج على الباشمهندسة نانسي عجرم و الباشمهندسة روبي والباشمهندسة كارول سماحة من غير ما أكون خايف من أي قصف جوي بالحلل والأطباق؟ مش كان زماني بأخش البيت وما ألاقيش الأولاد بيقولولي إتأخرت ليه وكنت فين .. والحاجة أمهم ساكتة ولا كأنها مسلطاهم عليا؟ مش كان زماني مش غصب عني بأروح الملاهي وأفضل أركب ده وأنزل دي لحد ما يتهد حيلي؟ أو نروح حمام السباحة وأفضل شايل المفعوصة الصغيرة ع