المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٠

إنتخابات .. الفَصل

صورة
لا أذكر سوى ذلك المنظر المهيب لوكيل المدرسة وهو يدخل الفصل الدراسي فجأة مقاطعا شَرح المُدرِس الواقف أمامنا .. وكان في نفس الوقت يجر وراءَه إثنين من المُدرِسين الآخرين .. وبعد حوارٍ سريع خرج الوكيل ومعه أحد المُدرِسين الذين أتى بهما وترك الآخر معنا ليتم الإعلان عن توقُف الشرح نظراً لأننا سنشرع في انتخاب مجموعة منا تُمثل طلاب فصلنا .. كان الموضوع برمته مبهماً وعجيباً .. فنحن لم نطلب أن نُميز أحدنا بشيء .. ولا نفهم ما الفائدة التي ستعود علينا من جراء ذلك الأمر .. إلا أننا سَعدنا جدا بتوقف الشرح لنبدأ اللعبة .. لعبة انتخابات الفصل كان أول منصب سيتم انتخابه هو منصب الألفى .. وهو ما يعني قائداً للفصل أو كابتن الفريق .. نظر المدرسان في وجوهنا جميعاً ثم اختارا معا في وقتٍ واحد زميلنا مُحمد أبو زيد .. كان مُحمد أبو زيد أضخمنا حجماً وأكثرنا شراسةً .. وكان متوسطاً في تحصيله الدراسي .. وكان يستخدم قوته في مضايقة من هم أضعف منه وتحديدا المتفوقين منهم .. لا أدري لماذا وقع اختيارهما عليه ليكون قائداً للفصل؟ فقد كان أغلبُنا يكرهُه .. وكرهتُ حينها لذلك السبب لفظة الإنتخابات .. فقد فهمتُ حينها أن الانت

أُسطورة

صورة
تحكي الأُسطورة عن أنه قد خُلِقَ لكلِ رجلٍ في الكون امرأة تناسبه تماما في كل شيء .. تتفق معه وتتوافق معه في كل طباعه وتصرفاته وعاداته .. تتحمله وتتفهمه في لحظات جنونه ولحظات انتصاره ولحظات انكساره .. امرأة تُشعره بأنها أنثاه التي يشتهيها وأمه التي تحتويه وأخته التي تنصح له وابنته التي تعتمد عليه تحكي الأسطورة عن أنه قد خُلِقَ لكل رجلٍ امرأة يحلم بها ويفتش عنها في كل مكان وينتظر أن يجدها كل يوم .. هي الحلم والأمل والسحر والعشق .. هي أقصى الأماني وأغلى الناس .. لكنه غالبا لا يجدها سوى القليل تحكي الأسطورة أن لكل رجلٍ امرأة يرسل إليها في كل يوم رسالة ويطويها ويضعها في زجاجة ويغلقها بإحكام ثم يرميها في البحر على أمل أن تتلقاها امرأته ذات يوم وتتعرف على مكانه تحكي الأسطورة أن لكل رجلٍ امرأة ترسل إليه هي الأخرى كل يوم رسالة مطوية محفوظة في زجاجة محكمة الإغلاق .. لذلك ينتظر كل رجل أمام الشاطيء كل يوم لمدة ساعة عند الغروب على أمل أن تقذف إليه الأمواج ذات يوم رسالة من امرأته تخبره بمكانها .. أو تخبره بأنها قد استلمت رسالته وستأتي إليه تحكي الأسطورة عن أن هناك رجالاً وجدوا المرأة التي خُلِقَت

عندما فشلتُ في الإختبار

صورة
حدث ذلك في آخر يوم من أيام عطلتي السنوية التي أقضيها بالقاهرة .. كنت أقود سيارتي في شوارع القاهرة وقت صلاة الظهر عائداً من وسط القاهرة إلى منزلي بالجيزة حيث سأصطحب حقائبي بعد ذلك متوجهاً إلى المطار لأسافر بعدها إلى خارج البلاد حيث محل إقامتي وعملي يكفي أن أقول شوارع القاهرة لكي تتخيلوا الحيز المكاني للأحداث .. إنه ظرف مكان لا يحتاج لتفسير أو وصف تفصيلي .. لا يوجد معنىً أو لفظ لُغوي يمكنه أن يصف قيادة السيارات في شوارع القاهرة .. إنه إحساس بالحالة والأجواء والمصير أما وقت الظهر فهو ظرف زمان وهو أيضاً لا يحتاج لتفسير إذا عرفت أنني كنت في القاهرة حيث وقت الظهيرة هو وقت ذروة كل الأشياء .. هي حالة أخرى وأجواء أخرى لا مثيل لها في أي مكان في العالم وفي هذه الساعة كنت أتحدث عبر هاتفي المحمول وكانت المكالمة تخص أمراً هاماً في العمل .. فإذا بي أتفاجأ أمامي تماماً بأحد أمناء الشرطة يستوقفني ثم يقترب من نافذة سيارتي قائلاً أنني أخالف الأنظمة بسبب تحدثي عبر الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة .. وطلب مني أن أقدم له رخصتيّ القيادة والسيارة .. كانت المكالمة مهمة جداً بحق وتساوي أن أخسر بسببها بعضاً