المشاركات

عرض المشاركات من 2012

العيب

صورة
كُنَّا دائماً ونحن صِغار، تخترق آذاننا كلمة نسائية شهيرة: أنا رايحة الصالون، أنا جايَّة مِن الصالون، عَرفت فيما بعد أنه المكان الذي تتجمَّل فيه النساء، وأدوب أنا. طلبتُ كثيراً مِن فَتَيَات العائلة أن تصحبني إحداهُنَّ إلى هُناك، فقد كنتُ أعشق رُؤية تلكَ اللحظات التي يتم فيها طِلاء الأظافر، لكنهُنَّ كُنَّ يرفُضنَّ اصطحابي وبِشدة، قالتْ لي إحداهُنَّ أن ذلك "عيب" ثُمَّ تكرَّرتْ تلكَ المقولة مِن أكثر مِن فتاة، وأنا لا أدري ما هو ذلك "العيب" الذي يفعلنَهُ هُناك في الصالون! قالتْ لي إحداهُنَّ بعد ذلك إنها أُمورٌ نِسائيَّة لا يصح ل "ذكرٍ" مثلي أن يراها، وهو ما أكدَّهُ لي ذلك الموقف الغريب حينما كانتْ إحدى أقاربي على مشارف الزفاف إلى زوجها بعد يومين، فاجتمعتْ بعض الفتيَات في المطبخ وهُنَّ يقمُنَّ بإعداد شيءٍ ما على موقد الطعام وأنا لا أدري ما هو ذلك الشيء الذي يقومون بطبخه، ثُمَّ أخذْنَ ما طبخوه إلى غُرفة أُختي الكبيرة ولم يسمحوا لي بالدخول معهُنَّ، ثُمَّ مَكثْنَ ساعةً كاملةً يصرُخْنَ حيناً ويضحَكْنَ حيناً، وأنا لا أفهم ما الذي يحدُث. عِندما

أغنياء أم فُقراء

سُؤال مُكرَّر ومُعَاد: هل نحن فُقراء بالفعل؟ أقصد هل بلادنا بالفعل فقيرة في مواردها؟ أم أنها دولة غنيَّة ويَتِم نهبها كما يقولون؟ صبراً عزيزي القارىء فالمقال نفسه ليس مُعَاداً، أعدُك بذلك، فقط تحمَّل معي هذه السطور. كان أركان النظام السابق يُرددون على مسامعنا ليل نهار أننا دولة فقيرة وأن الزيادة السُكَّانية تلتهم كل موارد التنمية كالنار في الهشيم إلى آخر تلك المحفوظات. وفي المُقابل كان هُناك مَن يؤكدون على أن الفساد الذي أرساه أركان النظام السابق هو الثُقب الذي يلتهم كل موارد التنمية وأن بلادنا ليست فقيرة أبداً، كلام رائعٌ جداً. وقامتْ الثورة وزاد الحديث عن المليارات المَنهوبة وبدأ الجميع يحلم باسترداد تلك المليارات ثم توزيعها علينا نحن أفراد هذا الشعب، ثم لا شيء، لم يحدُث أيَّ شيء. ثم انخفض سَقْفْ الأحلام بعد ذلك عندما تعاقبتْ الحُكومات الواحدة تلوَ الآخرى. وكلما جاءتْ حُكومة لَعَنَتْ أُختها لنجدَ أن الحديث أصبحَ مُختلفاً ويكاد يقترب مِن حديث النظام السابق! فالبلاد تحتاج إلى آلاف المليارات، ومواردنا الطبيعية ما هيَ إلا خامات أوليَّة لا زالتْ تحتاج إ

الجِنِّي

صورة
ما زال يُدهشني ذلك الإنسان، ولازالتْ أحوالُه وتطورات حياته لا تُفضي بيَ إلى أن أرسم له مِنهاجاً مُحدداً يسير عليه، دائماً تكون أفعالُه وردود أفعالُه خارج التوقعات ولا تتناسب مع المُعطيات، ومُنذُ يوم ولادتي والتي كانت قبل ثلاثمائة عام وأنا لازلتُ لا أفهمه، ويبدو أنني لن أفهمه أبداًّ. قال لي والدي – أطال الله في عُمره – أن الناس يتحاكون فيما بينهم عنَّا بصوتٍ خافت، فهم يخافوننا بشدة ويخشون أن يروْنا رأي العيْن! لا أدري لم يخافوننا؟ سألتُ والدي فلم أجد لديه إجابةً شافية، قال لي رُبما هم يخشون كُل ما لا يلمسونه بحواسهم العادية التي منحها الله لهم مِن سمعٍ وبصرٍ وغيرها، رُبما يخافون كُل ما هو من الغيْبيَّات بالنسبة لهم، فهم يضعوننا في سلةٍ واحدة عندما يتحدثون عن الموت والآخرة والقبور والليل والظلام. اندهشتُ عندما سمعتُ ذلك، فجميعُنا يخاف الموت والظلام، لكنني سمعتُ أيضاً أن بعض الناس يقولون أننا لا نظهر إلا ليلاً، مِن أين جائتهم تلك المعلومة الغريبة؟ لا أدري، رُبما لذلك فهم يخشون الليل والظلام، إننا لا نظهر للإنسان في أي وقت. وسمعتُ آخرين يقولون أننا لا نعيش إلا ف

رائِحَتُه

صورة
كانت لا تزال تُحاول أن تستيقظ مِن نومها الهادئ، وكانت لم تفتح عيناها بعد، تقلَّبت في فراشِها برشاقتها المعهودة ثم استنشقتْ الهواء بعُمق، كانت وكأنها تجذب كُل الهواء المُحيط بها لتستودعه بداخل رئتيها، ابتسمتْ ثم فتحت عيناها، انتفضت وتحولت إلى وضع الجلوس فجأة وكأنها قد وجدت شيئاً، نظرتْ حولها قليلاً ثم أخذتْ نَفَسَاً طويلاً أكثر عُمقاً مِن السابق، أغمضت عينيها مُجدداً وكأنها تستمتع بذلك الشهيق، ثم فتحت عينيها وهزَّت رأسها يميناً ويساراً، وانطفأت ابتسامتها! إنها رائحتُه .. أجل إنها رائحته .. أنا مُتأكدة مِن ذلك .. هكذا حدثت نفسها، توجهَّتْ إلى خِزانة الملابس واستخرجتْ قطعةً مِن ملابسه التي تركها مُؤخراً قبل أن يتركها ويُسافر، احتضنتها وضمتها إلى صدرها ثم رفعتها إلى أنفها واستنشقتها بعُمق، أجل إنها نفس الرائحة التي داعبت أنفها عند استيقاظها مِن نومها، إنها رائحتُه، رائحة جسده التي تشمها هي وحدها، ولا يعرفها أحد غيرها حتى هو نفسه! كثيراً ما كانت تقترب مِنه وتشمه كما تفعل القِطَّة مع أولادها الصغار، وكان هو يضحك مِما تفعلُه، وفي كُل مرة كان يسألها: هل تُعجبك رائحة هذا العِطر

عن طوابِع البريد أتحدَّث

صورة
طوابِع البريد؟ أجل، أتحدَّث هُنا عن طوابِع البريد! أرى علامات الدهشة والإستنكار على وجوهِكم الآن، فمنكم مَن سيقول: ما الذي ذكَّرك بهذا الشيء الآن؟ ومنكم مَن سيسأل: وما هو هذا الشيء أصلاً؟ ولا عجب في ذلك، لن أندهش مِن كِلا السؤالين، فهُناك جيلٌ كاملٌ لم يتعرَّف على طوابِع البريد، ورُبما لن يتعرَّف. وعموماً، فطوابِع البريد هي تلك الطريقة التي اخترعها الإنجليز عام 1837 وبدأوا في تطبيقها عام 1840 لتكون بديلاً سهلاً عن تحصيل رسوم البريد، فهي تلك الصور المُسَنَّنة التي نشتريها ونلصقها على الخطابات البريدية، وتعدَّدت تصميماتها وأحجامها ومُناسباتها حتى صارت عُنصراً هاماً في حياة الأُمَم وأحد مصادر التأريخ فيها، كما أن هواية جَمْع طوابِع البريد قد صارت أحد أهم الهوايات العالمية على الإطلاق، وأصبحت الطوابِع القديمة تُباع بأسعارٍ عالية وكأنها مِن التُحف القديمة التي يلهث الناس وراءها لإقتنائها، وصارت لتلك الهواية تجهيزات خاصة مِن ألبوماتٍ وأوتارٍ وخلافُه. ولكن، هل ستستمر تلك الهواية إلى الأبد؟ أعني هواية جَمْع طوابِع البريد؟ أم أنها في طريقها إلى الإندثار؟ والسؤا

حفل توقيع رواية نور كاشف

صورة
يُشرفني أن أدعوكم لحضور حفل توقيع روايتي الجديدة "نور كاشف" والصادرة عن دار دوِّن للنشر والتوزيع، وذلك بمشيئة الله تعالي في الساعة السابعة مساءً من يوم الخميس المُوافق 10 مايو  2012 في مكتبة "أَلِف" وعنوانها 132 شارع الميرغني بمصر الجديدة     الرواية هي أول عمل روائي طويل بعد أن صدرت ثلاثة أعمال سابقة وهي: الحياة بدون كاتشاب: وهي مجموعة قصصية صدرت في يوليو 2009 وتتحدث عن الإفتقاد للأشخاص والأماكن والأشياء عليك واحد: وهو كتاب من الأدب الساخر صدر في يونيو 2010 ويتحدث عن الشعب المصري المخدوع سياسياً واجتماعياً دائماً امرأةٌ أُخرى: وهي مجموعة قصصية صدرت في يونيو 2011 وتتحدث عن المرأة الأُخرى في حياة الرجل وكذلك الرجل الآخر في حياة المرأة تحديث الصور والخبر في الموقع الإليكتروني فيديوهات حفل التوقيع الأول الثاني الثالث

أفكار طائرة

صورة
لا أعلم سبباً مُحدداُ يدفعني إلى التأمُل هكذا في حياتي وأحوالها، هل كثرة الأسفار والترحال هي ما يدفعني إلى ذلك؟ أم أن العمر قد أوشك على أن تتكرر أيامُه وولَّت ورائي أيام الحماسة والمغامرات؟ هل هي أحاسيس مُنتصف العُمر؟ هل أنا بمُنتصف عُمري حقا؟ أبتسم من طرافة الفكرة أقفُ في المطار أمام مكتب وزن الأمتعة وأمدُ يدي إلى الموظفة لأُعطيها جواز سفري وتذكرة الطائرة، هي امرأةٌ في الأربعين مِن عُمرها وتُشبه أُمِّي كثيراً، ماتتْ أُمِّي في مِثل عُمرها تماماً، أتأملُ في ملامحها وأكادُ أن أدعوها بأُمِّي، أتذكَّرُ أنَّني في نفس عُمرها تقريباً الآن، أبتسمُ مُجدداً .. فكيف تكون هذه المرأة مِثل أُمِّي؟ لا أدري لماذا توقفتْ أُمِّي عند سنِّ الأربعين في مُخيلتي حتى الآن أذكرُ خالتي وهي تُطلق زغرودةً مُدويةً فرحاً بعودة أُمِّي مِن رحلة الحج، كان ذلكَ أمام باب منزلنا وكُنتُ أنا طفلاً صغيراً ألهو على درجات السلم، كانتْ زغرودةً طويلةً ومُدوية وأذكرها أيضاً - خالتي - وهي تصيح وتنوّح عندما دخلتْ إلى نفس المنزل لتحضر مراسم العزاء التي أقمناها عند وفاة أُمِّي، كُنتُ أهبط على درجات نفس السلم لأبيتَ بعيداً مع أبناء

مطعمنا الوطني

صورة
كان ذلك في اليوم السابع عشر بعد وصولي إلى ذلك البلد الأوروبي البعيد، لازلت أذكُر أنَّه اليوم السابع عشرحتى بعد مرور كُل تلك السنوات الطوال، أبتسم كثيراً كُلما تذكرت ذلك الرقم وكأنَّه رقمٌ سحري، كُنتُ قد استقريت على أربعة أنواع من الأطعمة الأوروبية التي يُمكنني أن أتناولها في ذلك البلد العجيب، وكُنتُ أُكرر تلك الأطعمة الأربعة بشكل دوري كُل أربعة أيام، إلى أن أخبرني أحدهم في مساء اليوم السادس عشر بأن هُناك مطعماً جديداً قد افتتحه أحد أبناء وطني مُؤخراً على أطراف العاصمة، وأن ذلك المطعم يُقدم أصناف طعامنا الوطني للجاليات العربية المُقيمة في ذلك البلد الأوروبي البعيد، بخلاف أن ذلك يُعد شيئاً جذاباً للأوروبيين أنفسهم أيضاً، عندئذٍ قررت أن أقوم بإيقاف جدول الأطعمة الأربعة الذي كُنتُ أتبعه، وذهبت لأقوم بتجربة ذلك المطعم الذي ظهر فجأة، وكان ذلك في اليوم السابع عشر. كان ذلك المطعم غريباً عما سواه هُناك في كُل شيء، فقد اجتهد صاحبه قدر الإمكان لكي يُضفي عليه روح وطننا، بدا ذلك في شكل الحوائط والمقاعد والطاولات، وكانت هُناك أغانٍ خفيفة تتردد لمُطربي وطننا بين جنبات المكان، كان صاحب المطعم كمن يُح

رواية "نور كاشف" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

صورة
في رابع تعاون مع دار دوَّن للنشر والتوزيع للعام الرابع على التوالي، تصدر رواية "نور كاشف" لأحمد القاضي في مُنتصَف شهر يناير 2012 وسيتم طرحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2012 بجناح دار دوَّن، وذلك ابتداء من يوم الأحد 22 يناير ولمدة اسبوعين الرواية هي أول عمل روائي طويل بعد أن صدرت ثلاثة أعمال سابقة وهي الحياة بدون كاتشاب: وهي مجموعة قصصية صدرت في يوليو 2009 وتتحدث عن الإفتقاد للأشخاص والأماكن والأشياء عليك واحد: وهو كتاب من الأدب الساخر صدر في يونيو 2010 ويتحدث عن الشعب المصري المخدوع سياسياً واجتماعياً دائماً امرأةٌ أُخرى: وهي مجموعة قصصية صدرت في يونيو 2011 وتتحدث عن المرأة الأُخرى في حياة الرجل وكذلك الرجل الآخر في حياة المرأة رابط الخبر على الموقع الإلكتروني لأحمد القاضي

أن تكون رئيساً

صورة
مُقدمة لابُد منها، يحضُرني في الماضي مُنذ عشرين عاماً تقريباً أن أصاب تمثال أبو الهول الشهير تآكل ما في الجُزء المُنحني بآخر ظهره، فما كان من مُرمِّمي الآثار آنذاك إلا أنهم قاموا بإصلاحه في الحال بأن قاموا بتَكْسِيَة الجُزء المُتآكل بواسطة المونة الأسمنتية العادية. ولكن بعد عدة شُهور بسيطة، تفاجأ الجميع بأن الجُزء الأسمنتي الجديد قد بدأ هو الآخر في التآكُل! أفتى حينها أحدهم بأنَّه قد كان من الخطأ أن يتم إصلاح تمثال حجري بواسطة مواد أسمنتية لا تتناسب مع الحجارة التي تم نحت التمثال منها، وبالتالي تم إستخدام نوع آخر من المواد التي تتفق طبيعتها مع طبيعة التمثال، لكن المُفاجأة أنه قد حدث التآكل مُجدداً بعد شهور وفي نفس الموضع كان الموضوع شديد الغرابة، ولذلك فقد تم تشكيل العديد من اللجان البحثية في مُحاولة لإستنتاج نوع المواد المُناسبة لذلك الترميم لكنها جميعاً باءت بالفشل، إلى أن طلبوا المشورة من إحدى الدول الأجنبية، مُتوقعين أن نجد لديهم حلاً أكثر تقدُماً وتطوراً لهذه المُشكلة الغريبة، فما كان من الأجانب إلا أن أرسلوا مُهندساً واحداً ذو تخصُص غريب لم نسمع عنه من قبل، وكُل مجال عمله أنه فقط