المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٠٩

حكاية نونو

صورة
لا يوجد سبب لإنجاب الطفل الأول أبدا .. إنه حدث يرتبط إرتباطا وثيقا بتسلسل الحياة الطبيعية .. أنت تدرس فتتخرج فتعمل فتخطب فتاة ما ثم تتزوجها .. ثم لابد أن تنجبا طفلا في خلال عام واحد على الأكثر وإلا أصبحتما في مشكلة رهيبة قد يتدخل فيها الأقارب والأصدقاء والمعارف والجمعيات الإستهلاكية وربما يصل الأمر إلى أروقة الأمم المتحدة الأمريكية .. تتساقط عليك الآراء من هنا وهناك .. فمنهم من يخشى أن يكون أحدكما عقيما .. وذاك الذي يلمز بوجود عجز جنسي .. وتلك التي تقترح أن تقوما بعملية طفل أنابيب البوتاجاز .. نهاية بزيارة الأولياء وعمل حلقة زار .. إلخ .. المهم جاء الطفل الأول وزغرطي يا سعاد . ولا يوجد سبب أيضا لإنجاب الطفل الثاني .. كل ما قالوه لي أن الطفل الأول لا يمكن أن يكون وحيدا وإلا حاصرته الأمراض النفسية والعصبية .. فبرغم أنني أعي جيدا أنني قد أصبت بكل تلك الأمراض رغم أن لي العديد من الإخوة .. ولقناعتي بأن تلك الأمراض هي من صميم الجينات المصرية الحديثة التي تكونت بعد عام واحد وثمانين .. إلا أنني رضخت لفكرة إنجاب ذلك الطفل الثاني .. قال يعني بمزاجي . لم أجد عند أي شخص رأيا مقنعا ليوضح لي لماذا

القضية ليست غزة

صورة
لنتذكر معا حكاية قديمة فقد جاؤا إلى أعرابي يصرخون: أنجدنا .. لقد دخل العدو أراضي الدولة المجاورة .. وقتلوا رجالهم وإغتصبوا نساؤهم فأجاب الأعرابي بهدوء: ماداموا لم يدخلوا دولتنا فلا ضرر .. إهدأوا يا قوم وبعد شهر كامل .. هرعوا إليه مرة أخرى يقولون: النجدة .. لقد دخل العدو داخل دولتنا .. وبدأوا في قتل رجالنا وإغتصاب نسائنا فأجاب الأعرابي: ماداموا لم يدخلوا مدينتنا فلا ضرر .. إهدأوا يا صحابي وبعد إسبوعين .. جاءوا إليه جزعين ويستغيثون: أنجدنا .. لقد دخل العدو مدينتا .. ويقتلون رجالنا ويغتصبون نسائنا فأجاب الأعرابي: ماداموا لم يدخلوا إلى شارعنا فلا ضرر .. إهدأوا يا أعزائي وبعد يومين .. وبينما هو جالس فوق سطح الدار .. دخل عليه ولده لصغير وهو يصيح: أدركنا يا أبي .. لقد دخل العدو دارنا .. وقتلوا أخوتي .. ويغتصبون أمي الآن فأجاب الأعرابي: ماداموا لم يقتربوا من مؤخرتي أنا فلا ضرر .. إهدأ يابني **** قد تبدو القصة كوميديا سوداوية .. وأعلم أنها صادمة إلى حد كبير .. لكني أفضل أن أضع الحقيقة هكذا عارية وصادمة .. لماذا؟ لأننا جميعا قد غرقنا حتى آذاننا في حوارات وتحليلات ونقاشات وجميعها للأسف لن تغير

الأماني المؤجلة

صورة
كانت المحاضرة الأخيرة التي يلقيها في الجامعة هذا العام .. وكعادته مع طلبته الدارسين في العام الدراسي الأخير والذين يتأهبون لمواجهة الحياة العملية بعد شهور قليلة من التخرج .. خصص القليل من وقت المحاضرة للحديث عن كيفية مواجهة الحياة بعد التخرج .. يعلم أنه قد منحهم خلاضة تجربته العلمية طوال عام كامل .. وجاء الآن الوقت المناسب لكي يمنحهم بعض النصائح التي حتما ستفيدهم كزملاء المستقبل .. تحدث إليهم كثيرا وهم أيضا سألوه كثيرا .. لعل هذا كان سببا في تشجيعهم علي طلب المزيد .. لدرجة أنهم طالبوه بمد وقت المحاضرة للحديث عن تجربته الشخصية الخاصة .. حاول التملص ولكن طلابه المعجبين به أيما إعجاب لم يمنحوه الفرصة . إنهالت اسئلتهم .. سألوه أسئلة غير متوقعة .. قالوا: كيف أختار شريك أو شريكة حياتي؟ هل الحب كاف لقيام حياة زوجية ناجحة؟ كيف تزوجت يا دكتور؟ هل أنت مقتنع بالزواج كنظام اجتماعي؟ هل ندمت علي خطوة الزواج؟ كيف تري الزوج أو الزوجة المثالي؟ . ابتسم لهم تلك الإبتسامة التي دوما ما تزيد من رصيد معجبيه في كل مكان .. وبدأ حديثا من القلب .. قال: تجبرني أسئلتكم علي رواية الكثير من التفاصيل الخاصة .. والت