المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

أفكار طائرة

صورة
لا أعلم سبباً مُحدداُ يدفعني إلى التأمُل هكذا في حياتي وأحوالها، هل كثرة الأسفار والترحال هي ما يدفعني إلى ذلك؟ أم أن العمر قد أوشك على أن تتكرر أيامُه وولَّت ورائي أيام الحماسة والمغامرات؟ هل هي أحاسيس مُنتصف العُمر؟ هل أنا بمُنتصف عُمري حقا؟ أبتسم من طرافة الفكرة أقفُ في المطار أمام مكتب وزن الأمتعة وأمدُ يدي إلى الموظفة لأُعطيها جواز سفري وتذكرة الطائرة، هي امرأةٌ في الأربعين مِن عُمرها وتُشبه أُمِّي كثيراً، ماتتْ أُمِّي في مِثل عُمرها تماماً، أتأملُ في ملامحها وأكادُ أن أدعوها بأُمِّي، أتذكَّرُ أنَّني في نفس عُمرها تقريباً الآن، أبتسمُ مُجدداً .. فكيف تكون هذه المرأة مِثل أُمِّي؟ لا أدري لماذا توقفتْ أُمِّي عند سنِّ الأربعين في مُخيلتي حتى الآن أذكرُ خالتي وهي تُطلق زغرودةً مُدويةً فرحاً بعودة أُمِّي مِن رحلة الحج، كان ذلكَ أمام باب منزلنا وكُنتُ أنا طفلاً صغيراً ألهو على درجات السلم، كانتْ زغرودةً طويلةً ومُدوية وأذكرها أيضاً - خالتي - وهي تصيح وتنوّح عندما دخلتْ إلى نفس المنزل لتحضر مراسم العزاء التي أقمناها عند وفاة أُمِّي، كُنتُ أهبط على درجات نفس السلم لأبيتَ بعيداً مع أبناء