المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٠٩

أنص وأم التيتي

من بين ثقافات العالم أجمع .. نتميز نحن المصريين (أو المصريون مش عارف أيهما الأصح) أنه إذا ذكر أحدهم شيئا ما قد لا يصدقه عقل أو قد يكون مستبعد الحدوث كتخفيض الضرائب عن كاهل المواطنين مثلا .. فإنك لابد وأن ترد عليه قائلا: ده عند أنص .. وفي رواية أخرى عند هنص . لم أنجح حتى الآن في معرفة من هو ''أنص'' هذا أبدا .. ذلك الكائن الغريب العجيب الذي إتفق المصريون على أنه الوحيد الذي تتجمع عنده غرائب الأمور والمستحيل من الحدوث .. كما أنني لم أتمكن من تحديد عمره ومكانه .. لكن من الواضح والأكيد أنه كان ذكرا . يتغير الزمان وتتبدل الأجيال وأتفاجأ الآن بأن أنص أو هنص هذا قد تضاءل دوره إلى حد مخجل .. وتربعت مكانه على ذلك العرش شخصية أنثوية أخرى هي أم التيتي .. فإذا قلت لأحدهم مثلا أنه من المؤكد أن تغيير وزير ما بات وشيكا نظرا لأدائه المتدني بوضوح .. يجيبني المستمع قائلا: آه .. ده عند أم التيتي . وفي الحقيقة أنا لا يشغلني أبدا أن تكون أحلامي عن نهضة مصر من جديد هي أحلام مشروعة أم أنها ضربا من ضروب الخيال .. لكن ما يحزنني أن تغادر تلك الأحلام من عند أنص لتسيطر عليها أم التيتي .. فالرجولة و

مصر هتفضل غالية عليا

عندما صعدت إلى طائرة مصر للطيران لأتجه إلى القاهرة منذ أيام .. كانت مفاجأة ظريفة من المضيفة الحسناء (ولن أسهب في وصف جمال خصرها وسحر عينيها وتألق شعرها لأنني أديت فريضة الحج مرتين حتى الآن وأحب أن أحافظ على نقائي من الذنوب .. مش هأفضل أحج كل سنة بقى) .. المهم كنا بنقول إيه؟ آه .. كنت أقول أنها كانت مفاجأة ظريفة من المضيفة أن تمنحني مجلة آخر ساعة .. لم أقرأ هذه المجلة منذ سنوات طويلة .. وكنت متلهفا لمعرفة مدى التغير الذي أصاب تلك المجلة .. وخصوصا أن الغلاف كان يتحدث عن الخيانة الزوجية .. أسمع أحدكم يسأل: قصة وألا مناظر؟ طلعت قصة للأسف . المهم كان أحد الموضوعات الجيدة داخل المجلة عن تدهور مستوى الكباري في مصر .. وأن عمرها الإفتراضي أصبح لا يزيد عن ستين عاما على الأكثر .. وذلك على عكس دول العالم التي لا يقل فيها ذلك العمر عن مائة عام .. بالطبع تطرق الموضوع إلى الفساد الإداري ورداءة التنفيذ وإسناد إنشاءات الكباري إلى الشركات الغير متخصصة .. كما تطرق الموضوع إلى أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تقف فيها سيارات الشرطة على أرصفة الكباري الجانبية بينما هي غيرمصممة على ذلك .. كما تطرق الموضوع

جحا في خاطري

كانوا يتحادثون ذات يوم في قضية قيام الليل .. فسألوا جحا: هل تقوم الليل يا جحا؟ قال: نعم .. أقوم وأبول ثم أرجع إلى فراشي .. ههههه .. أذكر تلك القصة الآن بعد أن قمت الليل أنا أيضا ثم غاب عني النوم .. أعتقد أنه من الأجدر بي ألا أشاهد برنامجي العاشرة مساء أو تسعين دقيقة قبل النوم . لا أدري لماذا يأتي جحا علي خاطري كثيرا هذه الأيام .. أحس بأنني قد إكتسبت عبر الأيام العديد من الصفات الكثيرة كتلك التي كان يتمتع بها جحا .. ذلك الشيخ الساخر (بالسين وليس الشين) والذي إستطاع بالحكمة والفكاهة أن يتحمل هو وأبناء مدينتة (آق شهر) تلك الآلام التي كان يئن بسببها شعبه تحت وطأة الإحتلال من قبل تيمور لنك . قد يكون من الطبيعي أن يكون في كل مجتمع شخص ما مثل جحا .. فشحصية مثل جحا تنشأ بصورة طبيعية عندما يتعرض أي شعب إلى القهر والإستبداد .. لكن الغير طبيعي هو أن يتحول الشعب كله إلى جحا .. وهو ما حدث في بلادنا .. فكلنا الآن جحا .. فعلام يدل ذلك؟ أترك الإجابة لكم . ولكي لا أزيد من أوجاعكم أكثر .. سأترككم مع جحا للحظات لكي ننسى معا آلامنا وآلام بلادنا . يحضرني أن جحا وهو صغير كان لديهم جارية تدعى عميرة .. فضرب