المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٠

أنا شربت حشيش يا سعاد

صورة
يحدث في مصر أن يستيقظ المواطن المصري من نومه ذات يوم فيجد وسائل الإعلام المختلفة تتحدث عن البدء في تغيير الساعة ليتم العمل بنظام التوقيت الصيفي .. وبرغم أنه لا أحد يعلم حتى الآن ما هي جدوى ذلك النظام في العصر الحالي إلا أنه يحدث وخلاص .. ولكن ليست تلك هي المشكلة .. المشكلة أنه يحدث في مصر أن يستيقظ نفس المواطن المصري في يوم آخر ليجد نفس وسائل الإعلام تتحدث عن العودة إلى العمل بنظام التوقيت الشتوي خلال شهر رمضان – ولا أحد يعلم أيضا لماذا – ثم تعود البلاد للعمل بالتوقيت الصيفي مرة أخرى بعد انقضاء شهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم بخير وبوسه من هنا وبوسه من هنا كما يحدث في مصر أن يستيقظ المواطن المصري مرة أخرى – هو نايم على طول أصلاً – ليجد خبراً موتوراً عن وجوب الحصول على ترخيص قبل تعليق زينات رمضان وذلك توفيراً وترشيداً لإستهلاك الكهرباء .. فيقع أطفال الحي في حيرة لأن أوراق الزينة التي أعدوها وألصقوها بالصمغ والنشا لا تعمل بالكهرباء ومع ذلك فهم عرضة للمخالفة والتنكيل يحدث في مصر أن تتفق دول حوض النيل على توزيع جديد للحصص فيما بينها .. فيستيقظ المواطن المصري إياه على تصريح من المسؤلين

حلم مفقود

صورة
كان عمي يحبني كثيرا .. كان يعتبرني صديقا له برغم فارق العمر الكبير نسبيا فيما بيننا .. ربما كان ذلك بسبب غياب أولاده للعمل خارج البلاد .. ربما كان يتلمس في صحبتي السلوى والتعويض عما يفتقده من مشاعر الأبوة .. وربما لأنني أنا أيضا أحس بالقرب منه لأنه يشبه والدي في كل شيء تقريبا .. المهم أنني كنت أبادله نفس الحب وأكثر كنت أشعر بأن عمي يحصي الأيام الواحد تلو الآخر وكأنه يريدها أن تمر سريعا .. كان الوحيد الذي أراه يسعد عندما يمر يوم ويأتي يوم جديد .. كان ذلك على عكس الشعور السائد لدى الجميع بأننا لا نريد للأيام أن تمضي سريعة لأنها دليل على إنقضاء العمر القصير .. فالأعمار قصيرة مهما طالت .. لكن عمي كان يتعجل الأيام وكأنه كان ينتظر أن يحدث شيئ ما ينتظره منذ زمن بعيد قال لي ذات يوم: تعال معي لأريك شيئا جميلا .. كنت أرى بريق السعادة في عينيه وهو يدعوني لصحبته .. ولم أشأ أن أفسد على نفسي المفاجأة فلم أسأل حينها عن ماهية ذلك الشيء .. ذهبت معه ثم توقفنا بجوار منزل صغير قيد الإنشاء .. دعاني لدخول ذلك المنزل الذي أخبرني أنه يمتلكه الآن .. أخذ يصف لي كل شيء فيه .. قال لي إنه يتمنى أن يقيم هو وأولاد

عسل .. أسود

صورة
لم تكن هناك مفاجآت هذه المرة .. نعم لم تكن هناك أية مفاجأت أعلم مسبقا أن أربعة عشر يوماً لا تكفي لعمل أشياء كثيرة سواء في مصر أو في أي مكان آخر خارج مصر ولا تكفي للحكم على الأشياء أيضاً فهي فترة قصيرة وإن طالت بالنسبة لأيام العمل الطوال وأعلم مسبقاً أن هناك فوارق نوعية بين الدول التي أتردد عليها بالخارج وبين مصر .. تلك الفوارق تتمثل في أشياء كثيرة وتفاصيل عديدة لا يتسع المقام لذكرها هنا وإن كان يجدر الإشارة إلى أنها تصب في صالح الخارج أكثر من مصر .. لكن هذا ليس موضوعنا الآن لم أندهش أو أنفعل من أية إستفزازات في أي وقت أو أي مكان .. كنت مستعداً نفسياً لأي شيء وكنت دائما أتوقع الأسوأ .. فكانت النتيجة أنني استمتعت بالإقامة بمصر .. فقد كانت تلك هي المعادلة السحرية التي ساعدتني كثيراً كانت فترة إقامتي بمصر - رغم قصرها - ثرية بما يكفي لكي أشاهد العديد من الأشياء .. فقد أعددت جدولاً مضغوطاً جداً لا يوجد فيه أي وقت فراغ .. تعاملت مع العديد من المصالح الحكومية وأيضاً شركات الخدمات الخاصة .. مارست فعل قيادة السيارة وما أدراكم ما تعنيه هذه العبارة .. تعاملت مع الطرق المختلفة داخل وخارج العاصم