المشاركات

عرض المشاركات من 2011

كان لديَّ مُدَوَّنَة

أتذكر بين الحين والآخر أنني أمتلك مُدَوَّنَة، وأتذكر أيضاً أن تلك المُدَوَّنَة كانت من أهم اهتماماتي وهواياتي في فترة ما، أنظر إلى التحليلات الإحصائية لعدد الموضوعات التي قمت بنشرتها في الماضي، فأجد أنني في العامين الأوليين للتدوين كنت أقوم بنشر موضوع واحد على الأقل اسبوعياً، ليقل ذلك المُعدَّل تدريجياً عبر الثلاثة سنوات التالية لذلك وأصل إلى أن أنشر موضوعاً واحداً كل عشرة أيام، أما في العام السادس وهو العام الحالي، سيصل مُعدَّل الموضوعات المنشورة إلى موضوع كل شهر أو كل ثلاثة أسابيع. أتعجب تماماً من هذا الإنخفاض المُفاجئ في أعداد الموضوعات المنشورة، هل صرت مشغولاً إلى تلك الدرجة التي قاربت فيها على هجر التدوين رغم حبي الجارف له؟ هل سيخبو نشاطي التدويني رغم أنني أدين إلي التدوين بالفضل في أنه كان مُتنفساً لي بل وقادني إلى أن أقوم بنشر العديد من الكُتب من تأليفي الخاص؟ أعتقد أن هناك سراً يُحيط بالتدوين والمُدوِّنين، وهو أمر ألحظه على أغلب المُدوِّنين، رُبما كان السر هو أن التدوين رغم حداثته إلا أنه يتسم بالبُطء والرتابة مُقارنة بالوسائل التفاعُلية الأًخرى كالفيس بوك والتويتر واليوتيوب، و

مَشَاهِد مَعَ الحَجِّ

صورة
المشهد الأوَّل: موسم الحَجِّ عام 2006 وأنا أُنهي طوافَ الوداع بالحَرَم المَكّي، يقتربُ موعدُ الحافلة التي ستُقلنا إلى مكان السَكَن بِمكة ومِنها إلى المطار، أبكي بشدّةٍ ولا أُريد أن أُغادر الحَرَم المَكّي، يجذبُني الأصحابُ مِن يدي بالقوة لنلحقَ بالحافلة، فأدعو الله عزَّ وجلَّ وأنا ما زالت أبكي بأن أعود مُجدداً إلى هذا المكان الطاهر في العام التالي المشهد الثاني: يوليو 2007 وأنا أدخل الحَرَم المَكّي بعد يومين مِن استلام عملي الجديد بالسعودية، أسجدُ للهِ شاكراً على أن أجابَ دُعائي الذي دَعوتُه مُنذُ سبعة شُهور، وأصبحتُ مُقيماً بالقُرب مِن مَكَّة على مسافة ساعةٍ بالسيّارة المشهد الثالث: موسم الحَجِّ عام 2008 وأنا لا أُصدّق أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد اختارني مَرَّةً أُخرى لأكونَ مِن ضيوف الرحمن في هذا الحدث المُهيب، فأُعاهد نفسي على أن أحُجَّ بيت اللهِ مَرَّةً كُل عامين، وأحلُم بالحَجِّ عام 2010 إن كان في العُمر بقيَّة المشهد الرابع: مُحاولاتٌ مُستميتة قبلَ موسم الحَجِّ لعام 2010 لحجز مكان مَع شركات الحَجِّ المُختلفة، وتبوء جميعُها بالفشل لأسبابٍ غريبة، برغم استيفاء الأوراق وسداد الرسوم كُل

فيها حاجة حلوة

كانت تلك هي رحلتي الدولية رقم 202 وهو رقم مُميز بلا شك، لكن المسألة لم تكُن في الرقم نفسه بقدر المُصادفة التي دفعتني دونَ ترتيب لكي أستقل طائرة ''مصر للطيران'' بعد خصامٍ طويل دام أعواماً عديدة نعم، كُنت أكره وأتجنب السفر على طائرات مصر للطيران لأسبابٍ عديدة لا أُنكر أن أغلبها لازال موجوداً ولم يتم علاجها بعد، لذلك عشت أعواماً طويلة أُسافر فيها عبر الطائرات الأجنبية والعربية، ولا أتعامل إلا مع أطقُم الطيّارين والمُضيفين الأجانب باستمرار، ولا أتحدّث باللغة العربية إلا نادراً التاريخ والموعد والمكان فرضوا عليَّ أن أستقل هذه الطائرة بالتحديد، لم تكُن هُناك خيارات أُخرى مُناسبة لتلك الظُروف مُجتمعة، وما أن وصلت إلى مكان الطائرة إذا بي أجدها طائرةً مِن النوع المتوسط الحجم والتي لا تتناسب (مِن وجهة نظري) مع تلك المسافات الطويلة، فهي لا تكون مُستقرة في الجو كما ينبغي وتحديداً عندما نعبر بحراً كبيراً أو عندما نمر فوق قمم الجبال الضبابية، أرتاح أكثر لأن يكون حجم الطائرة كبيراً في مثل تلك الرحلات الطويلة كُنت أصعد سلم الطائرة وأتأمل في جسم الطائرة، تبدو الطائرة قديمةً بعض الشيء وت

حنين تدويني

رُبما تكون هذه التدوينة حالمة بعض الشيء في زمن لم يعد هُناك فيه مكانٌ للحالمين، كما أنَّها تأتي في توقيت يسود فيه التوتر والترقب والحذر من كل شيء. رُبما هي لحظات نادرة من التأمل تنتابني لفترة قصيرة وسريعاً ستختفي في زخم الحياة، مثل أي شيء آخر يولد فجأة ونحن لا ندري ما هي احتمالات استمراريته أو فناؤهأتذكر تلك الأيام التي كان النشاط التدويني حينها في أقصى مُعدلاته، فبرغم ولادة التدوين في عام 2005 إلا أن العصر الذهبي له كان خلال العام 2007 والعام 2008 عندما أصبح التدوين مُلتقى للجميع كمقهى أدبي يضم المُدوِّنين كل يوم، ولدرجة أن التعارُف بين الناس كان يتم عبر التعليقات والردود عليها داخل التدوينات، وأعني بالتعارف هو معرفة العُمر والحالة الإجتماعية ومجال العمل وعدد الأبناء وخلافه، كان كل ذلك قبل أن تظهر مواقع التعارف الإجتماعي كالفيس بوك وغيرها والتي توَّحشت وجذبت العديد من المُدوِّنين وأبعدتهم بعيدا عن مدوناتهممرَّت خمسة أعوام وتبدل الحال تماماً عمَّا كان، طحنت الحياة العديد من المُدوِّنين بين رحاياها وانعكس ذلك على تدويناتهم يوماً بعد يوم، إلى أن اختفى العديد منهم تماماً، واتجه البعض منهم

عم منصور

صورة
عم منصور هو السائق الخاص بنا مُنذ سنواتٍ طويلة، أشعرُ أنَّهُ لا تظهر عليه علامات كِبَر السِّن رغم أنَّه عندما أتى ليعمل لدينا كان كبيراً في العُمر، ولم أستطع أن أناديه باسمه مُباشرةً دون أسبقهُ بكلمة ''العم'' .. فهو يكبرني بعشرين عاماً على الأقل، لكنَّه لم يتغيَّر شكله مُنذ ذلك الحين، بينما أنا الذي أزداد عُمراً وأخالني أقتربُ مِن عُمره، عُمر عم منصور.وعندما نكون سوياً بداخل السيارة، فإنَّ عم منصور لا يقوم بتشغيل أية برامج إذاعية غير اذعة القُرآن الكريم، قد يكون لديه موروثٌ قديم يقول أنَّ الأغاني والموسيقى ليستْ بشيءٍ حَسَن، رُبما يعتبرها حراماً وربما يعدها مِن المساخر، المهم أنه يتجنبها بشدة، لكنَّني على العكس أُحِبُ أن أستمع إلى الأغاني لأُنفِّسَ عن بعض هُمومي ومتاعبي، لكنَّني أستحي أن أبدو أمام عم منصور بصورة الرجل المُحِب للهزل أو المرح.لذلك ألجأُ إلى حيلةٍ تجعلني لا أبدو كذلك في نظره (أو هكذا أظن)، فبمُجرد ركوبي السيارة أُنصتُ إلى تلاوة القرآن الكريم الذي يقوم بتشغيله عم منصور، وأنتظرُ قليلاً ثم أقول صدق الله العظيم، وأشرع في تحويل مُفتاح القنوات الإذاعية نحو الإذا

عن التدوين أتحدَّثْ

صورة
في مثل هذا الشهر مُنذ خمسة أعوام، بدأتُ رحلتي التدوينية معكم على صفحات هذه المدوَّنة، ثُمّ تطوّر الأمر كثيراً بعد ذلك بالنسبة لي وللعديد من المدونين الآخرين ايضاً، كُنتُ قد تنبأتُ ذات يوم بأن التدوين هو بداية لشيء ما، وشعرتُ أنَّ التغيير قادم لا محالة، وما كان التدوين سوى بداية مُتواضعة على طريق ذلك التغيير، والذي يتم الآن بالفعل وفي هذه المُناسبة، أعرض لكم مقالتي التي تم نشرها بمجلة فصول الأدبية في عدد الربيع لعامنا هذا، لتطرح لكم فكرتي عن التدوين، البداية والنهاية والتأثير المقال رُبما يجدر بي في البداية أن أقوم بتعريف العنوان قبل أن أشرع في استكمال المقال، فكلمة التدوين باختصار هي مُصطلح تم التعارُف عليه من قِبَل مستخدمي الإنترنت ليعبروا عن تلك المواقع الإلكترونية التي تسمح باستضافة صفحات يُمكن لأي أحد أيا كان أن يدوّن عليها وكأنه قد أنشأ موقعاً خاصاً به على الإنترنت ولكن بالمجان، وقد بدأتْ تلك المواقع في الظهور والإنتشار في وطننا العربي عام 2005 وازدهرت بعد ذلك تدريجياً في الأعوام اللاحقة أكثر فأكثر ومن وجهة نظري المُتواضعة فإن التدوين في حد ذاته يُعتبر نقطة تحول فاصلة في تاريخ ال

عن حفل التوقيع الأخير

صورة
نُشر في جريدة العالم اليوم يوم الخميس 14 يوليو عام 2011 اضغط على الصورة للتكبير وفي جريدة الشروق في هذا الرابط لقطات من فيديو حفل التوقيع هنا

حفل توقيع .. دائماُ امرأةٌ أُخرى

صورة
بإذن الله تعالى، سيُقام حفل توقيع المجموعة القصصية الجديدة "دائماً امرأةٌ أُخرى" في تمام الساعة السابعة من يوم الأربعاء القادم الموافق السادس من يوليو وذلك في مكتبة "ألف" بالزمالك ولو حد يعرف يدلني أروح ازاي يبقى ينوبُه ثواب كبير أراكم على خير هُناك لينك الخبر على الموقع الإلكتروني لينك الخبر في جريدة اليوم السابع مكتبات "ألف" تُعلن عن حفل التوقيع

يصدُر قريباً .. دائماً امرأةٌ أُخرى

صورة
تفاصيل الخبر في موقعي الإلكتروني في ثالث تعاون بين دار دوِّن للنشر والتوزيع، وبين المهندس أحمد القاضي، وللعام الثالث على التوالي، تصدر قريباً المجموعة القصصية الجديدة بعنوان "دائماً امرأةٌ أُخرى" وهي مجموعة من القصص القصيرة يبدو محتواها جليا من خلال الفقرة الموجودة على الغلاف الخلفي للكتاب والتي تقول: كانت دوماً تحس رائحة امرأةً أخرى دون أن تشمها .. كانت تشعرُ بوجودها في الفراش بينها وبين زوجها، كانت تراها في عيون زوجها .. في عقله المُنشغل وروحه التي تُحلق في مكانٍ آخر .. تشعرُ بها تجلسُ بينهما وتسرقُ وعيه وأحاسيسه وأحاديثه .. تشعرُ بها في تغيِّر طباعه وحتى في طريقة احتضانه لها .. كان يحتضنُ الأُخرى .. كان دوماً يبدو وكأنه يرى امرأةً أُخرى حتى وهي أمام عينيه تحتوي المجموعة على فصلين، أحدهما يتحدث عن المرأة الأخرى في حياة الرجل، أما الفصل الثاني فهو يتحدث عن الرجل الثاني في حياة المرأة، في محاولة جديدة لعرض احساس المرأة المماثل تماماً، وعنوان الفصل الثاني هو: وأيضاً رجلٌ آخر يحتوى الكتاب على 34 قصة قصيرة، كما يحتوى على (155) صفحة من القطع المتوسط

ألف باء الإدارة الإقتصادية

صورة
بداية لابُد منها، هل تعلمون نظرية "ماسلو" والتي أطلقها عالم النفس الأمريكي الشهير " إبراهام ماسلو " والتي تتحدث عن هَرَم إحتياجات الإنسان؟ كان ماسلو قد قام بترتيب إحتياجات الإنسان بشكل هَرَمي كما يلي وفقا للأهم فالأقل أهمية أولاً: الإحتياجات الفسيولوجية من طعام وشراب وجنس ثانياً: الحاجة إلى الأمن والحماية والأمان الوظيفي ثالثاً: الحاجة إلى الانتماء، لوطن أو عقيدة أو حتى نادي رياضي رابعاً: الحاجة إلى الإحترام والتقدير خامساً: الحاجة إلى المعرفة سادساً: الحاجة إلى الجمال والفن سابعاً: الحاجة إلى البحث عن الحقيقة ثامناً: الحاجة إلى التفوق والسمو هل كانت هذه المقدمة صادمة إلى حد ما؟ لا تهمُني الإجابة بقدر ما يهمُني هو أن نعيَ أن حقيقة الحياة مبنية على أمر هام وهو أن الحاجة إلى المأكل والملبس والمسكن تأتي في مرحلة أهم بكثير من الحاجة إلى المعرفة والثقافة والفن، تلك هي الحقيقة العارية شئنا أم أبينا، فإذا كُنتَ فقيراً مُعدماً لا تجد ما تأكل، لن تفكر أبداً ذات يومٍ لتتمتع بحضور حفلة موسيقية لعُمر خيرت في دار الأوبرا، وهكذا والسؤال الآن، ماذا تفعل إذا أصبحتَ أنتَ ي

الجالية المصرية في مصر

صورة
أكثر ما يُلفت انتباهي أينما سافرت، هو أن الجاليات المُغتربة في أي دولة يتكتل أفرادها معاً فيُنشئون رابطة ما يكون من أهم أهدافها هو رعاية مصالح تلك الجالية ومعاونة أفرادها بعضهم البعض في بلاد الغُربة، فتلك الرابطة أو أياً كان اسمها تُساعد أفرادها على الحصول على عمل في حالة فقدان الوظيفة، ويتكافلون معاً حين حدوث مكروه ما لأحد أفرادهم، كما يُسهمون في تسهيل الحصول على المسكن أو أية سلع أُخرى تخص تلك الجالية، فلا يشعر الفرد بأنه مُغترب، بل يشعر وكأنه في وسط مجتمعه الأصلي إلى حد كبير لكن ما لفت انتباهي أكثر، هو أن هناك بعض الجاليات التي تقوم روابطها أو تجمعاتها بما هو أبعد من ذلك، كان ذلك في العام الماضي عندما تعرفت على رابطة المهندسين الهنود بالسعودية، وهي رابطة لا تعني بأمور التوظيف والمسكن للمهندسين، لكنها تهتم بشيء آخر وهو النهوض بالمستوى العلمي للمهندسين الهنود، فيتبادلون معاً الأبحاث العلمية والتقنيات الحديثة، ويثقفون بعضهم البعض عبر المُحاضرات والنشرات العلمية، بل ويعقدون مؤتمراً علمياً في الأول من مايو في كل عام، وهو ما تمت دعوتي إليه في العام الماضي والعام الحالي، وقمت بإلقاء كلمة

فنجانٌ من القهوة

صورة
كانت ليلة أمس ليلةً خاصةً جداً، فقد تمكنتُ أخيراً من إرتشاف فنجان من القهوة بعد غياب إسبوعين عنها، فقد كنتُ ممنوعاً من أشياء كثيرة بعد أن تعب قلبي فجأة ولم يعد يُطاوعني على أن أمارس كُلَّ تلك الأنشطة العديدة التي كنتُ أقوم بها يومياً بحماسٍ ومجهودٍ متواصل دون مللٍ أو كلل ربما كانت ضغوط العمل هي التي أوصلتني إلى تلك النتيجة، ربما كانت الأسفار الطويلة المتعاقبة، ربما كانت ضغوط الحياة الإجتماعية، وربما كانت مصر التي أحملُها في قلبي أينما ذهبت، وتظلُ حاضرةً في فكري وأحاسيسي ونقاشاتي في كُلِّ مكان، وأخشى عليها من أي سوءٍ في كُلِّ وقت المهم أنني قد أحسست فجأة أنني قد شُفيت بالأمس، وأنني يُمكنني مُخالفة أوامر الأطباء مُجدداً، فأنا أشعر بقلبي أكثر منهم جيداً دون أن أقوم بأية فحوصات أو أشعة أو قياسات، وها أنا قد تناولتُ فنجاناً من القهوة دون أن يحدث لي شيء، لكنني لازلت مُلتزماً بأوامر الأطباء في مسألة الإبتعاد عن النقاشات السياسية الحادة، وخصوصاً أن الأيام قد أثبتت لي أن الخلاف يُفسد للود قضية، على عكس ما كُنَّا نردد دائماً ربما كان أفضل ما استفدتُ منه هي تلك اللحظات الغريبة التي كنتُ فيها ت

الزوجة المصرية قبل وبعد الثورة

صورة
يقول سُقراط: تزوَّج يا بُنَّي، فإن كانت زوجتك جميلة الطباع .. صِرت أسعد الناس، وإن كانت سيئة الطباع .. صرت حكيماً مرحباً بكم وبالشعب المصري الحكيم، وأهلاً بكم في نادي الحُكماء، وأنا منكم وإليكم بالطبع كان ذلك في الماضي، لكنَّ الأمر قد تغيّر الآن، فقد كانت مقولة سُقراط تنطبق تماماً على الزوجة المصرية قبل الثورة، لكننا الآن في عهد جديد، ولابد لنا من أن نتصالح ونغيّر التاريخ مرةً أُخرى، وأن نصل إلى صيغة توافقية جديدة تمكن الجميع من أن يعيشوا حياة أفضل، قولوا يا رب كانت الزوجة المصرية تتميّز عن غيرها بأنها مصدرٌ للنكد والقتامة والتكدير، وقد احتار العلماء في ذلك السر الذي بسببه تتحول المُزَّة المصرية أثناء فترة الخطوبة وما قبلها، إلى ذلك الكائن الغريب ذو الشكل العجيب والفريد فيما بعد الزواج، فالزوجة يتغير شكلها الخارجي ويصاحبه تغير داخلي أيضاً في الطباع والعواطف، كل ذلك كان قبل الثورة كانت الزوجة المصرية تنتظر عودة زوجها من عمله بفارغ الصبر كي تستقبله بكافة المشاكل والكوارث التي تُلقيها في وجهه بمجرد دخوله إلى المنزل، وبعد أن يكون الزوج قد أمضى يوماً عنيفاً في العمل مليئاً بالمُشاحنات و

نعم .. التي لم تكن مفاجأة

صورة
بعيداً عن كافة التحليلات السياسية التي قتلها الجميع بحثاً وفحصاً وتمحيصاً وتفعيصاً، وبمنتهى البساطة والصراحة والوضوح والسرعة عزيزي المواطن المصري في الإستفتاء الأخير الذي قام به المصريون للتصويت على التعديلات الدستورية الأخيرة، هل تعجَّبتَ من أنَّ نتيجة الإستفتاء قد جاءت بنعم، وبنسبة تتخطى السبعة وسبعين في المائة؟ هل تعتبر نفسك من ضمن أفراد ذلك الشعب الخاص الذي يدور في فَلَك القنوات الفضائية وجرائد المُعارضة والكومبيوتر والإنترنت والمُنتديات والمُدوَّنات والفيس بوك والجايكو والتويتر؟ عزيزي المواطن المصري المُتفاجئ اذا كانت الإجابة بنعم، اذاً يتوجب عليك أن تعرف الآتي بما أنَّ عدد سكان مصر في نهاية العام الماضي وصل إلى ثلاثة وثمانون مليون نسمة وبما أنَّ عدد المصريين خارج مصر يبلغ أحد عشر مليون نسمة وبما أنَّ عدد المصريين في الريف هم حوالي ستون في المائة من عدد السكان وبما أنَّ عدد سكان العاصمة لا يمثلون أكثر من ربع عدد سكان مصر وبما أنَّ عدد مستخدمي الانترنت في مصر ثلاثة وعشرون مليون شخص وبما أنَّ عدد مشتركي الفيس بوك خمسة ملايين شخص في مصر وبما أنَّ عدد مشتركي التويتر ربعمائ

ثلاثة وثلاثون ساعة في القاهرة

صورة
نعم، لا يوجد خطأ في عنوان المقال، فأنا أقضي أحياناً عشرة ساعاتٍ فقط في القاهرة، وأحياناً أربعة وعشرين ساعة، وربما يُسعدني الحظ مثل هذه المرة فأمكثُ فيها أكثر من يوم، إنها القاهرة التي أُحب معنى اسمها كثيراً، وهي من أكثر المدن التي أسافرُ إليها على الإطلاق، لكنَّها من أقل المدن التي أُبيت فيها على الإطلاق أيضاً، ولكنَّ هذا شأنٌ خاص وله حديثٌ آخر كانت القاهرة هذه المرة مُختلقةً جداً، كُلُّ ما فيها غريبٌ وجديدٌ، تلمَّستُ ذلك منذ لحظة خروجي من الطائرة ومروراً بكُلٍّ الوجوه التي صادفتني، وكذلك عند احتكاكي وتعاملاتي مع الجميع أثناء التنقلات والشراء والإجتماعات، إنَّها آثار الثورة التي لم يتوقع حدوثها أحد، ولم يتنبأ بنتائجها أكثرُ المُتفائلين والمُحللين السياسيين، ولا زال الجميع يتجادل بشأنها وبشأن ما سيأتي بعدها، والكُّلُّ لم يزل في حالة ترقب صار الجميع يتحدث في السياسة، وصار لكُلِّ فردٍ رؤيته وقناعاته، منهم من يستقي تلك القناعات من الآخرين، ومنهم من يؤسس لنفسه قناعاته الشخصية، كما أنني لمستُ بنفسي أنَّ الكُلَّ يتفقُ على حتمية تطبيق الديمقراطية، لكن عدداً كبيراً من هؤلاء الجمع يتخذُك عدواً

تَنَحِّي مُبارك عن حُكم مصر

صورة
وكأنَّنا نعيشُ حلماً ساحراً إنَّهُ يومٌ للتاريخ والتأريخ وهذا يكفي الآن تنحَّى اليوم "مُبارك" عن الحُكم في مصر وندعو الله عزَّ وجل أن نرى مِصر أفضل بإذن الله 

تعادُل بِطَعم الفوز

صورة
لنتفق من البداية، لا أتحدث هنا عن تحليلٍ سياسي أو شرحٍ للمواقف، فقد تشبعنا بِكَمٍ ضخمٍ من التحليلات والرُؤى والمناظرات، لكنني أتحدث هنا عن زاويةٍ جديدةٍ من خارج الصندوق رُبما خَفيَت عن البعض وسط الأحداث التي عصفت بنا ولم تهدأ، فالثورة المصرية لعام 2011 كانت ولا تزال وستظَّل هي أعظم الثورات المصرية على الإطلاق في كُلِّ جوانبها، إن لم تكن من أعظم الثورات في العالم أجمع علمتني الثورة الكثير الكثير، وأهمُّ ما تعلَّمتُه هو أن الغضب قد يُشوَّش تماماً على العقل ويُعمي البصر ويؤثر على نقاء البصيرة، وهو ما رأيناه – ولا زلنا نراه – من احتدادٍ رهيب في النقاشات اليومية بيننا جميعاً، والتي وصلت جميعُها إلى الحدِّ الذي يُفرِّق بين الناس وبعضهم البعض، برغم أن الصورة واضحة وبرغم أن الأمور أصبحت إلى حدٍ كبير مُحدَّدة أتدرون لماذا لا زلنا نتناقش بحدَّة حتى الآن؟ أتدرون ما السر وراء تلك المَكْلَمَةِ العظيمة التي لا تنتهي بين الناس؟ إنها الصدمة والهوَّة التي تفصل بين الأحلام والواقع، بين الأُمنيات والإنجازات، بين الطموح والإمكانيات، بين القلب والعقل تخيلوا معي أننا في مباراة لكرة القدم في كأس العالم وت

فاصِل شَحْن

صورة
نعم أنا فاصِل شَحْن .. أعترفُ بذلك وأعتز بذلك، بل وأُقرُ بذلك أيضاً .. أنا مبسوط كِده .. أنا مرتاح كِده لابد لي من أنزع مِقبس الكهرباء (الفيشة يعني) والمُتصلة برأسي فتحدث المُعجزة التي أتمناها منذ زمنٍ طويل، فتصيبني عوارض البلاهَة والعَتَه وأُفكرُ فقط في اللاشيء .. حيث الفراغ والخواء وراحة البال تتابع الأحداث من حولنا داخل الوطن وخارجُه بشكلٍ عنيف، ونرى الخطرَ وهو يُحدّقُ بنا من كل اتجاه، حيث لم يعد هناك أمان في الحاضر ولا طمأنينة للمُستقبل، نفكر في كل لحظة تمر بنا في كافة الإحتمالات التي يُمكنها أن تتحقق من جراء كل تلك الأحداث، تزدحم الرؤوس بالكثير من السيناريوهات ويُصبح العقل وكأنه محولٌ كهربائي تم تصميمة على أن يتحمل جهداً مقداره 220 كيلو فولت، فإذا به يتعرض إلى ألف ألف فولت، فينفجر نعم، لقد انفجرت رأسي بالفعل من جراء ذلك الزحام الرهيب، الكل يعبث فيها وبها ويرميها في كل اتجاه، أعني رأسي، فقررتُ فجأةً ألا أقرأ أي خبر، وألا أكتب عن أي موضوع، وألا أقوم بتحليل أية حادثة لم أعد حريصاً على مطالعة الصحف والمجلات، وامتنعتُ عن متابعة البرامج التليفزيونية والتويتر، كما أنني أحجمتُ تماماً