كان لديَّ مُدَوَّنَة


أتذكر بين الحين والآخر أنني أمتلك مُدَوَّنَة، وأتذكر أيضاً أن تلك المُدَوَّنَة كانت من أهم اهتماماتي وهواياتي في فترة ما، أنظر إلى التحليلات الإحصائية لعدد الموضوعات التي قمت بنشرتها في الماضي، فأجد أنني في العامين الأوليين للتدوين كنت أقوم بنشر موضوع واحد على الأقل اسبوعياً، ليقل ذلك المُعدَّل تدريجياً عبر الثلاثة سنوات التالية لذلك وأصل إلى أن أنشر موضوعاً واحداً كل عشرة أيام، أما في العام السادس وهو العام الحالي، سيصل مُعدَّل الموضوعات المنشورة إلى موضوع كل شهر أو كل ثلاثة أسابيع.
أتعجب تماماً من هذا الإنخفاض المُفاجئ في أعداد الموضوعات المنشورة، هل صرت مشغولاً إلى تلك الدرجة التي قاربت فيها على هجر التدوين رغم حبي الجارف له؟ هل سيخبو نشاطي التدويني رغم أنني أدين إلي التدوين بالفضل في أنه كان مُتنفساً لي بل وقادني إلى أن أقوم بنشر العديد من الكُتب من تأليفي الخاص؟
أعتقد أن هناك سراً يُحيط بالتدوين والمُدوِّنين، وهو أمر ألحظه على أغلب المُدوِّنين، رُبما كان السر هو أن التدوين رغم حداثته إلا أنه يتسم بالبُطء والرتابة مُقارنة بالوسائل التفاعُلية الأًخرى كالفيس بوك والتويتر واليوتيوب، ورُبما كان السر هو أن لهذا العام تحديداً وضعاً خاصاً للغاية، فالأحداث فيه مُتسارعة وصادمة إلى حد كبير مما جعل المدوِّنين يلهثون بسرعة لتتابع الأحداث الصادمة والمُفاجئة، والتي عصفت بالجميع عصفاً شديداً على كافة الأصعدة.
هل كان السر هو أن اتجاه المُدوِّنين إلى النشر الورقي أو حتى عبر المجلات الإلكترونية سيحد من ذلك الإبداع المجاني الذي كانت تزدهر به المُدَوَّنَات؟ أم أن الظروف التي كانت تدفع المُدوِّنين للكتابة قد زالت سواء كانت عن الهم العام أم الخاص مثلما ذكرت قبل ذلك في تدوينة حنين تدويني؟
والسؤال، هل سيندثر التدوين تدريجياً رغم أن عمره لم يتجاوز الستة أعوام؟ هل لهذه الدرجة تسحق التكنولوجيا الحديثة ما يسبقها بهذه السُرعة؟ هل التغيرات التي أصابت العالم هذا العام هي من سيفرض أن يتحول اهتمام المُدوِّنين إلى شيء آخر؟ أسئلة كلها تحتاج إلى إجابة، لكنني لا زلت أتمنى أن أعود أنا والجميع إلى التدوين كما كنا قبل ذلك، مُتجاهلاً أن الزمان قد تغيَّر، فهل يُمكن للزمن الماضي أن يعود؟

تعليقات

التدوين كان ثقباً فى جدار الحصار والعزله اما الأن فانفتحت كل الأبواب على مصارعيها

زمان كان اللى نبات فيه نصبح فيه اما الأن فالأحداث متسارعه ليست لدرجه لا تسمح بالتدوين او التفكير فقط بدون تدوين وانما لدرجه لا تسمح حتى بالحاق بمعرفتها مجرد المعرفه
‏قال شريف القاضى
كلام سليمك جدا يا هندسة ...وفعلا نفس الملاحظات لاحظتها من فترة ضعف الانتاج التدوينى هذ العام ..وارتباطه بالاحداث الجارية فى مصر والوطن العربى ..
‏قال Tamer Nabil Moussa
التدوين سيظل كما هو منفذ حر لكل انسان ممكن الابتعاد فترة لكن لااستطيع عن نفسى ترك التدوين تحت اى ظروف

ورغم وجود الفيس بوك وتويتر الا انها لن تكون مثل المدونة

مع خالص تحياتى
‏قال علا من غزة
الاسباب التي ذكرتها كلها صحيحة , ظهور فيسبوك كان احد العوامل الاساسية ومن بعده تويتر

الجدير بالملاحظة ان الحال مختلف قليلا عندنا في غزة (وفلسطين) أن التدوين بدا ياخد اهتمام من فترة قريبة, وعدد المدونات الفلسطينية في ازدياد كل يوم ,, وكأن الاكتشاف هادا وصل البلد متأخرا عن مصر والدول العربية الاخرى

بالنسبة الي, قررت استخدم فيسبوك وتويتر لصالح مدونتي وحتى ان انشغلت عنها ,, تبقى هي الشئ الابقى والاطول عمرا بالمقارنة مع كل الوسائل السريعة - التغريدات لا تؤرشف ونشاط الفيسبوك مستحيل ترجع وتشوفه بسهولة ..

البقاء للتدوين
فعلاً انشغلنا عن مدوناتنا رغم عشقنا لها
بسبب سرعة تلاحق الأحداث و بعض الظروف الشخصية المختلفة
نفسي ارجع أدون زي زمان
‏قال الميكروباص
الآن يفضل البعض الفيس بوك - وفي الحقيقه انا بكرهه على الرغم من اني اجد كل الناس عليه، هناك من هجر المدونه تماما بسببه، مش عارف ايه السبب، حتى انا بطلت انشر في التوك توك من فتره واكتفيت بالميكروباص- بس فعلا الفيس بوك انا شايفه بايخ- لكن كل الناس موجودين عليه!
وانا اعتقد ان الفيس بوك هو السبب في هجر المدونات
‏قال L.G.
كلنا هذا الرجل :)
كان عندي هوس بملاحظة عدد من يطلعوا على بروفايلي عبر المدونة وعدد التعليقات وعدد الزوار وكنت احصي عدد التدوينات شهريا وكنت احيانا ادون اكثر من تدوينة في نفس اليوم والآن قد تمر ثلاثة اشهر بدون تدوين
في رايي لن تندثر المدونات فهي كالكتاب الورقي له اهميته برغم تراجعه في الاسواق امام الكتاب الالكتروني وغيره من المواقع الاجتماعية
لم أعد أدون لأن التدوين لم يحقق هدفه لي بأن يعطيني الراحة النفسية لم تعد الكتابة ترضيني خاصة أن الأحوال لا تتغير قبل أو بعد الكتابة ولا أجد أهمية كبيرة لكلماتي عند الآخرين فأحتفظ بأفكاري لنفسي .. ودمتم بخير
فعلا صديقي.. إنها استفهامات ظلت تراودني.. لكنني عن تباطؤ لم أدونها.. شكرا لك..
‏قال Unknown
الانتقال من القديم الى
الجديد فالأجددهى سمة
الحياة ومهما حارب
القديم فلابد ان
يلفه الزمان
ويتوارى
ليصبح
تاريخا ورصيداً
‏قال Jana
دى حالة عامة بأه :)
...
متهيألى طالما الحنين موجود يبقى فى أمل
حصل معايا إنى فى واحدة من أشد حالات الاكتئاب فكرت أروح مكان واحشنى باحس فيه بالراحة ..لقيتنى هناك فى المدونة .. محاولة استعادة أوقات جميلة هناك صاحبتها تعليقات ناس عزيزة عندى قدر لحد ما يخرّجنى من المود ده
حقيقى لازم ندين بالفضل لكل حاجة حلوة فى حياتنا ..
ومنملّش محاولات إنعاشها من جديد
‏قال Carol
اتمنى أن ترجع تكتب بنفس الحماس من جديد لأن فعلا كتاباتك و تعليقاتك كانت عميقة لها ثقل أدبي أفتقده في عالم التدوين

كل سنه و أنت طيب :)
‏قال sherehan84
لا أظن أننا نفتقد التدوين لأنها كانت هواية أو اهتمام .. أظن انه حنين للحظات الصدق مع النفس .. مدوناتنا هي مرآة لنا ولمشاعرنا واحاسيسنا .. نعبر عنها مهما كانت بدون خجل وبدون التفكير مليا :) شكرا على مرورك واهتمامك .. حقيقي سعدت بمرورك عندي بعد كل تلك الفترة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في الذكرى السنوية العاشرة

كفاءة كفاءة

كيف تأتي الأطفال؟