المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٠٨

أن تكون مفكرا

الجهل .. هو ألا تعلم .. أي أنك تجهل شيئا أو أشياء عديدة الجهل المركب .. هو أن تجهل أنك تجهل أما قمة المأساة .. فهي أن تعلم .. وألا تتجاهل أنك تعلم . ما أسعد أن تكون جاهلا .. كم أحسد هؤلاء البسطاء الذين لا يعرفون من أمور الدنيا سوى ما يمس قوت يومهم بطريقة مباشرة .. لا تشغلهم الأحداث السياسة الداخلية أو الخارجية .. لا يعنيهم الشرق الأوسط الجديد أو المؤامرات والأحداث التي تحيف بنا شرقا وغربا وجنوبا .. لا يتابعون بشغف ما يحدث بالسودان والعراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان .. ليس لديهم أية طموحات مادية عنيفة يلهثون وراء تحقيقها ليل نهار دون جدوى .. لا يحللون كل كلمة أو تصرف يطرأ ممن يتعاملون معهم .. ليس لديهم أقساط ومشاكل مع البنوك أو متاعب في تعليم الأبناء .. إلخ . أن تكون مفكرا .. هي جملة لا أعني بها أن تكون أديبا أو عالما أو صحفيا أو أستاذا .. أن تكون مفكرا .. هي جملة أعني بها كل من نجده مهموما بأمور كثيرة .. منها ما يمس جميع تفاصيل حياته التي أصبحت معقدة إلى حد كبير .. ومنها ما لا يمس تفاصيل حياته لكنها تؤرقه .. أن تكون مفكرا .. جملة أعني بها من يحس دائما بأن صدره قد أصبح أضيق من ثقب الإبرة

بعضا من الذنوب

صورة
يتميز حسام دائما بأنه صادق مع نفسه قبل أن يكون صادقا مع الآخرين .. وبرغم أنه إستيقظ مبكرا للغاية إلا أنه لم يتمكن من أداء صلاة الصبح حتى الآن .. فكيف له أن يقف بين يدي الله عز وجل وهو من كان غارقا في الذنوب الكبيرة بالأمس .. إنه يتحرج من رب العزة لأنه يدرك تماما أن الله سبحانه كان مطلعا على ما يفعله .. وبينما هو كذلك إذا بأمه تناديه بصوت عال من المطبخ قائلة: حسام .. لقد حان وقت صلاة الجمعة .. لماذا لم تنزل إلى المسجد حتى الآن؟ فأجابها على الفور: سأنزل لأصلي حالا يا أمي .. حالا . وما أن نزل إلى الشارع .. إذا به يزداد حرجا من نفسه .. لقد خشي أن تكشفه أمه ونزل إلى المسجد على الفور .. وهو من كان منذ لحظات يتحرج من أداء الصلاة أمام الله عز وجل .. أيعقل أن يدخل إلى بيت الله الآن لمجرد ألا تكتشف أمه أنه لن يصلي؟ أسيصلي الآن رياء؟ نعم إنه رياء .. كما أنه لابد وألا يغيب عن أداء تلك الصلاة وإلا كان محل تساؤل جميع جيرانه في الشارع .. وكيف لا وهو المتعلم الجامعي الوحيد بينهم ويشار إليه دائما بالبنان كقدوة للآخرين . دخل المسجد وطال إنتظار الشيخ الذي سيخطب خطبة الجمعة .. إلى أن جاء إليهم من يخبرهم ب

التاج .. ياترى مين وراه؟

كنت أشرت من حوالي سنة في التدوينة دي إن موضوع التيجان ده موضوع غريب وغامض .. وساعتها قلت إن فيه إحتمال إن الحكومة هي اللي بتعمل التيجان دي علشان تشغل المدونين عن إنهم ينشروا أي مواضيع أخرى من نوعية الإتهامات الباطلة إياها بتاعتكوا دي . واللي بيخليني أشك في الموضوع أكتر وأكتر إن فيه تاج جه لكل الناس والظاهر إني أنا الوحيد اللي لسة ما جاوبتوش على حسب كلام العزيزة رانيا .. والتاج ده تحديدا بأحس منه كده إنه إستطلاع للرأي أو جس للنبض .. هو صحيح أنا هأجاوبه هنا في البوست ده .. لكني أحب أنوه إننا بجد جايز نكون بيتم إستدراجنا لمعرفة آراءنا وتوجهاتنا .. ولازم نكون على وعي أكتر من كده .. وهأسحب كلامي ده إذا طلع إن اللي قام بتأليف التاج ده هو مدون زميل .. والحاج إسماعيل طول عمره بيرجع في كلامة .. أما إذا ما ظهرش الشخص ده .. يبقى إحنا تم إستدراجنا يا جدعان . التاج بقى . هل توافق على حزف خانة الديانة من البطاقة الشخصية ؟ أيوة أوافق ما رأيك فى المثليين ؟ رأيي من ناحية إيه بالظبط؟ السؤال كده ناقص هل هى حرية شخصية ؟ فيه نوع منهم بيبقى مخلوق كده .. وفيه نوع تاني بيختار ده بمزاجه .. النوع الأول لا ينط

كان ذلك عندما قرأت

صورة
أخذت قرارا جريئا بأنا تقتحم مكتبة زوجها لتنظفها .. خمس سنوات مرت وهو يمنعها من أن تحرك ورقة واحدة من تلك التلال التي تملأها .. لكن عدد الكتب وحجم الأوراق زاد عن الحد لدرجة تنذر بخطر شديد من وجود الحشرات والقوارض .. كان ولابد أن تنظف تلك المكتبة ولو بالقوة . إستغلت سفره لعدة أيام وبدأت في مهمتها الصعبة .. كانت مهمة غاية في القسوة .. لاحظت أن زوجها على إطلاع واسع بشتى فروع العلم والأدب والدين .. بل إنها وجدت كتبا تتحدث أيضا عن ممارسة الجنس .. ضحكت كثيرا عندما عرفت عنه ذلك .. وبينما هي ترتب وتنظم وتنظف .. وجدت ملفا كبيرا مكتوب عليه: مذكراتي .. تصفحته في فضول سطحي .. وجدت أن الأوراق تحمل تاريخا قديما .. يسبق سنوات زواجهما بكثير .. نظفت الملف بعناية وجلست على الأرض وقد بدأ الفضول يتملكها أكثر وأكثر . وقرأت: السنة الأولى بعد تخرجي من الجامعة .. أكان كل ذلك وهما؟ لقد كنا على إتفاق تام في كل الطباع .. يندر الزمان بأن أجد مثلها في مثل هذا التوافق .. وأنا متأكد أنها لن تجد من يتوافق معها مثلي .. كيف تركتني هكذا عند أول إختبار لحبنا؟ ألم يكن ما بيننا حبا أم وهما؟ أتتركيني هكذا وقلبي ينزف دمعا؟ .