المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٠٩

شيزوفرينيا

لم أعد أندهش كثيرا عندما أسمع أحدهم وهو يتحدث بلهجة عربية بينما أنا أسير في شوارع أية مدينة أوروبية..كما أنني لا أندهش عندما أدخل إلى أحد المطاعم أو الكافيتريات ثم أجد عائلة عربية تجلس إلى إحدى الطاولات..شاهدت الكثيرات من النساء المحجبات في أوروبا وأمريكا وكندا..لكن ما يدهشني هو ذلك الحرج الذي أستشعره في عيون تلك العائلة عندما يرونني كعربي مثلهم أجلس إلى جوارهم..فيسرعون في الرحيل من المكان..ربما لا يستريحون لأنني أفهم ما يقولون..ربما لأنهم لا يريدونني أن أراهم وهم يفعلون شيئا مخالفا لتقاليدنا العربية..حدث ذلك مجددا منذ أيام عندما كنت في إيطاليا..وبعد دقائق من حدوث ذلك المشهد المتكرر..سأم صديقي الذي يصاحبني من نوعية الطعام الغريب الذي يقدمه ذلك المطعم..فأشار علي بأن نغادر المكان إلى مطعم آخر يمتلكه شخص عربي ويقدم مأكولات شرقية..لكنني رفضت..لا أريد أن أتواجد في مكان أغلبه من العرب حيث الصوت العالي والمزاح الثقيل وعدم النظام..لا أريد أن يفهمني أحد  . وأذكر جيدا إحدى الحلقات الشهيرة لأحد المسلسلات التليفزيونية الخليجية كان فيها البطل (وهو من دولة خليجية وله زوجة منتقبة) يقوم بزيارة إحدى ال

إنتصار

صورة
يعتقد مشرف الإنتاج الذي يراقبنا أثناء عملنا بالمصنع أنه يستطيع أن يفعل بنا ما يشاء .. نعلم جميعا نحن العمال أن للبطالة شبحا يهدد الجميع .. ففرص العمل ليست متوفرة بكثرة هذه الأيام .. والجميع هنا يخافون غضب ذلك المشرف وبطشه .. بل ويتحملون إهاناته التي يوزعها بحق أو بدون حق .. إنه رجل غليظ القلب .. يتحكم في جيش من العمال برغم من عددنا الكبير .. كثيرا ما فكرت أن نقوم عليه فنضربه ضربة رجل واحد .. حينها سينكسر وسيحد من بطشه الغير مبرر هذا .. لكنه الخوف الذي يتملك كل واحد فينا هو الذي يجعلنا قلة في عينيه .. وهو يعلم ذلك جيدا . لكنني أنا دون جميع وملائي العاملين أدرك جيدا أنه يخفي وراء سطوته تلك خوفا كبيرا .. فهو ضعيف من داخله .. ويرتدي هذا القناع الفظ ليداري على ضعفه .. لذلك قمت بالثورة عليه .. صحت في وجهه .. تطاولت عليه .. فحدث ما توقعته .. لقد خاف مني وارتدع عن إهاناته المتكررة لي .. لقد إنتصرت عليه .. نعم إنتصرت . خرجت من المصنع رغم أنها لا تزال التاسعة صباحا .. قررت أن أتوجه لإحدى الدوائر الحكومية لأستخرج بطاقة شخصية جديدة .. يقف الجميع وهم يتضرعون إلى ذلك الموظف لكي يوقع على ورقة ما أو ي

العيب في النظام

صورة
هل تذكرون الفيلم الأكثر من رائع "فيلم ثقافي"؟ ذلك الفيلم المبدع الذي كانت كل قصته تدور حول ثلاثة من الشباب الذين يعانون من البطالة وتأخر سن الزواج .. فكانت الوسيلة الوحيدة لتفريغ طاقاتهم الجنسية المكبوتة هي مشاهدة الصور أو الأفلام الإباحية .. كان الفيلم يدور حول حصولهم ذات يوم على فيلم إباحي .. فقضوا يوما كاملا في محاولة مشاهدة هذا الفيلم .. وكانت المشكلة التي تواجههم هي الحصول على جهاز فيديو وجهاز تليفزيون ومكان آمن يشاهدون فيه ذلك الفيلم .. المهم أنهم بعد مفارقات متعددة لم يتمكنوا من مشاهدة الفيلم بسبب عدم توافق نظام العرض بال وسيكام .. ليحمل لنا مشهد النهاية جملة ساحرة على لسان أحد الشخصيات المعبرة وهو ذو إسم موحي جدا "برايز" ليقول: العيب في النظام . تحضرني تلك الجملة وأنا أقرأ للمرة العشرون خبرا مكررا عن غرق مجموعة من الشباب المصريين على سواحل أوروبا .. وبالطبع لا يوجد أي شخص لديه القليل من العقل يقدم على تلك التجربة إلا إذا كان قد بلغ منه اليأس مبلغا عظيما .. فنسبة نجاح هذه المغامرة ضئيلة للغاية .. وحتى إذا كتب لتلك الرحلة النجاح فلن يجد ذلك الناج غير أحط الوظا