المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٤

عن التلاكيك أتحدَّث

صورة
التلاكيك هي كلمة بالعامية المصرية الأصيلة، وهي جمع لكلمة تلكيكة، وهي كلمة مؤنثة كما هو واضح من تاء التأنيث، فكل ما هو يُسبب الضيق في هذه الحياة غالباً ما يكون مؤنثاً كما تعلمون بالضرورة، وإن كان هذا هو ليس موضوعنا الآن. وفعل "التلكيك" هو أن يترك المرء الموضوع الأساسي وينشغل بالفرعيات، أي أن يتغاضى عن المُشكلة الأساسية ويتفرَّع إلى مُشكلة جانبية لن تُسمن ولا تُغني من جوع، وبمعنى أدق: أن يتعمَّد المرء أن يُبرز النقائِص في الشيء مهما بلغتْ تفاهتها وعدم تأثيرها، ويترك الأشياء الكاملة الصحيحة مهما عظُمت قيمتها. ويتم استخدام "التلاكيك" غالباً عندما يترصَّد أحدهم شخصاً ما فيتعمَّد أن "يتلكَّك له" على أي شيء، أي أن يعتبر أي فعل يصدُر من الشخص المرصود هو إعلان عن إبداء العداء نحوه، فلو تحدَّث معه بصوت مُرتفع قليلاً لقال عنه أنه يصرخ فيه، وأنه يُهينه أمام الناس، ولو أنه نسي أن يُلقي عليه السلام لإنشغاله أو لعدم رؤيته بوضوح لقال عنه أنه يتعمَّد تجاهله، ويصل الأمر إلى ذلك المثال السينيمائي الشهير: إنت كمان بتقول صباح الخير؟ وربما كان عصر التلاكيك الذهب