المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٠٩

كفِي تكفي

صورة
بعد يوم عمل طويل ومرهق كما هي أيامه كلها .. خرج الرجل من البناية الضخمة التى تضم شركته متوجها إلى سيارته فى هدوء وهو يحس بالتعب يحل على جسده .. يجلس بجوار سائقه الذى ينطلق به وهو يسأله إن كان سيتوجه إلى البيت؟ يومىء برأسه وهو يبتسم فى وجهه .. يبادره السائق بإبتسامة حانية محدثا نفسه بأنه فى أعماقه يحب هذا الرجل المكافح جداً.. يرى فى أى شخص مثله قوة لا يجدها بنفسه .. يؤكد بداخله أنه يؤمن أن الله خلق الناس طبقات .. ولكن هذا الرجل لا يحب تعليق عنوان طبقته على ياقة قميصه رغم ما وصل إليه من منصب وجاه .. بخلاف أنه يجزل له دوماً العطاء وكأنه مدين له بدين لا يعرفه . وفى إشارة المرور .. وكما هى العادة .. يتمزق قلب الرجل عندما يلمح ذلك الولد يقترب منه ليحاول بيعه بضع أكياس من المناديل .. وكما هى العادة أيضاً ينظر للسائق فيشيح الأخير بوجهه إلى الجهة الأخرى .. إنه لا يريد أن تدرك يساره ما قدمت يمينه .. ولا يريد أن يدرك هو نفسه ماذا يقدم لمثل ذلك الصبى المسكين .. فهو عادة يخرج كل ما فى جيبه ويتمنى فى قرارة نفسه لو كان معه أكثر .. يدرك أن منحة كهذه لمسكين يقابله غالباً مرة فى العمر قد تكون فارقة فى
صورة

الشاطئ

صورة
كنت فخورا جدا وأنا أري أبنائي التوائم وهم يبلون بلاء حسنا في تدريب كرة القدم يوم أمس .. كنت أشاهدهما وأنا في المدرجات المواجهة للملعب .. ثمة رابط خفي بينهما وهما يتبادلان الكرة أو عندما يتحركان بدون كرة .. أشعر بأنهما قد إقتسما فيما بينهما نفس المهارات التي كانت لدي عندما كنت صغيرا . لم أتوقف أبدا عن لعب كرة القدم إلا حينما تزوجت وغادرت مدينتي الساحلية .. أعود بذهني للوراء كثيرا .. أذكر أنني كنت أعود من مدرستي قبل العصر بساعة كاملة .. كنت أقوم بعمل واجباتي المدرسية بسرعة لكي ألحق بأصحابي على الشاطئ المواجه لمنزلنا .. كان هذا الشاطئ لا يفصله عن منزلنا سوى طريق الكورنيش الضيق ذو الحارتين المروريتين فقط .. وكان هناك متجر وحيد أسفل منزلنا يبيع لوازم السباحة والغطس وبعضا من المرطبات .. كان صاحب ذلك المتجر ينتظر نزولنا للعب كل يوم .. فهو يعلم أننا سنشتري من عنده العديد من المشروبات بعد أن يبلغ الظمأ منا مبلغا كبيرا بعد اللعب .. أبتسم عندما أتذكر أنني أنتظر أولادي الآن وأنا أحمل حقيبة صغيرة بها العديد من العصائر .. لقد أحرز أحد أولادي هدفا الآن .. لا أعرف أيهما قد أحرز الهدف .. فالمسافة بعيدة

من قلب البانيو أتحدث

صورة
أذكر أنه في المرات القليلة التي كنت أستحم فيها أيام المراهقة .. كنت خارجا من الحمام واضعا المنشفة فوق شعري (عندما كان لدي شعر) فإذا بأحدى خالاتي أو عماتي تقول لي: عقبال حمام العروسة إن شاء الله .. كانت الجملة ساحرة إلى حد كبير لمراهق في مثل سني حينها .. فقد كانت الجملة موحية جدا لأمور لم أكن أحلم بها في ذلك الوقت .. ولا زلت أحفظ تلك الجملة عن ظهر قلب برغم أنني لم أشاهد بعد حمام العروسة ذلك أبدا حتى يومنا هذا .. هو يعني إيه حمام العروسة صحيح؟ . ينتابني إحساس غريب كلما دخلت إلى الحمام ووقع نظري على الليفة الصفراء الناعمة .. أتذكر تلك الأيام الخوالي عندما كان لدينا في منزلنا القديم ليفة ضخمة خشنة تصلح لأن تكون مبردا للأخشاب .. هذا بخلاف حجر أسود مسنن الأحرف لزوم تنظيف كعوب الأرجل .. وصابونة ماركة نابلسي شاهين عبارة عن مكعب ضخم يصعب التحكم فيه بكلتا اليدين معا .. كل تلك المعدات الثقيلة كانت تدل على أن الإستحمام في تلك العصور الغابرة ما هي إلا حربا ضروسا لها إستعدادات وطقوس وقد تستغرق زمنا طويلا .. وأعتقد أن سبب ذلك هو أن الفترة الزمنية التي كان يقضيها الإنسان المصري حينذاك بدون إستحمام هي

يوميات متزوج الطبعة السادسة

صورة
لا أذكر على وجه التحديد كم كان عدد المرات التي سألتني فيها الحاجة زوجتي: فاكر كان وزنك كام يوم ما اتجوزنا؟ فأجيبها إجابة لا تتغير أبدا: ستين كيلوجرام .. فتستأنف أسئلتها: ودلوقت بقيت كام؟ فأجيبها إجابة تتغير من حين لآخر: تسعين كيلوجرام .. ولأن ناتج إجابة السؤال الثاني دائما تكون أكبر من ناتج إجابة السؤال الأول .. يأتيني تعليقها الذي صرت أحفظه جيدا عن ظهر قلب: علشان تعرف قيمتي .. وزنك زاد بعد الجواز بسببي! وأعتقد أنها تقصد أنني كنت في حالة مزرية قبل الزواج شكلا وموضوعا ثم إبتسمت لي الدنيا عندما تزوجت فأشرفت زوجتي على علافتي وتسميني إلى أن أصبحت واضح الملامح والكينونة والتضاريس . وفي نفس السياق .. أذكر أنه قال لي أحدهم ذات يوم أن المتزوجين غالبا يكونون أكثر وزنا من العزاب (جمع أعزب يعني) بسبب الراحة النفسية التي يحصلون عليها بعد الزواج .. عبيط ده وألا إيه؟ أظنه كان كذلك .. عموما أنا أعرف مقولة إنجليزية تقول: إن من أسباب أن المتزوجين هم الأكثر وزنا من العزاب أن الأعزب عندما يدخل إلى منزله فهو يذهب إلى الثلاجة وينظر ماذا بداخلها ثم يخلد إلى سريره .. أما المتزوج إذا دخل إلى منزله فهو يذهب إ