المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٠

المجتمع المصري الحديث أوي

كان الموضوع السابق عن أبو الليف صادما للقراء إلى حد ما .. ولم تفلح المقدمة التي بدأت بها المقال في أن تقلل من عدد المختلفين معي في الرأي .. وإن كان الخلاف في حد ذاته أمرا محمودا يثري العقل والفكر .. ولا يفسد في النهاية الود فيما بيننا المهم أن التعليقات التي إختلف أصحابها معي في الرأي كانت بمثابة الدافع الذي يجعلني أكتب الآن هذا الموضوع .. والذي أعلم أنه سيصدم الكثيرين مجددا سأل البعض عبر تعليقاتهم سؤالا قالوا فيه: هل الفن هو الذي هبط في مستواه ويجذب المجتمع معه نحو الأسفل؟ أم أن المجتمع هو الذي هبط مستواه بالفعل وما الفن إلا إنعكاس طبيعي له فلذلك يبدو هابطا؟ إذا من هذا السؤال نبدأ موضوعنا .. وهو عن المجتمع المصري .. فموضوعي السابق عن أبو الليف كان يتبنى بطريقة غير مباشرة فكرة تدهور المجتمع وبالتالي فإن أبو الليف ما هو إلا مرآة تعكس حالة المجتمع ومشاكله وتحدياته بل ولغته الجديدة التي يستخدمها الغالبية الآن .. ولأوضح هذه الفكرة أكثر دعوني أطرح عليكم بعض الأسئلة ذات الإجابات المعروفة مسبقا ولا يختلف عليها أحد لنرى ما هو الدليل على صحة وجهة نظري تلك والتي تتحدث عن هبوط مستوى المجتمع ما هي

أبو الليف

صورة
مقدمة لابد منها: كي لا يسئ أحدكم الظن بي .. أريد أن أقول أن كاتب هذه السطور يعد متذوقا للموسيقى والأغاني .. أتأثر بالكلمة التي تدخل القلب وكذلك اللحن الذي يمس الروح .. كما يسعدني أن أصرح بسر لا يعرفه الكثيرون عني وهو أنني كنت هاويا لعزف الموسيقى لفترة لسيت بالقصيرة .. بل إنني كنت دارسا للموسيقى بشكل أكاديمي أيضا في فترة من فترات حياتي .. صحيح أنني نسيت كل ذلك الآن لكن لهذا حديث آخر المهم .. كانت تلك المقدمة ضرورية لدرء شبهة حب الإسفاف والأغاني الهابطة وخلافة وخصوصا أن عنوان البوست من الواضح أنه يشير إلى الألبوم الغنائي الجديد لنادر أبو الليف والذي بلغت شهرته الآفاق الآن في الحقيقة أنني لا أرى أن أبا الليف مسفا أو هابطا على الإطلاق .. بل إنني أشعر تماما بأنه الإنعكاس الحقيقي للمجتمع الحالي في فترة مصيرية بلغت التحديات فيها أقصى مدى ممكن .. وهو ما ظهر في كلمات مؤلف كلمات الأغاني أيمن بهجت قمر فإذا تأملنا قليلا أغاني أبو الليف سنكتشف أنه لم يتحدث في أغانيه مثلا عن الرموش والشفايف والعيون .. بل تحدث عن تكاليف الزواج والشقق والأثاث وتحكمات الحمو والحماة .. عن معاناة الشباب في البحث عن لقمة

إنت لسه صاحي؟

إنت لسه صاحي؟ كانت تلك هي العبارة التي قالها لي صديقي الأجنبي عندما كنا نتحدث عن الأمل الذي تجدد مؤخرا في الساحة السياسية المصرية قالها لي ببساطة هكذا: إنت لسه صاحي؟ ربما لم تكن الترجمة غير دقيقة ربما أنا من أحسست أنه يسخر مني ربما لم يكن يقصدني أنا شخصيا بالتحديد وكان يخاطبني كمندوب عن شعب مصر لكنني لست مندوبا عن شعب مصر لا أدري من هو المندوب عن شعب مصر؟ لما يحب حد يخاطب الشعب المصري .. يتكلم مع مين؟ جملة أذكرها جيدا عندما رأيت فيلم ''وا إسلاماه'' والمنقول عن قصة حقيقية من تأليف علي أحمد باكثير .. الجملة قالها رسول المغول عندما حضر إلى مصر طالبا من شعبها الإستسلام دون مقاومة أو حرب .. وكانت ملكة مصر حينها ''شجرة الدر'' قد قتلت للتو هي ومن قبلها قطبي السياسة المصرية حينذاك: أقطاي وعز الدين أيبك لا أدري هل يتجه المشهد السياسي الحالي نحو ذلك المشهد أو تلك اللقطة التي تذكرتها من ذلك الفيلم؟ لا أدري .. يبدو أنني أهذي إنت لسه صاحي؟ عندما كرر صديقي الأجنبي تلك العبارة مرة أخرى كان قد إختلط علي الأمر .. فربما كان ذلك سؤالا يحتاج مني إلى إجابة .. ربما