المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٠

اللقاء الثاني

صورة
في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وربما في أوائل التسعينيات .. لا أذكر على وجه التحديد .. عندما كان الشعب المصري كله يلتف حول شاشات التليفزيون في السابعة والربع مساء كل يوم ليشاهد الجميع معاً حلقات "المسلسل العربي" كما كانوا ينعتونه آنذاك .. أذكر مسلسلاً جميلاً يدعى "اللقاء الثاني" قام ببطولته محمود يس وبوسي .. كان المسلسل عبارة عن حلقات منفصلة غير مسلسلة .. لكنها كانت جميعاً تدور حول فكرة رئيسية واحدة وهي: اللقاء الثاني بعد غياب طويل .. بعد زمن طويل من اللقاء الأول . كانت إحدى الحلقات تتحدث عن حبيبين عاشقين حالمين .. كان العاشق شاعراً .. وكانت الحبيبة هي ملهمته في كل وقت .. كانت من يجعله يسرد أحلى وأرق الأشعار .. وكانت تتذوق تلك الأشعار وتشجعه على أن يبدع أكثر .. لكن الظروف المادية للحبيب - والذي كان مكلفاً بالإنفاق والتجهيز لزواج أخواته البنات - حالت دون أن يتوج ذلك الحب بالزواج .. لتتزوج الحبيبة من العريس الجاهز .. بينما يظل الحبيب أعزباً طيلة حياته . تمر السنين وتترمل تلك الحبيبة بعد أن يتزوج أولادها ويرحلون بعيداً عنها .. فيعلم الحبيب القديم بذلك الأمر عن ط

روشتة علاج

صورة
كان ذلك منذ أعوام عديدة حينما كانت مهمته المحددة له في الشركة التي إنضم إليها حديثا هي أن يعيد هيكلة تلك الشركة التي كانت تعد إحدى الشركات المتعثرة في إحدى الدول العربية .. يومها سألوه بتلقائية شديدة: ما هو أول شيء ستفعله فور تولي مهمتك؟ أجاب على الفور: أول شيء سأقوم بعمله فورا هو ألا أفعل شيئا .. فقالوا: ألن تقوم بفصل بعض المديرين والموظفين ثم تأتي أنت برجالك وأهل ثقتك؟ فأجاب: كلا .. لن أفعل ذلك الآن . كانت تلك هي الإجابة المفاجئة المباغتة التي لم يفهمها الجميع آنذاك .. لكنه أردف في شرح ما قاله موضحا: من أدراكم أن تعثر الشركة قد يعود سببه إلى المديرين أو الموظفين الموجودين حاليا؟ ربما كان ذلك صحيحا وربما لا .. دعوني أراقب خطوات سير العمل في كل مراحلة لفترة ما حتى أستطيع أن أضع يدي على أوجه الخلل .. فربما كان مصدر الخلل أمرا بعيدا جدا عن مخيلتنا جميعا .. ربما كان من التسويق .. ربما كان من الإنتاج .. ربما كان من الجودة .. ربما كان من إختلاف متطلبات العملاء .. ربما هو عيب في الماكينات .. ربما توجد سرقات .. وربما وربما .. دعونا نستكشف الأمور بتأني فربما كان جميع الموظفين رائعين بالفعل لكن

كأس أفريقيا 2012

صورة
الفرحة .. أخيرا عشنا لحظات من الفرحة .. ذلك الشعور الذي نشعر بذروة حلاوته لسبب بسيط: أن أحزاننا وانكساراتنا كثيرة ومتنوعة ومتتالية .. لذلك فإنه عندما يحدث ما يفرحنا فإننا نقتنص اللحظة ونعتصرها عصرا .. نعيشها بكل جنون ولأقصى حد .. وكأننا جميعا نتفق – دون أن نصرح لبعضنا بذلك – على أن تلك اللحظة المفرحة قصيرة ومؤقتة .. وأنها مهما طالت فإنه سيعقبها لحظات أخرى محزنة .. المهم .. دعوني أعتصر اللحظة وأعيشها أنا أيضا .. فمبروك لمصر على هذا الإنجاز الغير مسبوق .. والذي منحنا أخيرا لحظات من الفخر والسعادة حتى لو مؤقتا .. فقد كنت أحتاج أن أشعر أولادي بأنه ما زال هناك ما يميزنا ويضعنا على خريطة العالم .. كنت أريد أن أثبت لهم أنه يوجد شيء ما نتفوق فيه ويجعل اسم بلادنا يتردد في المحافل العالمية وأننا لسنا بدولة نكرة تماما .. حتى لو كان هذا الشيء الذي تفوقنا فيه هو لعبة كرة القدم .. وحتى لو كانت البطولة اقليمية .. لا يهم المهم الآن أنني أريد أن أطرح على الجميع سؤالا مهما .. ماذا نحن فاعلون في البطولة القادمة بعد عامين من الآن؟ هل فكر أحد ما في ذلك الأمر؟ هل سنخطط لنستمر على القمة فنحصل على الكأس للمر