المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٠

يقظة

صورة
ربما يكون حديثي اليوم عن شيء يبدو غريبا للبعض .. لكنني متأكد من حدوثه للكثيرين .. هذا الشيء الغريب هو أنني أتذكر بين الحين والآخر عدة لقطات عبر ذاكرتي الشبحية التي مر على أحداثها أعواماً طويلة .. قد تتسائلون لماذا أسافر بذاكرتي بعيدا هكذا؟ لكنني في الحقيقة لا أجهٍد نفسي عبر تلك الرحلة الزمنية داخل تلافيف عقلي وذاكرتي كما تظنون .. بل إنه الحاضر وأحداثه اللذان يفرضان علينا استدعاء الماضي البعيد .. إما للمقارنة أو للسلوى .. حيث تظل الذكريات الجميلة دائما هي التي تؤنسنا .. وتظل دوماً أفضل من حاضرنا الذي نَعيشه مما أذكره الآن أنني شاهدت ذات يوم حلقة من مسلسل لا أذكر اسمه الآن .. كان ذلك منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان .. لكن اللقطة التي علقت بذاكرتي هي عبارة عن حوار بين اثنين من الممثلين .. كان أحدهما يقول للآخر أنه لم يستطيع أن ينام طوال الليل وظل هكذا متيقظا حتى الصباح! أذكر في تلك اللقطة أيضا أن ذلك الممثل الذي لم ينم كان مرتديا ملابس الخروج مما يدل على أنه لم يرتدي ملابس النوم .. وهو ما أكد لي على صغر سني حينها أنه لم ينم بالفعل أذكر أنني قد أصابتني دهشة كبيرة حينها من فكرة ألا ينام

نوستاليجا 2

تحدثنا في الموضوع السابق عن تعريف النوستاليجا وقلنا أنها الحنين إلى الماضي .. وتحدثنا أيضا عن الخطورة التي تحدق بتكوين شخصية الجيل الحالي من الأبناء وذلك لأنهم لم ينشأوا وهم يحملون الذكريات والمكونات التي كانت تميز جيلنا نحن من المصريين ومن سبقونا .. وهو ما سيؤدي إلى طمس الهوية المصرية المميزة بعد حين .. وقلت أن ذلك هو ما يجعلني أجمع أبنائي من حولي بين حين وآخر لأشرح لهم مكونات حياتنا عندما كنت صغيرا .. وهو ما سيرونه بعد ذلك بوضوح إذا ما تابعوا الأفلام والمسرحيات القديمة أيضا أسرح بخيالي إلى الماضي البعيد واستعيد ذكريات الطفولة الجميلة .. أتذكر الآن كيف كنا نلعب وماذا كنا نلعب .. لم تكن لدينا ألعابا بالمعنى المفهوم حاليا .. بل كنا نحن من يخترع ألعابه .. وكانت أغلب الألعاب تعتمد على المكونات الطبيعية بخلاف أنها كانت تعتمد على عنصر الحركة إلى حد كبير .. فلم يكن هناك في ذلك الزمان بلاي ستيشن ولا فيديو جيم ولا أتاري .. أتاري قلت لهم لقد كنا نحن الذكور نعشق في المقام الأول لعبة كرة القدم .. وقد كنا نمارسها في الشوارع والأزقّة والحارات .. كنا نحدد المرمى بقطعتين من الحجاره لا أكثر ولا أقل

نوستاليجا 1

أسمعك عزيزي القارئ وأنت تتساءل: ما هذا العنوان الغريب؟ لا تقلق يا عزيزي فكلمة نوستاليجا ليست من أنواع الشتائم أوالسباب .. كما أنها ليست تعويذة سحرية قد تصيب قارئها بلعنة الوقوف في طابور الخبز وعندما يصل إلى البائع يكون الخبز قد نفد بسبب انقطاع المدد من القمح الروسي .. وإنما كلمة نوستاليجا هي تعني الحنين إلى الماضي .. وهو الشيء الوحيد الذي نفخر به ونعتز بأنه كان لدينا يوما ما .. أما الآن فنحن لا حاضر لنا ولا مستقبل .. وإيش ياخد الريح من البلاط .. وربنا يستر وكنت قد بدأت التلميح عن تلك النوستاليجا عندما كتبت موضوعا بعنوان ''عندما كنا جميعا واحد'' والذي وضحت فيه أن جميع أفراد الشعب في الماضي كانت لديهم ثقافة موحدة .. آه والله كنا مثقفين زمان .. لكن الذي يجعلني أتحدث في نفس الموضوع مرة أخرى هو قلقي على أولادي وأولادنا جميعا بسبب عدم وضوح هويتهم المصرية مثلنا نحن الكبار .. فأنا لا أرى أية ملامح واضحة تميز الجيل الجديد من المصريين مثلما تميز جيلنا والأجيال التي سبقتنا .. فقد كانت لنا صفات محددة وأمور مميزة تجعل الآخرون يتعرفون علينا من خلالها حتى ولو لم نصرح بجنسيتنا المصري