تبا لتلك الشهرة

أعلم أنني لن أتزوجها .. وهي تعلم ذلك أيضا .. لكنني لم أكن أستطيع أن أحيا بدونها يوما واحدا .. بل ساعة واحدة .. فقد كانت بالنسبة لي هي كل الدنيا .. كانت لي هي كل الأشياء .. لا زلت أذكر أنها كانت السبب الرئيسي فيما وصلت إليه الآن .. لكنني إفتقدتها بعد أن أوصلتني إلى القمة .. يجول كل ذلك بخاطري وأنا أعلم أن المذيع التليفزيوني ينتظرني كي أجيبه على سؤاله الأخير .. أبتسم إبتسامة دون روح .. أجيبه بنفس الإجابة الكاذبة التي أمقتها .. نفس الإجابة التي التي طالما كررتها في كل مقابلاتي التليفزيونية .. نفس الإجابة التي زادت من شهرتي أكثر وأكثر كشاعر كبير: إنها زوجتي الحبيبة .. ملهمتي في كل وقت وفي كل أوان . يروق للناس دوما أن يروا الإنسان الناجح مستقرا في حياته الأسرية .. يعشقون رؤيته في صورة المحب لزوجته المستقر في بيته .. يشيدون به ويلتفون حوله أكثر إذا ما رأوه كذلك .. لذلك كان لزاما علي أن أكذب .. لكن كل ذلك لا يعنيني .. ما يعنيني الآن هو أنني لا أستطيع أن أتقابل مع حبيبتي في الأماكن العامة بعد أن أصبحت مشهورا . يجول طيفها في خيالي وأنا أتهيأ للرحيل من مبنى التليفزيون .. كانت تقرأ أشعاري وتعجب ...