غائب عن الوعي

لحظات طويلة تمر وهو يشعر بأنه غير قادر على فتح عينيه .. يحاول أن يرفع جفنيه فيشعر بأنهما أثقل من جبل.. يعود للغوص في دنيا رمادية اللون ويرى الحلم من خلال شاشة عرض سينمائية كبيرة تقترب وتبتعد عن عينيه .. يعاوده الألم فيطلق آهات صغيرة تجعله يبتعد عن حلمه ويتلمس ما حوله فلا يجد غير ملمس الفراش الذي يرقد عليه . تعلو آهاته وتمتماته وهو يضع يديه على موطن الألم منه بلا شعور .. تمسك الممرضة يديه برفق وتزيحها جانباً بينما طبيبه يسجل موعد بدء إفاقته من العملية الجراحية ويعلق الأوراق على الفراش ملقياً للمرضة بالتعليمات الأخيرة . سمية .. سمية .. قالها بصوت واهن ولكنه وصل لسمع الطبيب الشاب الذي إبتسم وإقترب من مريضه وقال: الحمد لله على سلامتك .. لم يجب المريض وظل متأوهاً في ضعف ظاهر . غادر الطبيب الشاب الحجرة ليجد امرأة جميلة تقف ببابها محمرة العينين تعلو وجهها أمارات التوتر والقلق.. فسألها : هل أنت زوجته؟ أجابت بنعم وقد تعلقت عيناها بشفتيه في إنتظار كل كلمة لتطمئن .. فأردف وقال لها: إطمئني سيدة سمية .. إن زوجك بخير . إتسعت عيناها .. فربت الطبيب على كتفها وأكد لها أن زوجها يفيق الآن من التخدير وأن...