متى يأتي الغد؟
كان أبي يعتقد بأن العصر الذي عاش فيه شبابه في فترة الستينيات من القرن الماضي هو أسوأ العصور على الإطلاق .. قال لي أبي ذات يوم: ما أسوأ أن يكون الشعب أسيرا في وطنه .. غريبا على أرضه .. سجينا في صدره .. لكن أبي كان دائما يحلم بغد أفضل سيأتي فيما بعد . أدركت أن أبي قد غير من قناعاته تلك حينما حانت لحظة المواجهة بيننا منذ سنوات .. إنها تلك اللحظة التي أخبرته فيها بأنني قد قررت الرحيل .. فقد قال لي يومها: أرى أن الرحيل أفضل .. فلا تعد يا بني .. وقد آلمني ذلك كثيرا . يخبرني إبني بأنه قد قرر أن يعيش في إحدى الدول الغربية بعد سنوات قليلة .. يريد أن يسافر للدراسة ثم العمل والتجنس والحياة هناك .. لقد أدرك إبني بسرعة غريبة أن الغد الذي كان ينتظره أبي قد لا يأتي . على الهامش . منذ أيام كنت أسعى بين الصفا والمروة .. لمحت في الجهة المقابلة أن هناك رجل يسعى أيضا وهو يحوط به العديد من رجال الأمن .. وعندما إقترب مني ذلك الموكب إذا بي أتفاجأ بأنني أعرف هذا الرجل .. فهو أحد وزراء البترول والطاقة في عالمنا العربي .. أحد من باعوا البترول والغاز إلى الشقيقة إسرائيل .. إلتقت عيناي بعيون ذلك الرجل .. أعلم أن ...