أنص وأم التيتي
من بين ثقافات العالم أجمع .. نتميز نحن المصريين (أو المصريون مش عارف أيهما الأصح) أنه إذا ذكر أحدهم شيئا ما قد لا يصدقه عقل أو قد يكون مستبعد الحدوث كتخفيض الضرائب عن كاهل المواطنين مثلا .. فإنك لابد وأن ترد عليه قائلا: ده عند أنص .. وفي رواية أخرى عند هنص . لم أنجح حتى الآن في معرفة من هو ''أنص'' هذا أبدا .. ذلك الكائن الغريب العجيب الذي إتفق المصريون على أنه الوحيد الذي تتجمع عنده غرائب الأمور والمستحيل من الحدوث .. كما أنني لم أتمكن من تحديد عمره ومكانه .. لكن من الواضح والأكيد أنه كان ذكرا . يتغير الزمان وتتبدل الأجيال وأتفاجأ الآن بأن أنص أو هنص هذا قد تضاءل دوره إلى حد مخجل .. وتربعت مكانه على ذلك العرش شخصية أنثوية أخرى هي أم التيتي .. فإذا قلت لأحدهم مثلا أنه من المؤكد أن تغيير وزير ما بات وشيكا نظرا لأدائه المتدني بوضوح .. يجيبني المستمع قائلا: آه .. ده عند أم التيتي . وفي الحقيقة أنا لا يشغلني أبدا أن تكون أحلامي عن نهضة مصر من جديد هي أحلام مشروعة أم أنها ضربا من ضروب الخيال .. لكن ما يحزنني أن تغادر تلك الأحلام من عند أنص لتسيطر عليها أم التيتي .. فالرجولة و...