رقصة سلو
لم يكن هذا هو أول حفل زفاف يحضره في حياته .. وكذلك هي أيضا .. فما أكثر الحفلات المماثلة التي حضرها كل منهما سواء في إطار إحتفالات العائلة أو مع الأصدقاء برغم قلة عدد أصدقاء كل منهما
كانا يحفظان عن ظهر قلب جميع فقرات حفلات الزفاف .. فأغلب الفقرات محفوظة ومعادة ومكررة لكن رغم ذلك لا يسئم أي عروسين من أن يكررا نفس الفقرات والحركات والطقوس .. إنها تفاصيل ليلة العمر التي يعرفها الجميع مسبقا ورأوها مرارا وتكرارا .. لكن كل ذلك لا يعني أن الجميع لا يتمنون ان يعيشوا تلك الحظات بأنفسهم .. بل يحلم الجميع أن يكونوا هم أبطال تلك اللقطات
كان يعلم أن الفقرة التالية هي رقصة ''سلو'' على أنغام موسيقى هادئة حالمة .. لا تخرج موسيقى تلك الرقصة عن عدد محدود من الأغاني الهادئة الرقيقة التي تحلق بك في سماء الحب الرقيق والمشاعر المرهفة
وكانت تنتظر هي الأخرى تلك الرقصة بفارغ الصبر
أظلمت أضواء القاعة عدا ضوء خافت بسيط بينما سار العروسان بثبات نحو منتصف القاعة .. لم يخطئا طريقهما في الظلام أبدا
كان حلمه هو أن يمسك بيديها الرقيقة ويتمتع بتلك القشعريرة التي ستسري في بدنه كله بمجرد أن يلمس يد حبيبته .. كان ينتظر اللحظة التي يحيط فيها خصرها بيديه .. كيف سيكون ملمس خصرها يا ترى؟
كانت هي الأخرى تنتظر كل ذلك أيضا .. فقد كان زواجهما من المستحيلات التي قلما تتحقق في هذا الزمان .. أحست بلسمات يديه الحانية وكأنه يقول لها: أحبك .. أحبك حبا لم يعرفه أحد غيري .. نعم كانت يديه تبدو وكأنها تتحدث
خفتت الإضاءة أكثر وأصبحت رؤية العروسين شبه معدومة .. اقترب منها أكثر .. التصق بجسدها أكثر .. احتضنته بشده عندما لامست جسده لأول مرة .. وصارا يتحركان معا كجسد واحد برشاقة غريبة رغم الظلام شبه الدامس .. وفجأة .. أمسك كل منهما بوجه الآخر وذابا في قبلة عنيفة وطويله .. قبلة تعبر عن اشتياقهما الرهيب لبعضهما البعض
أضاءت الأضواء فجأة .. فرآهم الجميع في لحظة حب جارفة .. صمت الجميع للحظات وهم يشاهدون (ربما لأول مرة) كيف تكون القبلات عندما يكون دافعها القلب والحب .. ثم عجت القاعة بالتصفيق الحاد .. فابتعدت شفاهما عن بعضهما واستدارا ليحاولا العودة إلى مكان جلوسهما مجددا
عندما عاتبهما أحدهم على تلك القبلة الساخنة أثناء الظلام والتي رآها المدعوون بوضوح عندما أضيئت الأنوار .. لم يكن يدرك كلاهما أن الإضاءة مطفأه .. فقد كانا يعبران عن شوقهما لبعضهما البعض دون أن يعيرا أي إهتمام لوجود كل ذلك الحضور .. لم يكن يحس أي منهما سوى بحبيبه فقط
فقد كان العروسان ضريرين
تعليقات
تسلم الأيادى
بس ممكن برضة المفتحين يحصل معاهم نفس الأحساس
شكرا للقصة الجميلة
"ياريتنى كنت أعمى ، أتنفسك باللمس "
بس حلوه
واسلوبك معبر جدا يامراكبي
وفقك الله
اسلوبك جميل
ونهاية غير متوقعة
تحياتي
لا يحتوى إلا على الحبيب
تحياتى
اضاء الحب قلبيهما اكيد
تحياتي للسرد الممتع والاحساس الجميل
ولو ملقتهاش كنت ستغرب زي اللي يقول لمراتة بحبك بعد انقطاع رع قرن زواج :)
دمت بخير
هي دي الحكاية بمنتهى البساطة وبمنتهى العمق
سرد مبدع وممتع
جدا غير متوقعه علي الاطلاق ... النوت مؤثر ومشوق ....
يا دكتور احمد
المراكبى فعلااااا زى ما قولتله مرة
ملك النهايات
انا باجى عنده ازبهل و احاول اتعلم و اغش ازاااااى بينهى القصص بتاعته بالقوة دى
بت خيخة و أى كلام برضو نهاية بوستاتها قوية
و د.ستيتة
كام حد كدا عنده المهارة دى و بحاول اتعلمها لأنها من وجهة نظرى بتدى قوة لأى بنيان أدبى
يعنى انا لما اقرى قصيدة ..يهمنى آخرها يكون أقوى شىء فيها .زمعرفش ليه
بس الختام لازم يكون كدا
صادم بشكل جميل و مؤثر
مش هقول للمراكبى تسلم إيده و افكاره و تعبيراته و نهاياته
هوه عارف انى بقولها دايما
بقلبى و من غير كلام
تحياتى يا نبع الحكمة
و سلامى لحكومة و العيااال
ولا أقصد بها القسوة.. إنما القوة التى يتمتع بها فى شىء ما فاقت قدرة غيره من معافى البدن وليس بالضرورة معافى الروح والقلب
قد تكون ميزة روحانية حسية وهى نفسها ما أخذتهما فى عالم آخر فلم يستشعرا مَن حولهما وهما من اعتادا الاحساس بالمراقبة طوال الوقت
الامر يشبه قوة السحر التى تواصلت حين تلامست أيديهما فأصدرت طاقة خيالية سحرتهما الى فراشتين تدورا حول زهور الربيع
تمنيتهما بطلي واقع تغمرنى من أجلهما السعادة
تدوينة بديعة :)
كتير من المبصرين ما بيكنش عندهم جموح المشاعر دي الله عليك بجد
فى بحر العواطف والمشاعر الفياضة الرقيقة ...وامتدت بى الحالة الى شعور انسانى رائع
رائع يامراكبى
.
.
.
طب مش كان احسن لما يروحوا بيتهم بدل الفضايح دي..تلاقي الكليب ده بكره على الموبيلات واليوتيوب..!
اخوك
محمود المصرى
وبعدين ما انت بتتكلم فى الحب اهو امال عمال تقول متتجوزوش ع الفيس ليه حتخلى بطيخ يطفش قبل ما يتدبس ههههههههههه
بس الإن دى مكنتش في بالي خااااااااااااالص تكون النهاية دى
بس بجد تحفة شوقنى لرقصة سلو
قصة جميلة ونهاية أجمل ...خالص تحياتي
اذيك ياباشمهندس
وألف مبروك على الموقع ودايماً كده يارب نسمع عنك كل خير
عجبني على فكرة موضوع مقهى حنكش وحسيت بالموضوع لإني مريت به من قبل مع مقهى في مصر القديمة عند جامع عمر
المهم عجبتني جملة عبقرية المكان وافتكرت عمنا جمال حمدان رحمة اله عليه
أما رقصة سلو
بالطبع رائعة وكنت أثناء قراءتي تتوالد لي بعض علامات الإستفهام ولكن ما أن إنتهى التدوينة بخاتمتها الجميلة تلاشت كل علامات الاستفهام
وقلت طبعا ده شغل مهندسين ازاي يغيب عليا
تحياتي
حسن أرابيسك
على فكرة .. فى خبر كويس
أنا رجعت للتدوين النهاردة
تسلم