أمل

لم يكن المنزل الذي تربى فيه صديقي وهو صغير إلا مكان يستخدمه هو وإخوته كمخزن للأثاث الزائد عن حاجاتهم .. وهو لم يكن يذهب إلى ذلك المنزل إلا على فترات متباعدة جدا .. إلى أن كان ذلك اليوم الذي ذهب فيه إلى المنزل لكي يودع بعضا من الأثاث الزائد .. وقبل أن يصعد إلى المنزل وجد حافلة مدرسية تقترب منه.. يا للعجب .. إنها حافلة تتبع نفس المدرسة التي كان فيها وهو صغير .. إنها صدفة شديدة الغرابة .. لكنها منحته الكثير من الذكريات . كان ذلك منذ زمن بعيد عندما تعلق قلبه بالفتاة التي تقطن ذلك المنزل الكائن بآخر الشارع الذي يسكن هو فيه .. كانت تجلس معه على نفس المقعد في المدرسة .. لكنه لم يكن يكتفي بذلك .. فقد كان لا يشبع من صحبتها أبدا .. كان عندما يصعد إلى حافلة المدرسة .. يجلس في المقعد الواسع خلف السائق ولا يسمح لأحد أبدا أن يجلس بجواره إلى أن تأتي فتاته لتجلس بجواره .. كان حبا بريئا وخجولا .. فقد كانت بكرا في مشاعرها .. حالمة في نظراتها .. خجولة في ردود أفعالها .. وهو لم يكن قد نال الزمان من صفائه بعد .. كانت أياما رقيقة وهادئة . أغلق باب سيارته وهرول مسرعا وتوقف أمام الحافلة .. توجه إلى سائقها و...