الحياة بدون كاتشاب

عن مصر .. من وحي ما قبل الرحيل المنظر .. ليل خارجي .. بعد منتصف الليل بساعة كاملة .. أقود سيارتي وأنا صامت متجها إلى منزلي بعد أن قمنا بزيارة لأحد الأقارب .. يصيح أطفالي الواحد تلو الآخر معلنين أنهم جوعى ويريدون أن أشتري لهم بعضا من الشطائر من أحد مطاعم الوجبات السريعة .. أشفق على زوجتي من أن تعد طعاما للعشاء عند عودتنا إلى المنزل وهي متعبة ومنهكة .. أعرج على أول مطعم يبيع الوجبات السريعة .. يقدم المطعم خدمة التيك أواي وأنا جالس في السيارة . طلبت الطعام و دفعت المبلغ المطلوب .. أجلس داخل سيارتي منتظرا الطعام الذي يتم إعداده .. أذكر نفسي بأن أطلب مزيدا من الكاتشاب .. لا يستطيع اطفالي تناول الطعام بدونه .. وربما أنا أيضا .. لا أدري كيف كانت الحياة قبل أن يخترع شخص ما هذا الكاتشاب .. لا يمكننا الآن تناول البطاطس المقلية أو أية شطائر بدونه . يقطع تفكيري صوت نقرات خفيفة على زجاج السيارة المجاور لي .. أفتح النافذة .. إنها فتاة صغيرة تبيع المناديل الورقية .. يخيل إليك من هيئتها المبدئية أنها قد تحولت إلى أنثى ناضجة منذ لحظات قليلة .. لا يمكن ألا تلحظ عيناك صدرها ذاك الذي يتحرك بحرية من تحت م...