إحتراف الصمت
التدوين .. لا أعلم على وجه التحديد من هو الذي اخترع تلك الكلمة وأطلقها على ما نفعله هنا وهناك على صفحات مواقع الإستضافة المتعددة .. كان ذلك منذ 4 سنوات على ما أذكر .. لكنني متأكد من أن كلمة "المدونون أو المدونين" قد صاحبها حينذاك إيحاء ما بأن محرروا تلك الصفحات هم من يدونون الأحداث المختلفة بغرض التوثيق أولا .. والكشف عن الممارسات الخاطئة ثانيا .. كان فعل التدوين مغرياً للكثيرين حيث شعروا بأنهم كمن يؤرخ لتاريخنا المعاصر يوما بيوم وساعة بساعة .. كانت انطلاقة التدوين بمثابة حفظ للذاكرة التي فاضت من كثرة الأحداث المتلاحقة . أعلم أن التدوين اتخذ أشكالا متعددة بعد ذلك .. فمنا من يكتب القصص ..ومنا من يقرض الشعر .. ومنا من يتبنى قضية مجتمعية ما على طول الخط .. ومنا من كان ساخرا أو فكاهي النزعة و منا من ينفس عن نفسه و يكتب أي كلام وخلاص ولكني سأبدأ الحديث عن المدونين الذين يعملون على توثيق الأحداث وتثبيت ذاكرة الأمة . لقد أصبحت المدونات اليوم مثل برامج التوك شو .. فما أن يحدث حدث ما إلا وتبارت أغلب المدونات في الحديث عنه.. كل يراها ويطرحها ويدافع عنها أو يهاجمها بناءاً على وجهة نظره....