2013



 
 

لنبدأ أولاً بتنهيدة طويلة، رُبما تكون زفرة أسى أو ضيق، أو حتى مُحاولة لإستعادة الأمل، فلنقل إنها تنهيدة لإستعادة الأمل من باب الإسترشاد بالمقولة التي تتردد وتقول: تفاءلوا بالخير تجدوه .. أديني تفاءلت أهو .. لما نشوف!
أفتح صفحات الفيس بوك صباح اليوم وأبتسم عندما أجد أحد الأصدقاء يقول: إلى كل هؤلاء الذين لا يتشائمون من الرقم 13 .. كيف حالكم الآن وبم تشعرون؟ أعلم جيداً أنه لا طَيْر ولا طِيَرة في الدين، أي لا تتشائموا من أي شيء، وأنا لا أتشائم من الرقم 13 ولا من العام 2013، ولكن هذا لا ينفي أنه كان من أصعب الأعوام التي مرت بنا على المستوى العام، وكذلك بالنسبة لي على المستوى العملي، ولكن كل ذلك لا يهم، المهم ألا يكون القادم أسوأ .. ربنا يُستر J
يقولون في الأدبيات المصرية أن الليلة السوداء بتبان من العصرية، وهو تماماً ما حدث حينما بدأت ارهاصات العام الجديد تلوح في الأُفُق منذ شهر أكتوبر 2012 حيث توالت الأخبار العجيبة والمُفاجئة على كافة الأصعدة العملية من حولي، التفاصيل كثيرة ومُملة ولا يتسع المقام لذكرها هُنا، لكنني حينها كنت مُندهشاً مما يحدث وأصابتني حالة من عدم اليقين في شكل المُستقبل: هل ستنقلب الأمور رأساُ على عقب حقاً؟ أم أن ما يحدث هو مجرد سحابة صيف ستمر سريعاُ ثم يعود كل شيء إلى ما كان عليه؟ ما حدث بالفعل هو لا هذا ولا ذاك، بل إن العام 2013 قد أتى بما لم يتخيله عقلي على الإطلاق، وأشعر الآن أنني في حُلم أو كابوس وأتمنى أن أستيقظ منه.
تتداخل الأمور السياسية بالأمور الإقتصادية في المنطقة العربية بأسرها، فتتعقد أمور العمل أكثر وتتغير خارطة البيزنس، ولا يدفع الثمن في النهاية إلا من هم الحلقة الأضعف في تلك السلسلة، لم أكن أعرف أنني أحدهم إلا في هذا العام، ولم أكن أعرف أن الكبار (أو الحيتان كما يطلقون عليهم) يتميزون بهذا القدر من التوحُش والقوة، ولكنني على يقين من أن الله أكبر.
كما أن وطأة الظروف الإقتصادية الضاغطة قد أسفرت عما لم أكن أتخيله على الإطلاق وهو أن تتغيَّر طبائع الرجال، لم يعد أحد يلتزم بكلمة الشرف أو يثبت على رأيه إلا مَن رَحِمَ ربي، صار الكذب وتغيير المواقف هو السِمَة الغالبة لمُعظم مَن حولي، وأخذ الكثيرون يسقطون مِن نظري الواحد تلو الآخر، يؤيدون الباطل ويروجون له على أنه الحق، حتى صرت كمن أصبح وحيداً في هذا العالم، وصرت مُتوجساً من الجميع!    
باختصار، يقع العام 2013 من الناحية الاقتصادية بالنسبة لي تحت تصنيف واضح وهو: عدم اليقين تجاه أي شيء، حيث تغيَّرت كافة المُسلَّمات والثوابت عدة مرات إلى أن أصبح استقراء المُستقبل صعباً للغاية، وصارت الرؤية مُشوَّشة بشدة، وهو ما لم أعهده في حياتي قبل ذلك وخصوصاً أنني اعتدتُ أن تعتمد كل أموري العملية على التخطيط المُستقبلي.
المهم، تفاءلوا بالخير تجدوه، سأحاول أن أُنهي هذا العام الثقيل بمحاولة للتفاؤل، وأدعو الله عز وجل أن يُفرِّج عنَّا كل همومنا وأن يكون العام القادم أجمل مما سبقه، وأن يحمل إلينا العام الجديد فرجاً كبيراً وعِوضاً عما كان، وكل عام وأنتم جميعاً بخير.

 

تعليقات

‏قال الميكروباص
كل عام وانتم بخير يا هندسه، نحن في انتظار الرؤيه، ان شاء الله خير
‏قال Carol
المهم، تفاءلوا بالخير تجدوه، سأحاول أن أُنهي هذا العام الثقيل بمحاولة للتفاؤل
كل سنه و انت طيب :) يارب ٢٠١٤ تكون أحلى و أحسن أو ممكن نقول اكثر استقرارا عشان مانتوقعش زيادة عن اللزوم
‏قال حسن ارابيسك
صديقي العزيز
كل عام وأنت بخير
بمناسبة سنة 2013 الصعبة وبالأخص الأشهر السوداء الأخيرة منها
لاأجد غير قول ستي الله يرحمها مناسب لها
( طماعنجي بناله بيت فلاسنجي سكن له فيه )
ان شاء الله 2014 تكون سنة فيها كل الخير لمصر
تحياتي
حسن أرابيسك
2013 مشيت خلاص يااحمد ، 2014 سنه سعد باذن الله ، كلام مش علمي طبعا ، ماانت عارف اني ادبي طول عمري، 2014 حتصالحنا علي السنين بعد اللي عملوه فيها 2011 ، 2012، 2013 ، ولواني احب اقولك يعني اني باحب 2013 من اول 30 يونيو ، الحق باحبها من قبلها ، لان كل اللي حصل قبل 30 يونيو وصلنا بالسلامه ل30 يونيو ، وياما لحظات صعبه تجيب وراها الفرج وياما سنين صعبه تجيب وراها الخير ، صدقني 2014 سنه سعد علي البيزنس وعلي السياسه وعلي مصر وانا وانت ..
كل سنه وانت طيب
‏قال Unknown
أمر المؤمن كله خير
فأن كنا (مؤمنين)حقــــاً
فسوف يكون الخير رفيقنا دائماً
‏قال بنت القمر
سحابة صيف في عز الشتا :)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في الذكرى السنوية العاشرة

عايز أرقص تانجو

عيناها وشفتاها