أفتكر إن أول ما طلع الدش والريسيفر .. كان ليه سمعة كده مش كويسة .. كانوا بيقولوا إنه بيجيب حاجات قبيحة وقليلة الأدب ولامؤاخذة .. وكنت كل ما أسمع إن فيه حد ركب دش ألاقيه يحلف ويقول لي: بس أنا مش من الناس إياهم يا مراكبي .. أنا والله العظيم ركبت النايل سات بس .. ومن كتر ما الجملة دي إتكررت قدامي كتير .. جه عندي شعور إن النايل سات ده حاجة كده وكأنك داخل مسجد .. ولازم تقلع الجزمة برة على الباب قبل ما تشغل التليفزيون وحاجات كده . لحد ما جه اليوم اللي قررت فيه إني أركب الدش ده أنا كمان .. وطبعا لأني من أهل التقوى والصلاح أصريت على النايل سات بس زيي زي الإخوة الأفاضل إياهم بالظبط .. وأول ما إشتغل التليفزيون لقيت النايل سات ده إيه .. ولعة ولعة ولعة .. وأذكر إن لم تخني الذاكرة إن أول لقطة شفتها كانت لجزء عريان من صدر مغنية مش عايز أقول إسمها وكانت بترقص وتقول: أخاصمك آه .. أسيبك لا .. ما علينا .. أرزاق . ومرة من سنتين كان عندي مدير أمريكي .. لقيته بيشتكيلي ويقوللي: المدير الأمريكي: أنا زهقت قوي من الدش المركزي اللي عندنا في العمارة .. مليان قنوات كتيرة مالهاش لازمة المراكبي: أيوة .. علشان ظابطي...
الوقت: الصبح بالليل بعد العشاء على طول .. المكان: الصالة .. الأولاد بيلعبوا وبيتفرجوا على التليفزيون وبيتخانقوا في نفس الوقت .. والحاجة مراتي قاعدة بتحشي ورق عنب على ترابيزة السفرة .. حسيت إن الوقت مناسب علشان أكلمها في موضوع شاعري.. قربت منها وسحبت كرسي وقعدت جنبها .. وبصوت هادي كده زي اللي عامل عمله قولتلها . المراكبي: كنت عايز أقول لك حاجة قطع كلامي البنت الوسطانبة اللي طلعت من تحت الأرض فجأة: ماما .. ماما .. جعانة وعايزة تعمليلي بيض محمر الحاجة: إستني شوية مش شايفاني مشغولة .. لما أخلص اللي في إيدي مشيت البنت من غير أي تعليق .. الحاجة بتكمل عمل المحشي المراكبي تاني: كنت عايز أقولك حاجة .. إيه رأيك نروح نآخد دروس في التانجو؟ ولسة الحاجة هتبدأ تجمع الكلام في دماغها .. طلعت البنت الصغيرة من تحت الترابيزة وقالت: ماما .. ماما .. عايزة أعمل بي بي الحاجة: روحي إعملي لوحدك .. إنتي كبرتي دلوقت .. أسيب اللي في إيدي علشان أعمل لك بي بي؟ مشيت البنت ناحية الحمام الصغير.. الحاجة بتكمل عمل المحشي المراكبي: كنت بأقولك إيه رأيك نروح نآخد دروس في التانجو؟ البنت الصغيرة: ماما .. حد يفتح لي نور الحما...
في الذكرى السنوية العاشرة لجوازي .. بأقعد أفكر في حاجات كتير قوي .. ياترى لو رجع بيا الزمن عشر سنين لورا وما كنتش إتجوزت .. مش كان زماني دلوقت بأصحى الصبح متأخر شوية بدل الميعاد السخيف اللي بأضطر أنزل فيه مع الأولاد الصبح علشان باص المدرسة اللي بييجي الساعة ستة ده؟ مش كان زماني بأروح البيت بعد الشغل وأنتخ وأنام بدل ما أقعد أذاكر للأولاد ساعتين بسرعة علشان هيناموا بدري؟ مش كان زماني ما بأروحش السوق كل إسبوع مرتين علشان أشتري طلبات البيت اللي ما بتخلصش؟ أو أفضل كل صيف وكل شتا وكل عيد ألف المحلات كعب داير على شراء ملابس الأولاد وأحتار في المقاسات والألوان والأذواق .. والأسعار؟ . مش كان زماني أقدر أنزل عالقهوة وأقعد مع أصحابي في أي وقت وفي أي يوم زي ما أنا عايز من غير ما أقعد أمهد إسبوع للخروجة دي؟ مش كان زماني أقدر أفتح قناة ميلودي براحتي وأبوس الواوا وأتفرج على الباشمهندسة نانسي عجرم و الباشمهندسة روبي والباشمهندسة كارول سماحة من غير ما أكون خايف من أي قصف جوي بالحلل والأطباق؟ مش كان زماني بأخش البيت وما ألاقيش الأولاد بيقولولي إتأخرت ليه وكنت فين .. والحاجة أمهم ساكتة ولا كأنها مسلطاهم...
تعليقات