الانتظار؟
لا أتحدث هنا عن انتظارك لأوتوبيس هيئة النقل العام .. ذلك الكائن العجيب الذي تنتظره منذ دهر بينما أنت في حالة الوضع واقفا على المحطة المكتظة بالسكان والتي تمتد لدائرة تبتعد عن علامة المحطة الأصلية مسافة لا تقل عن ربع كيلومترمكعب على أقل تقدير .. هذا كمثال عن الشأن الخاص .. ولا أتحدث أيضا عن انتظارك لتداول الحكم والسلطة (بتسكين اللام) في دولنا النائمة وهو ما يشبه ظهور أغنية بوس الواوا لهيفاء وهبي على قناة إقرأ .. هذا كمثال عن الشأن العام .. لكنني أتحدث عن الانتظار بشكل مطلق .. الانتظار كفعل مجرد .. فالانتظار هي تلك الكلمة السحرية التي تحرك حياتنا دون أن نعى ذلك .. أنت يا عزيزي منتظر دوماً بكسر الظاء .. أنت قادر على الاستمرار في هذه الحياة .. لأنك تمتلك القدرة على الانتظار
.
هل تعلم مثلا لماذا تتحمل أنت هذا العناء اليومي وتنهض مبكراً من نومك لتذهب إلى عملك الذي غالباً ما تمقته؟ لأنك يا عزيزي تنتظر راتبك الشهري .. أو تنتظر أن يكون لديك مدخرات تساعدك على التخلص من هذا القيد ويكون لك عملك الخاص .. أو لأنك تنتظر الفوز في مسابقة تليفزيونية تصبح بعدها مليونيراً .. أو تنتظر العثور على مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان أو ترث عمك البرازيلي .. جميعها انتظار .. بعضها واقعي وبعضها خيالي لكنه انتظار
.
هل رزقت بأبناء ؟ ليس بعد؟ إذا أنت تنتظر على أبواب الأطباء مع زوجتك في انتظار طفل .. تدفع الغالي والرخيص للحصول على هذا الطفل وتتملكك الرغبة في الحصول عليه فلا ترى غيرها وتظنها غاية المراد .. وتنتظر وتنتظر
.
ألديك أطفال ؟ أجل؟ لماذا لا يضايقك صراخهم ؟ لماذا تتحمل سخافاتهم ؟ لماذا لا تنفجر بسببهم؟ أنت تنتظر أن يكبروا ويتعقلوا .. تنتظر أن يعتمدوا على أنفسهم .. تنتظر زواجهم .. تنتظر أحفادهم
.
هل أنت متزوج؟ ليس بعد؟ لكنك تؤكد على أنك لم تزل في مرحلة البحث عن الحبيبة الدائمة .. أنت متأكد من وجودها .. فقط أنت تنتظر ظهورها .. الأفضل لك ألا تظهر طبعا
.
هل تزوجت ؟ أجل؟ لماذا إذن تتحمل مشاكل زوجتك التي تحاصرك ليل نهار؟ .. أنت تنتظر منها أن تتعب من تصدير المشاكل إليك .. أو تنتظر أن تعقل بحكم السن .. أو تنتظر أن تتحول إلى إنسانة أخرى بقدرة قادر .. أو تنتظر أن تنفصل عنها بسلام أو بفعل قنبلة نووية
.
هل أنت كثير الأخطاء؟ .. أنت تنتظر إذا لحظة مناسبة للجلوس مع نفسك لمناقشة أخطائك .. أو تنتظر لحظة هداية .. أو تنتظر أن تعلن التوبة يوماً .. أنت تنتظر أن تكف عن أخطائك فهي مسألة وقت .. المهم أنك داخلياً مقر بها
.
عزيزي .. أنت تحيا حالة انتظار دائمة لأشياء عديدة
أنت تنتظر .. فيكون الانتظار دافعك لأن تحيا يومك .. على أمل بأن يتحسن وضعك غداً
أنت تنتظر .. فتساعدك أحلام اليقظة على نسيان المتاعب الحالية على أمل تحقق الحلم في المستقبل
أنت تنتظر وتنتظر وتنتظر .. والمهم .. ألا ينقضي العمر قبل أن تنال ما انتظرته
تعليقات
عشان كده هنتأخر
والاجره هتغلى علينا
خصوصا في البلد دي الي القطر هيفوتنا فيها
التالى فى يومى وليلى وحياتى
كلها لا استطيع ان اسمى ماذا
انتظر ولكنى اعلم علم اليقين
ان ما انا فيه هو مرحلة انتقال
الى مرحلة اخرى ستسألنى:فماذا
اعددت لها ؟اجيبك صراحة :لا شىء!!
فقد جئت بدون أن أُسأل وسامضى كذلك
الا ايمان موغل فى القلب ان الله واحد احد خالق كل شىء وبارىء كل شىء.
أفهم الناهيه
أو حل للإنتظار العام فى حياتنا
غير ذلك حياتنا كلها ما هى إلا حاله من الإنتظار للغد الغريب و إستعداد للترحال بعد الانتظار
انا منتظر منك زياره لمدونتى المتواضعه
ههههههههه
والمهم .. ألا ينقضي العمر قبل أن تنال ما انتظرته
we can clearly see our selves in your clear mirror , best regardrs
خليك مستنى كده بقى يا حاج
جمله كنت قريتها من سنتين تقريبا فى مجله ولدلوقتى مش قادره انساها
يمكن لانى بقيت كدا فعلا
بس تعالى هنا قولى هيا القنبله الذريه دى هتريح الزوج من زوجته ازاى اكيد هتنزل فوق دماغه وتخلصه طبعا مش كدا
أفهم من كلام حضرتك إن الانتظار = الأمل؟
كثيراً ما ننتظر ولكن هناك الكثير ينتظرنا ... حسبة عاوزة دماغ نروح للي منتظرنا ولا نستنى اللي "احتمال" يجيلنا؟
أنا عن نفسي أكره الانتظار أشد كره
لا أتوبيس .. ولا زواج .. ولا أي حاجة ... عامل نفسي تليفزيون على قناة إم بي سي أكشن
اظنها تساوي معادلة الفعل ورد الفعل ... هل أكون فعلاً؟ أم أظل في اطار رد الفعل الدائم؟
حتى الموت - انقضاء العمر - له منا انتظاراً
تحياتي على الموضوع الطيب ده :)
وفيها اللي مستني حلمه .. وكمان اللي حلمه طار
.
.
المشكلة حين تنتظر وانت لا تعرف ما كنه هذا المنتَظر ..ما شكله وما لونه وكيف سيكون مذاقه.. أيضيف على حياتك طعما حلوا أم يزيدها مرارة
ننتظر ولا حيلة لنا الا الانتظار تؤكد على كل أمل شبه مستحيل بقولك وما ذلك على الله بعزبز ..
ولأنك مسير فى هذه الحياة فلا يبق الا ان تترقب "داعيا " فكله بمشيئة الله
ننتظر كل شىء
فقط الجنة او الجحيم هى ما تنتظرنا
و لكنى احبه بشدة و عن نفس موضوعك :)
من سفر "صورة" الجامعة
--------------
1: 1 كلام الجامعة ابن داود الملك في اورشليم
1: 2 باطل الاباطيل قال الجامعة باطل الاباطيل الكل باطل
1: 3 ما الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس
1: 4 دور يمضي و دور يجيء و الارض قائمة الى الابد
1: 5 و الشمس تشرق و الشمس تغرب و تسرع الى موضعها حيث تشرق
1: 6 الريح تذهب الى الجنوب و تدور الى الشمال تذهب دائرة دورانا و الى مداراتها ترجع الريح
1: 7 كل الانهار تجري الى البحر و البحر ليس بملان الى المكان الذي جرت منه الانهار الى هناك تذهب راجعة
1: 8 كل الكلام يقصر لا يستطيع الانسان ان يخبر بالكل العين لا تشبع من النظر و الاذن لا تمتلئ من السمع
1: 9 ما كان فهو ما يكون و الذي صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد
1: 10 ان وجد شيء يقال عنه انظر هذا جديد فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا
1: 11 ليس ذكر للاولين و الاخرون ايضا الذين سيكونون لا يكون لهم ذكر عند الذين يكونون بعدهم
تدوينتك مستني بشكل كبير ، فأنا أفكر في هذا الموضوع كثيرا ، لأن أغلب يومي يمر مع هذا الشيء ..الانتظار . أدعو الله أن نصل الى شيء مما يضيع عمرنا في انتظاره .
ذكرتني برباعية لصلاح جاهين
الدنيا أوضة كبيرة للانتظار
فيها ابن ادم زيه زي الحمار
الهم واحد والملل مشترك
ومفيش حمار بيحاول الانتحار !.
عجبي !
بوستك رائع
الانتظار شى يخنق لاثيما انم تتوقع ان ينصلح الحال ولكنى اعتقد ان الانتظار فى انصلاح الحال غير مستحب
Tagline of the terminal movie-
ولن يشعر بك أحداً
فى رأيى أن الانتظار يكون طيبا وانت ترى زرعك ينمو يوما بعد يوم .. وفيه أولادك .. وفيه نجاحك فى عملك ..او فى عمل قد يسعد غيرك ويساعده .. فاذا كنت تمقته فأعلم بأنك لاتقدم شيئا .. وانسحبت من الادلاء بدلوك فى شأن آخر ..
فى النهاية اذا نظرت للساعة كثيرا .. أو حتى لنتيجة الحائط .. فقد تخليت عن دورك الانسانى .. ومن فضلك لاتقول لاحيلة لى ..
فى رأيى ان الانسان المشغول دائما يقيه الله الزلل لأنه ملخوم دائما .. هكذا الى ان يلقى وجه ربه .. والاصح .. لاتنتظر .. لأن الانتظار هو صنو الملل .. وهو الموت البطئ
يقول المولى " وان ليس للانسان الا ماسعى ، وان سعيه سوف يرى" بالمعنى الشامل
بوست جميل .. وعفوا للاطالة
أو ننتظر لربما تتحقق أحلامنا،
وقد يكون الإنتظار مخيب للكثير من الأمال..خصوصاً فى بلدنا
ربنا يحقق فى القادم الخير كله
أة وأة من الإنتظار
لقد أصبحت حياتى كلها إنتظار لأشياء كثيرة لدرجة إنى أتخيل أن الإنتظار قد خلق فى هذة الدنيا لى لوحدى
تحياتى
فما الحياة إلا انتظار لرحلة البقاء اما.......واما
وسعات الإنتظار بيبقى ممل جداً زى انتظار الاتوبيس ده او بنص جنيه عيش بلدي
لكن بصراحة انا أول مرة آخد بالي ان ده انتظار وده انتظار .. ويبقوا الاتنين موضع مقارنة
وانتي ايه اللي يخليكي مستنسة القطر بس؟ خدي توكتوك وخلصي نفسك
----
يارب فعلا ما نستناش كتير
نعم يا عزيزتي
نحن ننتظر ان تتحسن احوالنا .. لكن لو سألتي أي شخص عم ينتظر بالتحديد لن تجدي لديه اجابة محددة
كثير منا اصبح منتظرا لمجرد الانتظار
انتي طبعا بتتكلمي عن نوع تاني من الانتظار .. ههههه
بس عموما ظرفي العسكري بقرشين هيفك الكلابش من العربية في ساعتها على طول .. الحياة سهلة في مصر
للأسف يا عزيزي البوست ده مش بيجاوب على مسألة الانتظار لأني انا كمان منتظر ومش عارف لامتى
ربنا بس يحسن خاتمتنا
منورني بجد
نعم يا عزيزي
نحن علينا دائما ان نسعى
لكن ليس علينا ادراك النجاح
رأيك في محله
طيب ما تيجي تيتنى معايا؟
ههههه
أشكرك على الاضافة .. احتراف الانتظار تعبير رائع
---
بالنسبة بقى للقنبلة الذرية .. راجعي النص وانتي تلاقيها قنبلة نووية مش ذرية .. تفرق كتير
وعموما ربنا قادر ان القنبلة تيجي في الزوجة لوحدها .. قادر على كل شيء .. هههههه
تعليق في منتهى الطرافة فعلا .. أحييك
لكن أحب أوضح ان استنتاجك مظبوط .. الانتظار = الأمل فعلا
بكل ما تحمله معاني الكلمتين
أهلا بك
اسمها نعم انا مشتاق وبي لوعة .. شكلك بطلتي تسمعي عمرو دياب
---
قلتي كل انواع المنتظرين .. شكلي كده من آخر نوع .. اللي حلمه طار
ربنا يبعت
يا سلام على الكلام الموزون .. المشكلة حين تنتظر وانت لا تعرف ما كنه هذا المنتَظر
الانتظار يؤكد على كل أمل شبه مستحيل بقولك وما ذلك على الله بعزبز
أحسنت يا عزيزتي .. وأتمنى لك الخير فيما تنتظرينه باذن الله
بالعكس .. ده كلام مناسب جدا طبعا
البيت بيتك ما تقلقش
أهلا بيك
الله يبارك فيك وعقبالك
أما كلمات صلاح جاهين .. فهي من أكثر الأبيات التي أثرت في بشكل كبير جدا .. ويليها مباشرة وفي نفس السياق هذه الأبيات
انزع غماك يا ثور وبطل تلف
كسر تروس الساقية واشتم وتف
قال .. لفة كمان .. وبس لفة كمان
يا اكسر تروس الساقية يا البير تجف
وعجبي برضه
نحن ننتظر ان تتحسن الأحوال .. وكلما طال الانتظار كلنا اصابنا الملل .. لكننا بداخلنا لا نفقد الأمل
صح جدا جدا
nice quote
جميعنا نشترك في فعل الانتظار
وجميعنا يشترك ايضا في عدم الشعور بانتظار الآخرين
الأخ العزيز شيرين الكردي
أتفق معك بأن الطرح كان تشاؤميا إلى حد ما .. فقد كنت مكتئبا بعض الشيء عندما كتبت هذا الموضوع .. الحمد لله أنا الآن أفض حالا وأكثر إكتئابا .. هههههه
هناك بلا شك نوعان من الإنتظار .. أحدهما سلبي .. وهو أن تنتظر أن تتحسن أحوال الدنيا دون أن تفعل أنت شيئا
أما النوع الآخر فهو إيجابي .. حيث يعيش المرء منا مجتهدا قدر استطاعته ومتحركا في كل الإتجاهات .. لكنه يطمح في أن تكون أحواله أفضل مما هو فيه
أشكرك
ربما كانت بلادنا حالة خاصة حيث تخيب الآمال في الغالب .. وبالتالي يكون الانتظار ترفا أو أمرا لا جدوى منه
لكننا لابد ألا نفقد الأمل يوما .. فاللع عز وجل قادر على كل شيء
كل يحس بالكلمات وفق ظروفه ومعطيات حياته .. فكلنا ينتظر مع اختلاف ذلك الشيء الذي ننتظره
يبدو أننا خلقنا جميعا للانتظار
أيواااااه
يا إما
يا إما
والمعنى في بطن الشاعر
كلاهما انتظار يا عزيزي .. أحسنت التعبير والتصنيف .. لكن احدهما افضل من الآخر كما اوضحت انت في تعليقك وانا في موضوعي
ده شيئ عادي
بيحصل لأغلب الناس
لكن اتمنى ليك انك تجد ما تنتظره ان شاء الله
مدونة رائعة و ألف مبروك على الكتاب وفى أنتظار القادم و إن شاء الله سيكون أجمل .
أحسنت التعبير .. فالأمل هو المحرك وهو الدافع .. هو قاطرة الحياة التي تجرنا اليعا جرا .. وتجعلنا دائما في حركة دون ملل
---
أشكرك على التهنئة .. جزاك الله خيرا