إنتخابات .. الفَصل

لا أذكر سوى ذلك المنظر المهيب لوكيل المدرسة وهو يدخل الفصل الدراسي فجأة مقاطعا شَرح المُدرِس الواقف أمامنا .. وكان في نفس الوقت يجر وراءَه إثنين من المُدرِسين الآخرين .. وبعد حوارٍ سريع خرج الوكيل ومعه أحد المُدرِسين الذين أتى بهما وترك الآخر معنا ليتم الإعلان عن توقُف الشرح نظراً لأننا سنشرع في انتخاب مجموعة منا تُمثل طلاب فصلنا .. كان الموضوع برمته مبهماً وعجيباً .. فنحن لم نطلب أن نُميز أحدنا بشيء .. ولا نفهم ما الفائدة التي ستعود علينا من جراء ذلك الأمر .. إلا أننا سَعدنا جدا بتوقف الشرح لنبدأ اللعبة .. لعبة انتخابات الفصل

كان أول منصب سيتم انتخابه هو منصب الألفى .. وهو ما يعني قائداً للفصل أو كابتن الفريق .. نظر المدرسان في وجوهنا جميعاً ثم اختارا معا في وقتٍ واحد زميلنا مُحمد أبو زيد .. كان مُحمد أبو زيد أضخمنا حجماً وأكثرنا شراسةً .. وكان متوسطاً في تحصيله الدراسي .. وكان يستخدم قوته في مضايقة من هم أضعف منه وتحديدا المتفوقين منهم .. لا أدري لماذا وقع اختيارهما عليه ليكون قائداً للفصل؟ فقد كان أغلبُنا يكرهُه .. وكرهتُ حينها لذلك السبب لفظة الإنتخابات .. فقد فهمتُ حينها أن الانتخابات تعني الإختيار عن طريق التزكية

فَرِحَ مُحمد أبوزيد لذلك الإختيار فرحاً شديداً وأعدّه انتصاراً شخصياً لا أدري سببه .. ودَعَم ذلك الإحساس لديه أن كلا المُدرِسين قد أخرجاه ليقف أمامنا ليراقبنا ويكتب أسماء الطلاب المشاغبين أو اللذين يتحدثون مع بعضهم البعض ريثما يقومان بتحضير بعض الأوراق .. كان مُحمد أبوزيد هذا ظالماُ .. فقد بدأ في كتابة أسماء بعض الطلاب اللذين لم يفعلوا شيئاُ .. وهو ما جعلهم يستسمحونه ليشطب أسمائهم من تلك الورقة اللعينة .. فزاده ذلك زهواً واعتداداً بنفسه .. كم أكره مُحمد أبوزيد كلما تذكرتُه .. كلما أشاهد نشرات الأخبار أتذكره .. أعني مُحمد أبوزيد

بعد ذلك قال أحد المُدرسين أننا سنبدأ في اختيار الممثلين الأربعة الآخرين .. وهم المُقرِر الثقافي و المُقرِر الديني و المُقرِر الإجتماعي و المُقرِر الرياضي .. وطلبا أن يتقدم للترشيح اثنان من الطلاب على الأقل لكل منصب منهم .. كانت البداية هي انتخاب المُقرِر الثقافي .. من سيرشح نفسه يا شباب؟ نظرنا لبعضنا البعض فنحن لا نعرف ما هي مهمة ذلك المُقرِر الثقافي؟ وعندما لم يستجيب أحد .. فوجئت بأن مُدرس الفصل يختارني لأرشح نفسي .. كان يعلم أنني من قراء مجلة ماجد الإماراتية بينما يقرأ الأخرون مجلات ميكي أو لا يقرأون أصلاً .. ثم اختارا طالبا فاشلاً آخر ليترشح أمامي .. ثم بدأت عملية التصويت لأفوز بمنصبي باكتساح .. فقد كان زملائي يظنون أنني أكثرهم ثقافةً بالفعل

كل ما أذكره بعد فوزي بذلك المنصب أنهم طلبوا مني أن أقوم في خلال اسبوع بإعداد مجلة للحائط فأعددتها .. وكانت مليئة بالمعلومات القيّمة بالفعل .. قام بقرائتها البعض وتَهَكّم عليها الكثيرون .. والغريب أنني وجدتُها مُمَزقّة بعد أن عرضتها في الفصل باسبوع واحد .. أشم رائحة مُحمد أبوزيد فقد كان عدواً لدوداً للثقافة والتعليم .. كم أمقُت مُحمد أبوزيد كلما طالعتُ الصحف القومية .. أعني مُحمد أبوزيد

كما أنني أذكر أنه في إحدى الحصص الإحتياطية وهي التي يغيب فيها أحد المُدرسين فيأتي أحدهم مكانه .. أرادَ المُدرس أن يُسكتنا وأن يُشغلنا فقال: أين المُقرِر الثقافي للفصل؟ فرفعتُ يدي مُعلناً عن نفسي .. فطَلبَ مني أن أُلقي محاضرةً سريعةً لتوعية زملائي من خطر ما قد يُهدد الشباب .. فتحدثتُ عن السجائر وأضرارها .. لكن لسوء حظي كان هذا المُدرس شرهاُ في التدخين .. بل كان يُدخن السجائر بينما كنت أنا أُلقي محاضرتي .. فما كان منه إلا أنه نحاني جانبا ليحاضر هو بدلا مني فتحدث عن أضرار العادة السرية .. وهو ما لفت انتباه الزملاء بشدة وظلوا صامتين ومشدودين إلى تلك المحاضرة وأيديهم على .. قلوبِهم

أعود مرة أخرى إلى الإنتخابات .. انتخابات الفَصل .. كان انتخاب المُقرِر الديني مسخرة كوميدية بكل المقاييس .. فقد ترشح للإنتخابات اثنان من الزملاء .. كان أحدهما إبناً لإمام مسجد مجاور للمدرسة .. كانت تلك هي كل مؤهلاته الدينية .. وكان هو دائماً من يقوم بتلاوة القرآن الكريم في حصص الدين لأنه يقرأ القرآن قراءة صحيحة وبصوت جميل .. لكنه رغم ذلك كان طالباً فاسداً .. فقد أطلعني ذات مرة على صورة جنسية صارخة ثم خبأها في جيبه العلوي عندما بدأت الحصة .. وكانت الحصة بالصدفة هي حصة الدين وقام فيها بتلاوة القرآن وتلك الصورة الجنسية لا تزال في جيبه! أما الطالب الثاني الذي ترشح لذلك المنصب كان هادئاً وخجولاً لكنه من النوع الزومبجي الذي يوقع العداوة بين الناس عن طريق الوشاية والأسافين .. وكان مداوماً على الصلاة في أوقاتها ناصحا للجميع بالمواظبة على أداء الصلاة بانتظام .. أذكر أننا انتخبنا الأول ليس كراهيةً للثاني بقدر حُبنا الجارف للأول لأنه الذي يمدنا بالصور والمجلات الإباحية كلما احتجناها .. وقد كنا نحتاجها يومياً

كانت فقرة انتخاب المُقرِر الرياضي هي من أطرف الفقرات على الإطلاق .. فقد ترشح لها أربعة من الطلاب دفعةً واحدة .. فقد كان اللعب هو ما يشغل رؤس الغالبية .. وكان الأربعة هم من أمهر لاعبي كرة القدم في فصلنا .. كانت تلك الفقرة الإنتخابية مُمتعةً للغاية .. فقد طفق كل مُرشح يعدُنا بشيء جذّاب .. قال أحدُهم أنه سيقوم بتكثيف وتنظيم مُبارياتنا الكروية أثناء الفُسحة وبعد انتهاء الحصص الدراسية .. ومنهم من وعدّ بأن يشتري لنا كرة كَفَرْ مثل التي نشاهدها في مباريات الدوري .. ومنهم من وعدَ بأن يُشركنا في جميع تقسيمات اللعب .. إلى آخره من وعود .. وكان لكل مُرشح منهم محبوه الذين يُدعمونه .. وكانت الإنتخابات حامية الوطيس وكانت نسب الأصوات متقاربة إلى حد كبير لدرجة أن اثنين منهما تساويا في عدد الأصوات وفاز آخر بفارق صوت واحد .. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أرى فيها انتخابات حقيقة فيها العديد من المُرشحين والوعود الإنتخابية الصادقة والمنافسة المتوازنة الحقيقية

ثم كان الأمر الأصعب وهو انتخاب المُقرِر الإجتماعي .. لم يكن أحد يعلم ما هو دور ذلك المُقرِر الإجتماعي .. حتى المُدرِسَيْن المُشرفين على الإنتخابات كانا قد وجدا صعوبة بالغة في ترشيح أحدنا .. فكلاهما أيضا لا يعرف ما هو دور المُقرِر الإجتماعي ولا كيفية اختياره أو اختيار مُرشحيه! أتدرون ماذا فعلا؟ سألانا إذا كنا نقبل الطالب الهادئ السوسة الذي كان مترشحاُ لمنصب المُقرِر الديني؟ إنه الأكثر هدوءاً والأقدر على حل المشكلات الإجتماعية من وجهة نظرهم .. لم يعترض أحد لأنه لم يهتم أحد .. أدرك الآن أن هذا المُقرِر كان سبباً في تأجيج المشكلات بين الزملاء .. لكن ليس ذلك هو المهم .. كان الأهم هو أننا جميعا نحتاج إلى أطباء نفسيين لمعالجة العديد من الأمور مبكراُ .. فقد أدركتُ عندما كبرتُ أن لكل منا أمراضه النفسية التي توطنت بداخله في الصِغَر فأصبحنا نتقيأها على بعضنا البعض في الكِبَر

لم تنتهى الإنتخابات بعد .. بل تفاجأنا بوجود منصب جديد وهو منصب أمين الصندوق .. وهو صندوق من المُفترض أنه سيحتوي أموالاُ .. يبدو ذلك من اسمه .. لكن من أين ستأتي تلك الأموال؟ ما هي مصادرنا للتمويل؟ لم يجب أحد .. لكن المنصب كان مُغريا للجميع فهو منصب سيتحكم فيه صاحبُه في أموال والسلام .. وما أن فتحوا باب الترشيح .. صرخ مُحمد أبوزيد بأنه الأحق في تولي هذا المنصب بالإضافة إلى مسؤلياته كقائد للفصل .. وافق المُدرسان على طلبه فوراُ لا أدري لماذا .. حينها أدركت أن الصندوق ستكون فيه أموالاً بالفعل .. وسيتم جبايتها منّا نحن قهراُ وبالقوة .. وهو ما حدث بالفعل .. كم أكره مُحمد أبوزيد .. لكنني لم أفعل شيئا سوى أنني كَرِهتُه فقط

تعليقات

كنت رائد الفصل فى اولى اعدادى
الوعى وجوده او غيابه يبدأ من الصغر ، وفكر السبوبه كذلك
‏قال أنا - الريس
أزال المؤلف هذا التعليق.
‏قال أنا - الريس
أزال المؤلف هذا التعليق.
‏قال أنا - الريس
كلنا نكره محمد وعيد مبارك عليك يا هندزة . .
محمد ابو زيد دا يبدو إن شخصية لازم يحصلها استئصال عشان الفصل يعرف يعيش
قصة ظريفة من الماضي بنكهة الشعب اللي طالع عينه حاليا ودا عجبني جدا المزج بين الفكرتين :)

تحيات يا غالي
‏قال همسات دافئه
ههههههههههههههههههههههههه
بجد بوست مسخره
وطبعا الادوار مفهومه ومعروفه بالقوي


أحمد بجد وجه نظرك وصلت
يارب بقي يموت الناظر والمدرس التاني اللي كان معاه
عشان الاولاني مات خلاص
:):)
بوست ساخر أخر حاجه
تحياتي
‏قال كلمات من نور
.. كم أكره مُحمد أبوزيد .. لكنني لم أفعل شيئا سوى أنني كَرِهتُه فقط

=====================

كم نكره هذا الأبو زيد ...ولم نفعل شيئا سوى أننا كرهناه فقط
في الفضائيات وصوت العرب..
وفي الصحف والملصقات الانتخابية...
وفي اعلانات حصاد التفاؤل الوطني...
تجدنا جميعنا يكره محمد أبو زيد...
ليس لأنه بلطجي وظالم وجابي أموال في الفصل فحسب...!
بل لأنه يشعر في قرارة نفسه أنه "واطي" و"زبالة" و"حشرة" ورغم ذلك يطأطئ له التلاميذ ظهورهم فيعتليها دون ادني مقاومة منهم وبأقل تمثيل لدور الشر منه..!
ذات مرة كنا نلعب الكرة أمام قصر عابدين كعادتنا بعد الخروج من المعهد الديني الأزهري..
وكان يتعقبنا صبي بلطجي من سننا يريد ان يشاركنا اللعب هو واتباعه الأثنين بالقوة..
كل مرة نحمل الشنط ونهرب منهم لأنهم يحملون العصى واسلاك الكهرباء لتخوفينا منهم..
وفي يوم قررت أن أقدم تضحية..
وكنت خائف جداً..
لكن قلت في نفسي لابد ان يضحي احدهم والا استمر الحال على هذا النحو..
وبالفعل تجاهلت العواقب والمخاطرة واندفعت كالصاروخ في اتجاه البلطجي الصغير..
وعلى بعد مترين منه رفعت مشط قدمي اليمني في تسديد ركلة كاراتيه ربما سيصفق لها جاكي شان فقط لو تمت..
ولكن يالا الحسرة..
كان النجيل تحت قدمي مبلولا بالماء وكما الحال في حوادث تزلج الجليد كانمت رأسي بالأسفل وقدمي تعانق الهواء..
وقطعت المترين زحفا فوق النجيل الأخضر اليانع على ظهري الى ان وصلت تحت قدمي صاحبنا البلطجي..!!
(:
كل عام وانت والاسرة الكريمة بخير بمناسبة العيد اللي فات..!
(:
تحياتي
‏قال Unknown
اسقاط رائع ...
وتشبيه موفق إلى حد كبير
الصورة واحدة فى الفصل وحتى تكبر الدائرة وتصل مداها...

أحيي قلمك الرائع
تقبل تقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك
‏قال shimaa elkholy
الحقيقه كم اكره انا محمد ابو زيد

والرائد الدينى وامين الصندوق والكل كليله والله

وكلنا ما بنعملش حاجه غير اننا بنكره

ليه كده ليه تفكرنى اننا ما بنعملش حاجه غير اننا بنكره واحنا قاعدين مكانا

كنت اوشكت على الدخول فى ازمه نفسيه حقيقيه بسبب الموضوع ده على فكره


الموضوع جميل اوي

تسلم اديك
كنت انا الاخرى اكره رائدة الفصل ، لانها كانت تكبل كل حركاتنا ولا تريد منا إلا الطاعة العمياء، وانا اكره الطاعة العمياء كما اكره كل من هم محمد ابو زيد:)

جميلة علي فكرة تسلم ايديك
‏قال Jana
اعتقد انك لو بحثت وراء "محمد ابو زيد" يمكن تلاقيه نازل انتخابات دلوقت فى دايرته وبيوزع لحمة وفلوس .. وجايز تكون تحويشة صندوق الفصل :))
اكيد شغلك منصب المقرر الثقافى أثر فيك بشكل ما ..السنة اللى كنت فيها مساعدة رائدة الفصل "واللى كانت كل مؤهلاتها انها بنت مس الرسم" عملت فيها حاجات كتير ولما استحسن الجميع مجهوداتى زادت ثقتى بنفسى بشكل كبير أثر فيا لسنوات بعدها ..بعد ما أحبطتنى بشدة الوساطة والمحسوبية ... حياة وسياسة مصغرة
 
‏قال غير معرف…
هو اسلوب حياة يجعلونا نتشربه حتى اذا كبرنا كنا فقط مشاهدين اما موافقين او رافضين
ونجحوا فى تثبيت نظرية وانا مالى خلينا نربى العيال والعيال مش هيتربوا علشان احنا متربناش صح هنربى صح ازاى؟
انت كرهت محمد؟ طيب لو كنت انت مكانه؟ كنت هتكره الانتخابات؟ بس الاكيد لو انت مكانه كان محمد كرهك
كلنا نفس الشخص
دمت بخير مدونتك من افضل المدونات
‏قال Dr Ibrahim
اسقاط رائع
فالانتخابات مولد ولايعلم من صاحبه
ناهيك عن التزوير والتزكية وووووو
وكلنا نكره ابو زيد:)
‏قال إيمان قنديل
ما حدث معك هو تكرار لما يحدث في جميع المدارس بجميع مراحلها،وهو نسخة مصغرة لما يحدث على مستوى الدوله
جميل البوست يامراكبي والفكره وصلت بسهوله
‏قال غير معرف…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذ احمد ممكن ارسل لحضرتك ايميل على الايميل الخاص بحضرتك محتاجة من حضرتك مساعدة ممكن
‏قال غير معرف…
حسنى مبارك يقدم غاز مصر هدية لدعم إسرائيل و مصر تخسر حوالى 100 مليار دولار فى 20 سنة لأسرائيل !!!

التقت شبكة الإعلام العربية "محيط " مع السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولى والمعاهدات الدولية الأسبق بوازرة الخارجية وكان هذا الحوار ...

لعل أزمة الأنابيب الموجودة حاليا حيث يتعذر علي المواطنين الحصول علي احتياجاتهم اليومية من الغاز تثبت بالدليل القاطع لكل الناس فشل سياسة الحكومة بتصدير ثروتنا الطبيعية من الغاز لإسرائيل بأسعار فكاهية دولار وربع للطن المتري في حين أن السعر العالمي اثني عشر دولارا ونصف. وهذا معناه إننا نحرم المصريين مع صباح كل يوم من مبلغ 13 مليون دولار أمريكي يمثل فرق السعر في الوقت الذي يتزايد فيه أعداد العاطلين والفقراء وهو ما يمثل حرمانا للمواطن المصري الفقير والمحتاج من ثروة بلده من الغاز ...

باقى الحوار تحت عنوان ( جدارغزة وتصديرالغاز لإسرائيل إهدار للمصالح المصرية ) فى صفحة الحوادث بالرابط التالى www.ouregypt.us
‏قال مخبوطازاد
تسفيييييييييييق عاليو مطول لما قلته
و شكرا بجد كلام في الصميم ذكرتني بايام الدراسة للاسف نفس المنظر تكرر في قسمي رغم اننا من بلدين مختلفين تعيش الديموقراطية

اللهم اهدنا يارب

لا تنسى تشقر على مدونتي و تحطلنا تعليق لو عجبتك المادة

تحياتي

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في الذكرى السنوية العاشرة

كفاءة كفاءة

كيف تأتي الأطفال؟