فزورة السنة الجديدة
قرب قرب .. تعالى يا جدع منك له .. والجدعات كمان .. كله يشارك في الفزورة الثقافية السياسية دي .. هنتكتب لكم دلوقت مقطعين من قصيدة شعر قديمة لفاروق جويدة كان عنوانها .. مش هأقوله طبعا علشان الغش .. لكن تحسها كدة لسة مكتوبة النهاردة الصبح .. هنكتب منها بس أول مقطع وآخر مقطع .. والفزورة هي .. ياترى يا هل تري .. كان إيه تقريبا الموضوع اللي مكتوب في بقية الأجزاء اللي ما بينهم في النص؟
.
(1)
قد قال لي أبي يوما: إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
وغدوت تلعق من ثراها البؤس .. في الليل الكئيب
قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
إن صرت يا ولدي غريبا في الزحام
أو صارت الدنيا امتهانا في امتهان
أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
إن ضاقت الدنيا عليك
فخذ همومك في يديك
واذهب إلى قبر الحسين
وهناك صلي .. ركعتين
.
(8)
أبتاه
بالأمس عدت إلى الحسين
صليت فيه الركعتين
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينة لا تذوب .. بركعتين
.
(1)
قد قال لي أبي يوما: إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
وغدوت تلعق من ثراها البؤس .. في الليل الكئيب
قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
إن صرت يا ولدي غريبا في الزحام
أو صارت الدنيا امتهانا في امتهان
أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
إن ضاقت الدنيا عليك
فخذ همومك في يديك
واذهب إلى قبر الحسين
وهناك صلي .. ركعتين
.
(8)
أبتاه
بالأمس عدت إلى الحسين
صليت فيه الركعتين
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينة لا تذوب .. بركعتين
تعليقات
شكرا على القصيدة وعلى الفزورة
بالرغم منا..فد نضيع
القصيدة دي من احلى ما كتب جويدة اصلا..بتتكلم عن حالة التوهة اللي فيها امثالي من الشباب...رقصنا عالسلم..لو وصلنا لايام ابهاتنا ببساطتهم وتدينهم الفطري مع مبادىء وجد وعمل..ولا قادرين نبقى نفسنا
ان شاء الله هبقى اوريلك قصيدة ليا شبيهة بدي في نقط معينة
يا ترى الجائزة ايه يا باشا؟!
تحياتي
شرفنا يا دكتور .. انا بس عايزك تتخيل إيه اللي ممكن يكون مكتوب في الجزء اللي أنا حذفته؟ لو عايش فبي مصر .. هاتعرف الإجابة في ثانية
نورتني بجد
أنا سعيد بيك لأن ده دليل إن بلدنا مش كلهاشباب تافهين ولسة فيها ناس زيك كدة .. طبعا الحل مظبوط .. لكن خلينا نشوف إيه تخيلات باقي الزملاء عن اللي ممكن يكون مكتوب في الجزء اللي أنا خبيته
وعلى فكرة هي مش للشباب بس .. دي صالحة للكبار كمان
أما الجايزة .. الجايزة .. آآ .. فيه واحد بيخبط على الباب مضطر أروح أفتح له
فعلا حلوه قوى
اشكرك انك عرضتها
بس انا مش من النوع اللى بيقرا كتير
بس بجد القصيدة دخلت دماغى وقرتها كتير
بجد شكرا يا مراكبى
القصيدة دي مش بتفارقني من أول يوم قريتها فيه من 15 سنة وكل يوم بلاقي معانيعا بتتأكد أكتر وأكتر
منوراني دايما
كفاية عليا إنك حسيت وفهمت المعنى والمغزى .. ده لوحدة بيديني الأمل في بكرة .. لأن إنتوا الأمل
تواجهنا بجروحنا و بأوضاعنا وبالحزن الدفين
لا أملك حين قرائتها سوى أن أصرخ و أقول ااااااه لكن مين يسمعنى مين؟
أسمحلى أسهل الفزورة شوية
قد كان لي عقل يفجر
في صخور الأرض أنهار الضياء
لم يبق في الدنيا حياء
قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني
المجنونُ .. بين العقلاء
قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء
..........................
أبتاه .. أيامي هنا تمضي
مع الحزن العميق
وأعيشُ وحدي ..
قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق
دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق
تتربع الأحزانُ في أرجائه
ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق
القصيدة هي
بالرغم منا قد نضيع
وهي القصيدة الثانية من ديوانه
حبيبتي لا ترحلي إصدار عام 1975م
عموما وبعيدا عن ده فأنا ماحبش فاروق جويدة أوي
هو يمكن ليه كذا عمل متميزين ويعتبروا علامات في الشعر الحديث لكن بقية أعماله للأسف نسخ مكررة من بعضها بحيث أنه لم يقم بالتجديد في محتوى شعره ولا في القالب الشعري له ولم يخض أي مغامرات شعرية جديدة كاقتحام ضروري للشعر وأغواره
وما قصدته من علامات هي أعماله العاطفية الأولى وبعض قصائد قليلة له متفرقة على مدار رحلته الشعرية
ورأيي أن أروع وأكمل وأنضج ما كتبه هي قصيدة بعنوان
من ليالي الغربة
في ديوانه
طاوعني قلبي في النسيان إصدار عام 1986م
ويقول فيها
...
الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب
أتأمل وجهي كالأغراب
يتلون وجهي
لا أدري
هل ألمح وجهي؟ أم هذا وجه كذاب
مدفأتي تنكر ماضينا والدفء سراب
...
ثم تبلغ القصيدة ذروتها إذ تشتعل نيران الخوف داخله بفعل هواجس الوحدة والغربة والقهر حتى تجعله يقول في بساطة مأساوية شديدة
...
سأموت وحيدا
قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا
قد أشعل يوما مدفأتي
فتثور النار وتحرقني
قد أفتح شباكي خوفا
فيجئ ظلام يغرقني
قد أفتح بابي مهموما
كي يدخل لص يخنقني
...
طبعا لا داعي لكي أتكلم عن النقلة العبقرية من قوله قبل هذا المقطع بقليل حتى وصل له إذ يقول قبل ذلك
...
أنتشل الحاضر في ملل
أتذكر وجه الأرض ولون الناس
هموم الوحدة والسجان
سأموت وحيدا
قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا
...
ثم تأتي النهاية شديدة التشاؤم والصدق أيضا حين يقول
...
الدفء يحاصر مدفأتي وتدور النار
أغلق شباكي في صمت وأعود أنام
...
واضح إني طولت
سلام بقى
( 1 )
قد قال لي يوماً أبي
إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
وغدوت تلعق من ثراها البؤس
في الليل الكئيب
قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام
أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان
أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
إن ضاقت الدنيا عليك
فخذ همومك في يديك
واذهب إلى قبر الحسين
وهناك صلي ركعتين
(2)
كانت حياتي مثل كل العاشقين
والعمر أشواق يداعبها الحنين
كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين
كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين
أو دعوة لله أن يرضى عليه
لكي يرى .. جد الحسين
قد كنت مثل أبي أصلي في المساء
وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء
أو أقرأ الكتب القديمة
أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء
(3)
وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب
ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي
وسط الضباب وفي الزحامِ
يهزني في مضجعي
ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب
أحشاؤها حُبلى بطفلٍ
غير معروف الهوية
أحزانها كرمادِ أنثى
ربما كانت ضحية
أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين
طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين
أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل
كم من دماء الناس
ينـزف دون جرح .. أو طبيب
لا شيء فيك مدينتي غير الزحام
أحياؤنا .. سكنوا المقابر
قبلَ أن يأتي الرحيل
هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام
ما أثقل الدنيا ...
وكل الناس تحيا .. بالكلام
(4)
وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء
أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف
جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف
ماتوا يريدون الرغيف
شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب
ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام
قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام
قد كان لي عقل يفجر
في صخور الأرض أنهار الضياء
لم يبق في الدنيا حياء
قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني
المجنونُ .. بين العقلاء
قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء
(5)
دربُ المدينة صارخُ الألوانِ
فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني
والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ
هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ
أبتاه .. أيامي هنا تمضي
مع الحزن العميق
وأعيشُ وحدي ..
قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق
دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق
تتربع الأحزانُ في أرجائه
ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق
(6)
ماذا ستفعل يا أبي
إن جئتَ يوماً دربنا
أترى ستحيا مثلنا ؟؟
ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا
وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا
وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب
أين المفر؟
والعمرُ يسرع للغروب
(7)
أبتاهُ .. لا تحزن
فقد مضت السنين
ولم أصلِّ .. في الحسين
لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي
لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء
بالرغم منا .. قد نضيع
بالرغم منا .. قد نضيع
من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟
من يجعل الغصنَ العقيمَ
يجيء يوماً .. بالربيع ؟
من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟
(8)
أبتاهُ
بالأمس عدتُ إلى الحسين
صليتُ فيه الركعتين
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينةِ
لا تذوب بركعتين
و العمر أشواق يداعبها الحنين..
كانت هموم أبي تذوب.. بركعتين
كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين..
أو دعوة لله أن يرضى عليه
لكي يرى.. جد الحسين..
قد كنت مثل أبي أصلي في المساء
و أظل أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء
أو أقرأ الكتب القديمة
أشواق ليلى أو رياض.. أبي العلاء
بالرغم منا قد نضيع
بتقولي إنها قصيدة بتعكس واقعنا الحزين؟ ده نفس شعوري بالظبط .. مع إن القصيدة بقى لها أكتر من عشرين سنة لكن تحسي إنها مكتوبة النهاردة زي ما أنا قلت في البوست
إنتي إخترتي منها أبيات مؤثرة جدا .. بتيجي عالجرح جامد
إجابتك طبعا صحيحة وفيها دقة التأريخ كمان .. بسم الله ماشاء الله
رأيك في فاروق جويدة صحيح ومش صحيح في نفس الوقت .. كل ما تعدي عليك أحداث في حياتك ويتغير المود العام بتاعك هتلاقي قصايد تانية خالص بتيجي على الوجع وتأثر فيك .. أنا لحد دلوقت مش كل حاجة كتبها بتعمل فيا نفس التأثير لأني برضة ما دخلتش في كل الظروف اللي هو بيتكلم عليها في قصائدة
بالنسبة للجايزة .. ثواني .. فيه حد تاني بيخبط على الباب هأقوم أشوف مين
إجابتك دي هاتخليني أقفل البلوج وأروح .. أنا كنت فاكر نفسي مثقف بس غيرت رأيي دلوقت
شكرا ليكي على نشر القصيدة كاملة .. مجهود رائع
الله يفتح عليك
كانت هموم أبي تذوب بركعتين
ودلوقت
صارت همومي في المدينةِ
لا تذوب بركعتين
فاروق جويدة شاعر كبير مفيش كلام
تحياتى
مش مهم إن الفزورة إتحلت .. المهم إنك نورتني