هدايا الليلة الأخيرة
في الليلة الأخيرة قبل رحيلها عن الدنيا .. أخذ يجوب جميع المتاجر كي يشتري لها أجمل هدية .. فقد كان الغد هو عيد الأم .. وكانت هي في المستشفى تنتظر زيارته لها في الصباح
.
لفتت انتباهه العديد من الهدايا الجميلة .. احتار كثيرا .. أيشتري هذه الهدية أم تلك؟ وبعد وقت طويل .. قرر أن يشتريهم جميعا .. لا يهم النقود .. فهذا أهم عيد للأم مر عليه على الإطلاق .. وهو قلق عليها جدا
.
أمضى وقتا طويلا بالمنزل وهو يتفنن في تغليف تلك الهدايا .. أخذ يبتكر ويستخدم أجمل أنواع التغليف والألوان .. حدث نفسه: ستسعد أمي كثيرا بهذه الهدايا بلا شك. أنهى التغليف متأخرا وذهب لكي ينام .. يتوجب عليه أن يكون بالمستشفى مبكرا .. لكنه أحس بأنه غير مستريح وأن ضربات قلبه تتسارع .. أقنع نفسه بأنه ربما يكون متعبا نتيجة المجهود الذي قام به في تجواله على المتاجر .. حاول أن ينام .. ونجح في ذلك
.
الثالثة صباحا .. استيقظ مرة أخرى ولازالت ضربات قلبه تتسارع بشكل جنوني .. أحس بشيء ما ليس على ما يرام .. حاول أن يهديء من نفسه .. حاول أن ينام ثانية .. وبعد قليل نجح في ذلك .. فقد كان متعبا للغاية
.
السابعة صباحا .. يوقظه والده .. يطلب منه أن يكون رابط الجأش .. أن يكون رجلا متماسكا .. ثم أخبره بأن أمه قد ماتت في الثالثة صباحا .. أجابه وهو مذهول: أحسست بذلك .. وبدا أنه سيبكي .. لكنه لمح أختيه الصغيرتين النائمين على مقربة منه .. فخشي أن يشعرهم بأي شيء .. كتم بكاؤه في نفسه .. وأجل جميع انفعالاته إلى اللحظة التي رأى فيها جثمان أمه وهو يوارى الثرى .. وبكي هناك
.
كان ذلك منذ عشرين عاما .. في كل عام يخرج تلك الهدايا المغلفة التي لم تراها أمه .. كان يصر على ألا يفتحها .. هو فقط ينظر إليها .. ثم يتوجه إلى قبرها ليزوره .. يحكي لها عن تطورات حياته .. وعن كل ما فاتها من نجاحاته .. إنه المكان الوحيد الذي اعتاد أن يبكيها عنده .. منذ ذلك اليوم البعيد الذي ماتت فيه
.
تمر السنين .. ويكاد أن ينسى ماهية الهدايا التي بداخل تلك المغلفات .. يقولون له: افتحها كي تتذكر .. لكنه كان دائما يرفض بشده .. وكأنه ينتظر أمه كي تفتحها بنفسها .. يضحكون عليه .. لا يهم .. المهم أن تظل الهدايا كما هي .. كذكرى لا تتغير عبر السنين
.
لفتت انتباهه العديد من الهدايا الجميلة .. احتار كثيرا .. أيشتري هذه الهدية أم تلك؟ وبعد وقت طويل .. قرر أن يشتريهم جميعا .. لا يهم النقود .. فهذا أهم عيد للأم مر عليه على الإطلاق .. وهو قلق عليها جدا
.
أمضى وقتا طويلا بالمنزل وهو يتفنن في تغليف تلك الهدايا .. أخذ يبتكر ويستخدم أجمل أنواع التغليف والألوان .. حدث نفسه: ستسعد أمي كثيرا بهذه الهدايا بلا شك. أنهى التغليف متأخرا وذهب لكي ينام .. يتوجب عليه أن يكون بالمستشفى مبكرا .. لكنه أحس بأنه غير مستريح وأن ضربات قلبه تتسارع .. أقنع نفسه بأنه ربما يكون متعبا نتيجة المجهود الذي قام به في تجواله على المتاجر .. حاول أن ينام .. ونجح في ذلك
.
الثالثة صباحا .. استيقظ مرة أخرى ولازالت ضربات قلبه تتسارع بشكل جنوني .. أحس بشيء ما ليس على ما يرام .. حاول أن يهديء من نفسه .. حاول أن ينام ثانية .. وبعد قليل نجح في ذلك .. فقد كان متعبا للغاية
.
السابعة صباحا .. يوقظه والده .. يطلب منه أن يكون رابط الجأش .. أن يكون رجلا متماسكا .. ثم أخبره بأن أمه قد ماتت في الثالثة صباحا .. أجابه وهو مذهول: أحسست بذلك .. وبدا أنه سيبكي .. لكنه لمح أختيه الصغيرتين النائمين على مقربة منه .. فخشي أن يشعرهم بأي شيء .. كتم بكاؤه في نفسه .. وأجل جميع انفعالاته إلى اللحظة التي رأى فيها جثمان أمه وهو يوارى الثرى .. وبكي هناك
.
كان ذلك منذ عشرين عاما .. في كل عام يخرج تلك الهدايا المغلفة التي لم تراها أمه .. كان يصر على ألا يفتحها .. هو فقط ينظر إليها .. ثم يتوجه إلى قبرها ليزوره .. يحكي لها عن تطورات حياته .. وعن كل ما فاتها من نجاحاته .. إنه المكان الوحيد الذي اعتاد أن يبكيها عنده .. منذ ذلك اليوم البعيد الذي ماتت فيه
.
تمر السنين .. ويكاد أن ينسى ماهية الهدايا التي بداخل تلك المغلفات .. يقولون له: افتحها كي تتذكر .. لكنه كان دائما يرفض بشده .. وكأنه ينتظر أمه كي تفتحها بنفسها .. يضحكون عليه .. لا يهم .. المهم أن تظل الهدايا كما هي .. كذكرى لا تتغير عبر السنين
.
تزوج ورحل عن ذلك البيت .. سافر بلادا كثيرة وتغيب أعواما طويلة .. وفي يوم ما عاد إلى الوطن .. تاقت نفسه إلى زيارة قبرها كي يحكي لأمه عن أشياء كثيرة كما كان يفعل في الماضي .. كان محملا بهموم كثيرة وحكايات طويلة .. فقد مر زمن طويل دون أن يبكي عندها كما اعتاد سابقا .. لكنه تفاجأ بأنه لم يبكي كما كان يفعل من قبل .. وفي أثناء دهشته تذكر الهدايا .. استدار وتوجه مسرعا إلى المنزل القديم .. كل شيء تغير هناك .. أخذ يبحث عن تلك الهدايا .. لم يجدها .. سأل عنها الجميع .. الكل لا يذكر .. لا أحد يعرف .. لابد أنها فقدت عندما تم تجديد المنزل أثناء غيابه الطويل .. الآن فقط أدرك لماذا لم يعد يبكي عند قبر أمه كما كان
تعليقات
دائما نضحك على انفسنا و خاصة فى افتقاد اى عزيز لدينا و خاصة من لهم مكانة الاب او الام او الجدة
وفى لحظة ما بعد بكاءنا المرير المحمل بالشوق و الأرهاق
نستوعب انهم رحلوا
لقد ظللت محتفظة بسبحة جدتى 11 سنة دون استخدام
هذه الايام فقط استخدمتها
لأننى استوعبت وفاتها
رحم الله الجميع
وله منى و من قلبى المواساة و الدعاء بالصبر
البقاء لله
أيهما أكثر إيلاما
موت الأم أم الإبن؟؟؟
تمنيت أن اموت قبل والدتي و لكن إكتشفت أنني سأقتلها
ليتنا نموت معا
أسلوبك جيد جدا في احساسه
بس ليه حكيت بصيغة الغائب؟
تحياتي
لا أدري أهو فعلا إستيعاب للحدث كما ذكرتي أم هو النسيان الذي يتزايد مع البعد والبعاد .. ربما كلاهما ..
me2
أهلا بك .. طبعا أحلى الأماني أن نموت في نفس الوقت كي لا يحزن أي منا على الآخر .. لكنها الحياة .. وحب الحياة .. نادرا ما يتمنى المرء الموت
مزمز
كنت أنتظر تعليقك لأنك الوحيد الذي لديه فكرة عن هذا الموضوع .. لم أكن أريد أن أخبر الآخرين بأن البطل الحقيقي لهذه القصة .. هو أنا
بوست بيوجع
بوست بجد يوجع القلب
رحمها الله و أسكنها الجنة
يمكن كلمة إعتياد هي أحس تعبير عن الحالة دي فعلا
متشكر كتير على زيارتك للبوست القديم ده
ana msh 3arf 2a2olak eih
el mdwanah gamda awy
rbna yewaf2ak
أشكرك على الزيارة الكريمة دي وعلى التعليق الجميل ده
نورتني
أبكتنى الكلمات
ولا أجد ما أقول
أشكرك على الشعور الطيب ده .. وده شيء متوقع منك
البوست ده مليان حاجات و مشاهد كتير من تفاصيل جواي كتيره جدا
حاجات جميلة و حاجات توجع
و حاجات كنت فاكرة نفسي مبالغة فيها و ارتحت لما لقيتك بتتكلم عنها عادي
صدقيني يا هنزدة .. الواقع مليان حاجات أحيانا بتكون أغرب من الخيال .. ولو حكينا عن كل حاجة ممكن الناس تتريق علينا
متشكر جدا جدا على تعبك وزيارتك للموضوعات القديمة دي
لما أخلصها أشكرني على كله مع بعض
:)
تحياتي
معرفش دلوقتي عنيا دمعت واتملت بالدموع عجبك كدة
البقاء لله
فكرتني بخالي لما رحت زرتة بعد ما توفي كان والدتتي وقرايبنا حوالينا وكنت صغيرة الي حدا ما وكنت اول مرة استوعب الموت لحد قريب قالولي انه بيحس بالموجودين فبدات اكلمه بس جوايا مطلعتش غير دموع
الله يسامحك :(
انا سالي علي فكرة
وجعت قلبي وابكتني
الله يرحمها رحمه واسعه ويدخلها فسيح جناته
وعدم رجوعها أبدا
يأخذ منا الوقت الكثير
والكثير جداً ايضاً.
وامى وأموات
المسلمين أجمعين يارب
لا زلت اذهب إلى شارع منزل جدي القديم أبحث عن بقايا ذاكرة مجهدة وأيام أتمنى رجوعها
رحم الله الجميع
مقدرتش أمنع دموعى من النزول